‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 19 يونيو 2025

إدخل من غير ما تخبط ... شهامة رجال متخاصمين


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

فيه نوع من الرجالة بيخليك تحترمه حتى لو إختلفت معاه. رجالة لما بيتخانقوا، سواء بسبب كبير أو حتى تفاهة ملهاش لازمة، بيبقوا عارفين إن الخصام وارد، وإن الزعل إنساني، بس الرجولة الصح مش في الخصام، الرجولة في الباب اللي يفضل دائما موارب.

تلاقي الواحد منهم زعلان، آه، بس سايب الباب مفتوح، مش مقفول ومقفّل عليه بـ 7 مفاتيح... ليه؟ علشان لو التاني حابب ييجي يصالح، يلاقي طريق، يلاقي سكة، ما يحسش إنه محتاج يتذلل أو يستنى حد يشيله ويوديه.

والأجمل، إن التاني برضه بيكون سايب الباب مفتوح، لا هو منتقم، ولا حاطط في قلبه. هو مستني اللحظة اللي ترجع فيها العِشرة والود، من غير وسطاء. هما اتنين عقلهم كبير، عارفين قيمة بعض، وعارفين إن الخلاف عمره ما يقلل من الأصل الطيب.

الشهامة هنا مش بس إنهم يفتحوا الباب، لا، الشهامة الحقيقة إنهم مستعدين يمدوا إيدهم لبعض من تاني أول ما يشوفوا بوادر الصلح، من غير كبرياء أعمى، من غير عناد فارغ، و من غير مشاعر مزيفة.

الناس دي بتحسسك إن الرجولة مش عضلات وصوت عالي. الرجولة سعة صدر، قلب أبيض، ورغبة دائمه في لمّ الشمل. الرجولة إنك تعرف إن الزعل ما بيدومش، العِشرة الطيبة هي اللي تستاهل تحافظ عليها.

الرجالة الجدعان عمرهم ما بيقفلوا الأبواب. يمكن يقفلوها شوية، بس دائما سايبينها مواربة، علشان الصلح يدخل من غير ما يخبط.

الخميس، 12 يونيو 2025

فورة فكرة


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

في لحظة كده، بتلاقي فكرة بتنط جوا دماغك من غير أي مقدمات، زي شرارة صغيرة بتولع نار كبيرة. الفكرة دي بتبقى أولها حاجة بسيطة جدًا، يمكن حتى ملهاش معنى في الأول، بس مع الوقت بتلاقيها بتكبر، وتملا عقلك كله. 

الفورة دي مش مجرد تفكير عابر، دي زي هزة كده بتصحّيك من جوة، زي ما يكون في حد بيناديك من بعيد، قوم، في حاجة لازم تعملها!

وأنا مؤمن إن كل واحد فينا عنده فكرة فورت دماغه في وقت ما في حياته. اللحظة اللي تحس فيها إنك لازم تتحرك، لازم تغيّر حاجة، أو حتى تبدأ في طريق جديد، مهما كان صغير. المشكلة بقى إن في ناس كتير بتكسل، أو بتخاف، أو بتحس إن الفكرة دي أكبر منهم.

ليه بنخاف من أفكارنا؟! هو يمكن علشان دائمًا أول ما تيجي فكرة كبيرة بتصحبها مخاوف زي: وإذا فشلت؟، أو لو الناس ضحكوا عليا؟. بس بصراحة، أنا شايف إن الخوف ده جزء من الحكاية. الفكرة اللي بتيجي بسهولة، ومفيهاش تحدي، غالبًا مش هي اللي بتغيّر حياتك.

الفكرة لما بتفور جواك، بتلاقي نفسك في صراع بين صوتين: صوت بيقولك: يلا خد الخطوة، وصوت تاني بيحذرك، مش وقته استنى شوية. الحقيقة إن الوقت المثالي مش هييجي لوحده. اللي هييجي هو فرصة، وانت بقى عليك تقرر هتستغلها ولا هتسيبها تضيع.

الفورة دي مش بس عن شغل أو نجاح مادي، دي كمان ممكن تكون عن حاجات صغيرة، زي إنك تحل مشكلة مع حد، تبدأ تهتم بنفسك أكتر، أو حتى تجرّب حاجة جديدة لأول مرة.

النقطة الأهم بقى إنك لما تاخد الخطوة الأولى، هتلاقي الأمور بتتضح واحدة واحدة. مش شرط يكون عندك الخطة كاملة، لأن أحيانًا الطريق بيتضح وإنت ماشي.

فورة فكرة جواك؟ متخليش الخوف أو الكسل يطفّوها. خد الخطوة، جرب، وافتكر دائمًا إن الأفكار الكبيرة بتبدأ بفورة صغيرة.

الخميس، 5 يونيو 2025

أدوار الشرف ... أباء الترف و أبناء القرف


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

يسعى الآباء في جميع الأحوال إلى إسعاد أبنائهم وتربيتهم في بيئة من الرفاهية والترَف. يقول قائل: إنه كلما ازداد الآباء ترفًا، كلما ازدادت الأجيال قرفًا وضعفًا، وأصبحوا جُهّالًا ومتصارعين.

فالأجيال المُترفة تصبح مستسلمة للنعيم، وتقلّ فيها النزعة إلى القوة، ويصبح الحماس فيها للتغيير منعدمًا.

ويقول آخر: إنه كلما ازداد الآباء ترفًا، كلما علَّموا أولادهم وأعطوهم الخبرة والتجربة، فتتفتح أعينهم وأفكارهم على ألوان جديدة من المعرفة، فتزداد حياتهم ثراءً وإثراءً.

طبعًا لا مانع من التحضّر والتمدّن والترف، ولكن سوء استخدام واستغلال الترف، والمضي في الاستمتاع والإسراف، يزيد التبطل والزهد في العمل والجهد، فتفلت زمام الأمور وتضعف القوى، وتصبح الأجيال تميل إلى العجز والصراع والقرف.

النعيم سلاح ذو حدّين؛ فإما يغلب الإنسان فتكون وبالًا عليه، أو الإنسان يغلبه، فتصبح حياته أسهل وأكثر اطمئنانًا. ولنضرب مثالًا بالطعام، وهو أبسط مقومات الحياة: فتأمّل صحة من يستطيع السيطرة على طعامه، فتجده قويّ البنية، نشيطًا؛ وتأمل صحة من يسيطر عليه غذاؤه، فتجده مريضًا، هميمًا، ومعتلًا.

التنعم والترَف خاصّية من خصائص الأغنياء والفقراء، فلا فرق بينهما؛ لأنه عبارة عن نزوع وضعف عن مقاومة الرغبات والمطالب. فكم من غني يصرف أمواله على حفلاته ومجونه، والعكس، كم منهم لا يملك وقتًا للراحة، ويعمل طوال اليوم، وله بيت واحد وولد واحد!

وكم من فقير لا يملك قوت يومه، لكنه مُترف في معيشته؛ يستمتع بالجلوس طوال اليوم، ويأخذ الأكل والشرب مجانًا من الناس، ويستغلهم في الملابس والسجائر والتوصيل، ولا يملك بيتًا، ويعيش عالة على الناس، وعنده ثلاث زوجات وعشرة أطفال!

الترف سلوك وموقف من الحياة، لا مستوى اقتصادي أو مادي. ويتحدد موقف الإنسان منه عن طريق ثقافته وتربيته ونشأته الأخلاقية والسلوكية.

الخميس، 29 مايو 2025

أدوار الشرف... أجداد الصبر وأبناء الترف


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات

الشرف، في جوهره، ليس رتبةً تُمنح، ولا وسامًا يُعلّق على الصدور. الشرف حالة وجودية، طاقة متوارثة، وقصةُ صعودٍ وسقوط تُعاد بأشكال مختلفة عبر الأزمان. هو إرثٌ هش، يتغذى من العزيمة ويهلك في الترف، لا يحيا إلا في قلوبٍ تعرف الصبر، وتستشعر المسؤولية كرسالة مقدسة.

تمر دورة حياة الشرف بأربع مراحل، تمثل كل واحدة منها طبقة زمنية تحمل طابعها، وتسير في مسار محتوم إن غاب عنها الوعي.

الجيل الأول: النشأة في العدم، والانطلاق من الحلم.
هؤلاء هم بناة المجد، الأجداد الذين صنعوا من الألم طريقًا، ومن المعاناة معنى. كانوا يرون في الصبر فضيلة وفي الشقاء ضرورة. تواطؤوا مع الحرمان، وصادقوا الجهد، فجعلوا من الشرف حصنًا يُبنى لا غنيمة تُورث.

الجيل الثاني: أبناء الرواه.
تربوا على حكايات النضال، لكنهم لم يذوقوا مرارة الطريق. يحملون الشعور بالشرف، لكن دون جذوره. يملكون القوة، لكنهم يجهلون كيف تولد. فترى صبرهم متآكلًا، وإحساسهم بالمسؤولية مائعًا، كأنهم يعيشون في ظلال بطولةٍ لا يفهمونها.

الجيل الثالث: ورثة النعيم.
هؤلاء لا يرَون المجد إلا من شرفة الراحة. الترف أصبح قاعدة حياتهم، والاعتداد بالماضي غلافًا هشًا لا يحتمل الرياح. يُنفقون بلا حساب، ويفكرون بلا عمق، ويعيشون اللحظة كأنها دائمة، متناسين أن الشرف إذا لم يُسقَ بالجهد يذبل.

الجيل الرابع: مستهلكو الرماد.
هم أبناء الوفرة العمياء. لا يعرفون من المجد إلا صوره القديمة، ومن الشرف إلا شعاراته المستهلكة. يبدأون ببيع الذاكرة، ثم القيم، ثم الكرامة. وعندما ينفد كل شيء، يجدون أنفسهم عبيدًا في عالمٍ لم يعودوا يملكون فيه حتى حق الحلم.

هذا الإنغماس في الترف والاستسلام لحياة النعيم يضعف النفوس، ويقلل من إحساس الجهاد والمسؤولية، ويطبع فيها الفساد والاستغلال. يتدهور الحال إلى حد استباحة كل شيء، من قتل وهتك أعراض، في محاولة يائسة لاستعادة الأمجاد الضائعة، لكنهم يجدون أنفسهم في نهاية المطاف مُستعبَدين في مجتمعهم، وقد فقدوا كل شيء.

النهاية المأساوية لهذا الجيل تجعلهم يواجهون حقيقة أنهم ضيعوا ما كان يمكن الحفاظ عليه بالاجتهاد والعمل الجاد. الشرف لا يورث فقط، بل يحتاج إلى صبر وجهد للحفاظ عليه وتنميته، وإلا فإن الترف قد يصبح سببًا في فقدانه.

هكذا يُهدر الشرف، لا بضربة قاسية من عدو، بل بانحلال داخلي بطيء، يبدأ من لحظة الاستغناء عن المعاناة، وانتهاءً بلحظة بيع المعنى مقابل متعةٍ عابرة.

الشرف لا يُحفظ في خزائن الذهب، بل في خزائن الوعي. هو التزام لا يُفرض، بل يُختار. وإذا لم يلتفت الأحفاد إلى جوهر ما ورثوه، سيتحول المجد إلى قناع، والنعيم إلى لعنة.

فما بين صبر الأجداد وترف الأحفاد، تُكتب ملحمة الشرف... ويتقرر مصير العائلات.

الخميس، 22 مايو 2025

هل خُلقت لأنقذ نفسي؟



#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

أوقات كثيره بقف قدام المرايه وأسأل نفسي: هو أنا فعلاً اتخلقت علشان أنقذ نفسي؟ السؤال ده بيجيلي في لحظات الهدوء، لما الدنيا تهدئ وكل الأصوات تسكت. بحس وقتها إن السؤال مش مجرد فكرة، دا شعور بيمس أعمق نقطة في روحي.

لو فكرت فيها، هتلاقي إننا بنتولد في وسط معركة، بس المعركة دي مش مع حد بره، دي معركة جوانا، مع ضعفنا، مع خوفنا، و مع الشكوك اللي بتفضل تزن في دماغنا.

دائماً بحس إن حياتي شبه مركب صغير في بحر هايج، وكل موجة بتيجي عايزه تقلبه. بس هنا السؤال اللي بيجيلي: هل المركب ده اتعمل علشان أوصل لبر الأمان، ولا علشان أثبت إني أقدر أصمد مهما كان البحر؟

أنا شايف إننا بنتخلق وفي جوانا القدرة على النجاة، بس كمان في جوانا حاجة أكبر: إحساس إننا مش لوحدنا. يمكن فعلاً كل خطوة بناخدها عشان ننقذ نفسنا، بس برضه عشان نحمي اللي حوالينا. كل قرار صعب بنعدي فيه، كل لحظة بنقول فيها "أنا هكمل"، هي مش بس لنا، دي كمان رسالة لكل اللي حوالينا إنهم يقدروا يكملوا هما كمان.

ومع الوقت، بتلاقي نفسك بتتغير. بتفهم إن إنقاذ النفس مش مجرد صراع، لكنه رحلة مليانة لحظات صغيرة، زي لما تمد إيدك لطفل صغير بيقع، أو لما تضحي بحاجة محتاجها علشان حد محتاجها أكتر. بتحس وقتها إن إنقاذ نفسك كان البداية، لكن الرحلة نفسها أكبر من كده بكتير.

فلو سألت نفسي من تاني: هل خلقت علشان أنقذ نفسي؟ يمكن الإجابة تبقى: آه، بس مش علشاني أنا وبس، علشان أخلق من نجاتي نور ممكن حد يهتدي به لو اختار يمشي في نفس الطريق.

الخميس، 15 مايو 2025

ماذا إلتصق بجسدي


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

شيئاً ما يلتصق بجسدي، شعور غريب يتسرب بين ثنايا جلدي وكأنني أحمل عبئاً غير مرئي. هو ليس ثقيلًا بما يكفي لأستطيع التخلص منه، وليس خفيفًا لدرجة تجاهله. و لكنني أحياناً أشعر وكأنني مقيد بهذا الشيء، كأنه جزء مني لا يمكنني فصله عني. 

ربما هو الماضي، أو ربما تلك الأفكار التي ترافقني دائماً دون أن أتمكن من إيقافها. أحاول أن أتجاهلها، أن أستمر في حياتي وكأنها غير موجودة. لكن في لحظات الهدوء، عندما أسكن بعيداً عن كل الضجيج، تعود لتلتصق بي أكثر، تجعلني أتحسس كل جزء منها. ربما لأنها جزء من تكويني الآن، وربما لأنها تذكرني بما كنت عليه وما أصبحت.

أحيانًا أتساءل، هل علي تقبل هذا الشيء الذي يلتصق بجسدي؟ أم أنني بحاجة إلى تحرير نفسي منه؟ هل يمكنني فعل ذلك؟ أم أن التحرر يأتي بتقبلنا لما نحمله، وما يلتصق بنا، وما لا نستطيع التخلص منه بسهولة؟ 

أفكر كثيراً في هذا الالتصاق، وكأنه ليس مجرد شيء مادي أو شعور عابر. بل هو مزيج من الذكريات والمواقف التي تركت أثرًا بداخلي. ربما هو خوف قديم، أو جرح لم يلتئم بالكامل. كلما اعتقدت أنني تحررت منه، أجد نفسي أعود إلى نفس النقطة، وكأنني أدور في دائرة لا نهاية لها.

أشعر أحياناً أن هذا الشيء هو من يحدد ملامحي الآن، أنني بدون هذا الثقل لن أكون كما أنا. لكن في نفس الوقت، هناك رغبة ملحة بداخلي للتخفف، للتنفس بحرية دون أن أشعر بأن شيئاً ما يسحبني إلى الوراء. 

ربما التحدي الحقيقي هو أن أتعايش معه دون أن أسمح له بالسيطرة عليّ بالكامل. أن أتعلم كيف أكون أنا، بكل ما يلتصق بي، وبكل ما أحاول التخلص منه. وفي كل مرة أقاوم، أفكر أن التحرر ليس في التخلص مما يلتصق بي، بل في قدرتي على قبوله دون أن أسمح له بأن يكون مركز حياتي.

الخميس، 8 مايو 2025

الولاء... معنى أكبر من الحياة والموت


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

كل واحد فينا عنده إحساس داخلي بالخوف من المجهول، وأكبر مجهول في حياتنا هو الموت. إحنا عارفين إننا فانيين، بس فكرة إدراك الفناء دي بتكبر مع الوقت، كل ما الإنسان بيعيش تجارب أكتر وبيواجه مواقف فيها خطر، كل ما وعيه بحتمية الموت بيزيد.

لو سألت أي حد حواليك، صغير أو كبير، هتلاقي إنهم كلهم في وقت من الأوقات مرّوا بتجربة حسّوا فيها بقرب الموت، وده بيثبت حاجتين: أول حاجة إن الموت فكرة مش بعيدة عن حد، وتاني حاجة إن إدراكنا ليه بيزيد مع الزمن والتجارب.

بس الغريب إن في ناس بتشوف الموت كأنه هدف في حد ذاته، بيعتبروا إنه الوسيلة الوحيدة إنهم يعيشوا الحياة اللي بيتمنوها بس مش قادرين يحققوها وهم أحياء. بعضهم بينتحر, و بعضهم بيقاتل علشان غاية وطنية، وبعضهم بيبحث عن الشهادة كغاية دينية، والمجتمع غالبًا بيمجّد النوعين دول من الموت وبيعتبر أصحابهم قدوة ومثل أعلى.

طيب، فكر معايا… لو عندك بيت آمن، فيه كل اللي تحتاجه، هتلاقي نفسك بتزهق وعاوز تخرج منه؟ هتسأل نفسك: "هو الحياة دي تستحق إني أعيشها؟"
الإجابة هنا بتعتمد على حاجة أساسية فينا كلنا، وهي إننا محتاجين نحس إن حياتنا لها معنى، وإن فيه حاجة تستحق إننا نعيش علشانها، حتى لو الحاجة دي كانت بسيطة زي تربية حيوان أليف والعناية بيه، أو كبيرة زي الإيمان بمبدأ أو فكرة.

وهنا ييجي مفهوم الولاء. الولاء هو إنك تدي لحياتك قيمة من خلال حاجة أكبر منك، حاجة تديها وقتك وجهدك وحتى تضحي علشانها. الولاء هو عكس الأنانية، لأن الإنسان لو كان عايش بس علشان نفسه، عمره ما هيلاقي معنى لحياته، ووقتها الموت هيكون مجرد نهاية باردة ومرعبة.

طيب، سؤال تاني: هل يهمك إيه اللي هيحصل في الدنيا بعد ما تموت؟ لو كنت مهتم بس بنفسك، المفروض متفرقش معاك الحياة بعدك هتبقى عاملة إزاي، بس الحقيقة إننا كلنا بنهتم، وبنقلق على اللي هنسيبهم ورانا.

عشان كده، الحل إن الموت ما يبقاش فكرة مرعبة، هو إننا نحس إننا جزء من حاجة أكبر، إن حياتنا تكون مرتبطة بغيرنا، وبقضية أو هدف يستحق إننا نعيش عشانه.

المعنى الحقيقي للحياة بييجي لما ندرك إن وجودنا مش منفصل عن الآخرين، وإننا بنشارك في حاجة بتكمل الصورة الأكبر. الولاء للوطن، للدين، للأسرة، أو لأي قضية نبيلة، هو اللي بيدينا الإحساس إن حياتنا مش مجرد سلسلة أحداث عشوائية، و لكن جزء من قصة كبيرة لها معنى.

لما بنلاقي المعنى ده، خوفنا من الموت بيقل، وبنقدر نعيش بشجاعة وأمل، لأننا بنحس إن حياتنا لها قيمة وإننا سنترك أثر، حتى بعد ما نمشي.

الخميس، 1 مايو 2025

هل للأخلاق نهاية؟

وأنا بفكر في السؤال ده، لقيت نفسي قدام سؤال أكبر: إيه اللي بيحدد أخلاقنا أصلاً؟ هل هي حاجة ثابتة، ولا حاجة بنتغير فيها حسب الظروف؟ طول عمري كنت شايف إن الأخلاق شبه البوصلة، دائمًا بتوجهنا للطريق الصح حتى لو الدنيا حواليك اتلخبطت. بس هل ممكن للبوصلة دي يوم تضعف أو حتى تبطل تشتغل؟
في مواقف كتير، بنلاقي ناس كانت قدوة وأمثلة للأخلاق العالية، فجأة اتغيروا وبقوا حاجة تانية خالص. بنسمع كلام زي "الدنيا غيرته" أو "الظروف أجبرته". وده خلاني أفكر: هل الأخلاق ممكن تبقى ليها نهاية لو اتحطينا تحت ضغوط كفاية؟
أوقات كتير بنواجه تحديات تخلي الواحد يراجع نفسه. زي لما تضطر تختار بين إنك تمشي بمبدأك، حتى لو هتخسر كتير، أو إنك تمشي مع الموجة عشان تكسب أو حتى تعيش. بس هل ده معناه إن الأخلاق ليها "نهاية"؟ ولا ممكن نقول إن كل واحد عنده حدود معينة أخلاقه بتقف عندها؟
أنا شايف إن الأخلاق ما بتنتهيش، لكن ممكن تضعف. ممكن تتوه وسط زحمة الحياة والمشاكل، بس هي مش حاجة بنفقدها للأبد. الأخلاق موجودة جوانا، حتى لو اتغطت بالغبار. يمكن اللي بنحتاجه أوقات هو حد يفكرنا بيها، أو موقف يهزنا عشان نرجع نلاقي نفسنا.
الأخلاق مش مجرد كلمات أو مبادئ بنقولها. هي أفعال، حاجات بتبان في تصرفاتنا اليومية مع الناس، في قراراتنا، وفي الطريقة اللي بنشوف بيها العالم. يمكن الظروف تضغط علينا، بس الأهم إننا دايمًا نحاول نفتكر: إحنا مين؟ وإيه اللي بيمثلنا؟
يمكن السؤال الصح مش "هل للأخلاق نهاية؟" لكن "إيه اللي يخلي أخلاقنا دايمًا حية؟"

الخميس، 24 أبريل 2025

ليه الأثرياء بيحبوا يأكلوا النودلز؟


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

السؤال ده بيخلي ناس كتير تندهش: إزاي واحد ثري، عايش في قصر فخم، لابس ساعة تمنها يشتري بيه شقة، ممكن يختار ياكل نودلز؟ مش المفروض الأثرياء دول ليهم أكل مخصوص، وشيف خاص بيطبخلهم وجبات مالهاش اسم؟

بس الحقيقة إن النودلز مش بس موجودة في عالمهم… دي محبوبة جدًا هناك.

أول سبب، ويمكن أغربهم، هو النوستالجيا. كتير من الأثرياء بدأوا حياتهم من تحت، و طبق النودلز كان صديقهم المخلص في أيام الوحدة، الشغل الكتير، والسهر. فلما بياكلوها دلوقتي، بيحسوا إنهم لسه على الأرض، لسه فاكرين أصلهم، وده بالنسبا لهم نوع من التوازن النفسي وسط عالم مليان رفاهية.

لكن خلينا نكون صُرحاء… النودلز اللي بيأكلها الأثرياء مش اللي إحنا بنغليها في الحلة. لأ، دي نودلز ممكن تكون معمولة بمرقة جمبري مستورد، فيها شرايح ترافل، مرشوشة بكافيار، ومقدّمة في طبق شكله متصور أكتر من العريس في الفرح. يعني النودلز نفسها اترقت وبقت نجمة في عالمهم.

كمان، الأثرياء دايمًا بيحبوا يكسروا التوقعات. يحبوا يورونا إنهم "بيعملوا اللي على مزاجهم"، وإنهم فوق القواعد. فـلما واحد ثري يقعد ياكل نودلز قدام الكاميرا أو وسط اجتماع، بيكون بيبعِت رسالة:
"أنا عندي كل حاجة، وباختار أبسط حاجة… لأن القيمة مش في الأكل، القيمة في اللي بيأكله."

وما ننساش نقطة السرعة والراحة. الأثرياء وقتهم غالي، والنودلز بتتعمل في دقايق. يعني وجبة سريعة، مرنة، ممكن يزودوا عليها اللي نفسهم فيه، ومش بتعطّلهم عن اجتماعاتهم أو سفرهم أو حتى تمارين اليوغا في البيت الزجاجي.

وفي الآخر، سواء أكلها بملعقة بلاستيك أو في طبق دهب، النودلز بالنسباله مش أكلة… دي لحظة. لحظة فيها توازن بين البساطة والفخامة، بين الذكرى والذوق، بين الإنسان العادي والثري اللي بيفكر بطريقته.

الخميس، 17 أبريل 2025

تخمة جوع


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

عمرك حسيت إنك شبعان بس مش راضي؟ أو إنك وصلت لحاجة كنت بتحلم بيها بس لسه جواك نفس الإحساس بالفراغ؟ دي الحالة اللي بحب أسميها "تخمة جوع". حالة غريبة بتجمع بين الشعور بالشبع وبين رغبة ملحة مابتقفش.

زمان كنت فاكر إن الجوع ده معناه نقص حاجة مادية، زي الأكل، الفلوس، أو النجاح. بس مع الوقت، اكتشفت إن فيه جوع أعمق من كده بكتير، جوع مرتبط بالنفس والروح، مش بالجسم. جوع للحب، للتقدير، للمعنى، لحاجة تحسسك إنك عايش بجد، مش مجرد ماشي على روتين وخلاص.

أكبر مشكلة في الجوع ده إنه بيعمل لنا وهم إن فيه حاجات معينة لما نوصلها هنشبع ونرتاح. زي مثلاً، لما نقول "لما أخد الترقيه دي، كل حاجة هتبقى تمام" أو "لما أدخل في العلاقة دي، هبقى سعيد". وفعلاً، بنوصل، ونفرح شوية، وبعدين نلاقي نفسنا راجعين لنفس النقطة، ويمكن أصعب. ليه؟ لأننا بنكتشف إن الحاجة اللي كنا فاكرينها هتشبعنا، ماكانتش هي الحل.

الفرق بين الشبع الحقيقي والوهمي هو إن الأول بيجي من جواك، من فهمك لنفسك، ومن قدرتك على القبول والتصالح مع اللي عندك، حتى لو بسيط. أما الوهمي، فدايماً بيربطك بحاجات برة عنك، حاجات ممكن تيجي وممكن لأ، ولما تيجي غالباً مش هتديلك اللي كنت متوقعه.

"تخمة الجوع" بتعلمك إن السعادة مش حاجة بنشتريها أو بنستناها، دي حاجة بنبنيها من جوة. وقت ما تتصالح مع جوعك، وتفهم إنه جزء من رحلتك، مش نقص فيك، تبدأ تحس بطعم الحياة اللي كنت بتدور عليه.

الجوع مش دايماً وحش، هو اللي بيحركنا، بس لازم نفهمه ونوجهه صح، علشان مانفضلش عايشين في دوامة وهمية، ندور على حاجة تملانا واحنا أصلاً بنفقد اللي جوانا.

الخميس، 10 أبريل 2025

مِشِّها كما تشاء ... فقط لا تتوقف عن السير

منذ أن كنت صغيرا، كنت أرافق والدي دائمًا عند توزيع الزكاة والصدقات على الفقراء والمحتاجين. كنا نذهب إلى أسر بسيطة نحمل معهم الطعام والشراب، ونزور مرضى نحمل إليهم المال والفواكه.
وحين كبرت وعملت في مجال الأورام، أصبحت الزكاة والصدقات تأخذ شكلاً مختلفًا: أدوية، أكياس دم، ومصاريف عمليات.
وقبل أيام قليلة، ذهبت مع أحد الأصدقاء إلى مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، فوجدت عالمًا لم أعهده من قبل.
هؤلاء لا يُمكن وصفهم بأنهم فقط فقراء، أو فقط مرضى، أو فقط محتاجين… إنهم مزيج من الثلاثة.
رأيت صديقي يوزّع المال، والأدوية، وحتى الملابس. وأدركت كم أن أبسط الأشياء كحقيبة مطرزة، أو طرحة، أو حتى بنطال نظيف يمكن أن ترسم بسمة حقيقية على وجوه المرضى هناك.
وهنا دخلت في دوامة من الأسئلة:
هل تُصرف الأموال لسد احتياج أسرة للطعام وسداد فواتير المعيشة؟، أم لرسم بسمة على وجه محتاج؟، أم لإزالة ألم مريض لا يملك ثمن عملية؟، أم لعلاج مريض سرطان يتوق لجلسة كيماوي أو إشعاع؟
أتذكر حين بدأت حياتي المهنية، كنت أعمل مع مدير يرى أن الأغنياء، ممن يملكون مال الزكاة والصدقات، كالأشجار التي تُسقِط فاكهتها ليستفيد منها من يمر تحتها. ربما كانت نظريته صائبة من حيث المعنى، لكنها تفتقر لبعض الرحمة والإنسانية.
لكن، ماذا لو نفدت فاكهة الشجرة؟
هل يكون لظلها حينها قيمة تُذكَر للمحتاج؟
توزيع الزكاة والصدقات أصبح أمرًا في غاية التعقيد، لكثرة المحتاجين وارتفاع التكاليف.
وكم من مرة سألت نفسي: من أحق؟ ومن أولى؟
هل الطعام يسبق العلاج؟
هل الملابس والحقائب تسبق فواتير الكهرباء؟
هل مستلزمات المدارس تأتي في المقدمة أم في المؤخرة؟
ربما لا توجد إجابة واحدة صحيحة.
الأمر ببساطة: "مِشِّها كما تشاء"… فقط لا تتوقف عن السير.

الخميس، 3 أبريل 2025

لو معاك ملايين


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

س: لو معاك كذا مليون جنيه، هتعمل ايه؟ 
ج: همنجه نفسي و اشبع من كل حاجه.

س: لو معاك كذا مليون، و انت شبعان من كل حاجه، هتعمل ايه؟
ج: محدش بيشبع، و الملايين هتخلص بسرعه.

س: لو معاك كذا مليون، و كل شهر بيزيدوا شوية ألاف هتعمل ايه؟
ج: هحاول اصرف في كل حته، و اشبع من كل حاجه، ميت مره.

س: لو معاك الفلوس دي كلها بس معندكش وقت علشان تصرفهم؟
ج: اصلا لو معايا فلوس دي كلها مش هشتغل، و أعيش أصرف الفلوس.

س: لو معاك فلوس و عندك وقت بس مش معاك صحة، هتعمل إيه؟
ج: هعمل كل الممنوع.

س: لو معاك فلوس و عندك وقت و صحة، بس لا تملك حريتك، هتعمل ايه؟
ج: هصرف كل فلوسي و وقتي و صحتي علشان املك حريتي.

س: لو معاك فلوس و وقت و صحة و حرية، بس لا تملك قرارك، هتعمل إيه؟
ج: مش عارف

ج: الحياة تتطلب أكثر من مجرد المال والصحة والحرية. القدرة على اتخاذ القرارات هي جوهر الحياة المستقلة. المال يمكن أن يمنحك الراحة، والصحة تتيح لك الاستمتاع، والوقت يعطيك الفرصة للاستفادة من الحياة، لكن الحرية والقدرة على اتخاذ القرارات تعطيك التحكم الحقيقي في حياتك.

س: لو أنت بقى معك ملايين ووقت وصحة و حرية، وتملك قرارك، هتعمل إيه؟
ج:

الخميس، 27 مارس 2025

خفيت لما لفيت


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

أوقات كتير بنلاقي نفسنا في دائرة مفرغة، بندور حوالين نفسنا ونحس إن كل الطرق اللي بنمشي فيها بتودينا لنفس النقطة اللي ابتدينا منها. ممكن يكون الطريق طويل ومرهق، مليان عثرات ومطبات، لكن في الآخر بنلاقي نفسنا رجعنا لنقطة البداية. بنحس إن كل حاجة عملناها كانت مجرد دوران في حلقة مفرغة، وإن الجهد اللي بذلناه ملوش نتيجة ملموسة. بنوصل للحظة إننا عايزين نكمل، مش عارفين نلاقي الهدف من كل ده، لحد ما نفاجأ إننا لما تعبنا من اللف، لقينا الراحة.

اللف ده ممكن يكون في الشغل، في العلاقات، في السعي لتحقيق أحلامنا، أو حتى في البحث عن نفسنا. بنفضل ندور ونحاول نلاقي الطريق الصح، بنحاول نبعد عن الطرق المسدودة ونلاقي النهاية اللي ترضينا. بس مش دايمًا بيكون الطريق واضح. ساعات بنحس إننا ضايعين، كأننا في متاهة. بس المتاهة دي نفسها بتعلمنا حاجات، بتخلينا نكتشف جوانب من شخصياتنا مكنتش هتظهر لولا التجربة دي.

ومع كل مرة نلف فيها، بنتغير. الحزن اللي حسينا بيه، الفشل اللي وقعنا فيه، وحتى الفرح اللي اتبخر فجأة، كل ده بيشكلنا. وفي النهاية، بيجي الوقت اللي نبطل فيه ندور ونلاقي إننا اتغيرنا. يمكن من غير الإجابات اللي كنا بندور عليها، لكن اتعلمنا نكون أهدى، وأوعى، وأقوى.

في اللحظة اللي بنقف فيها بعد اللف الكتير ده، بنكتشف إن الراحة مش في إننا نوصل، لكن في إننا نكون راضيين بالتجربة، نتقبل نفسنا بكل ضعفنا وأخطائنا. الراحة بتكون في إننا نقبل إن الطريق مش دايمًا مستقيم، وإن أحيانًا الهدف من اللف مش إننا نوصل، لكن إننا نكون مستعدين لما نوصل.

فلما نلاقي نفسنا بنلف تاني، نفكر، يمكن تكون الراحة مش في النهاية، لكن في الرحلة نفسها.

الخميس، 20 مارس 2025

إنها كانطية ... حع حع حع


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

الكذب بيطرح دايمًا أسئلة أخلاقية معقدة، خاصة لما يتعلّق بالمراوغة أو التحايل. تخيل بقى إنك أمام امرأة كانطية، واحدة من الناس اللي بتعتبر الصدق مبدأ لا يتجزأ، وبتحط الحقيقة في أعلى مكانة. بس هنا تظهر معضلة: هل في وقت معين الكذب يبقى مسموح لها؟ وهل ممكن يكون عندها مبررات أخلاقية تخليها تلجأ للتحايل؟

في فلسفة كانط، الكذب مرفوض تمامًا، حتى لو نيتك طيبة. هو شايف إن الصدق قيمة مطلقة، مش مجرد وسيلة نستخدمها حسب الظروف. لكن المرأة الكانطية، في واقع الحياة، بتواجه مواقف مش بيبقى فيها اختيار سهل بين "الصدق التام" و"الكذب الصريح". في مواقف ممكن تتطلب منها مرونة وذكاء اجتماعي يوازن بين الصدق والمصلحة، فتلجأ للمراوغة بدل الكذب الصريح، كأنها بتلاقي طريق وسط يحافظ على مبادئها وفي نفس الوقت يحقق هدفها.

المراوغة بالنسبالها مش مجرد هروب، لكنها فن محسوب بتستخدم فيه إجابات غامضة وكلام مبهم، بحيث تدي إحساس إنها صادقة، لكن فعليًا هي بتلعب لعبة ذكاء. هنا بقى بتظهر المبررات اللي بتخلقها لنفسها، بتحس إنها بتحافظ على مبادئها وما خالفتش الصدق بشكل صريح. وده يديها الشعور إنها ما خرقتش المبدأ الكانطي اللي مؤمنة بيه.

كمان، هي بتبرر لنفسها المراوغة عشان تقدر تبعد الأنظار عن أي احتمالية للكذب، وتحافظ على صورتها أمام الناس. لو حد وجه ليها سؤال ممكن يحرجها أو يحطها في موقف صعب، بتختار إنها ترد بطريقة غامضة أو تجنبية، بحيث يبان إنها جاوبت بصدق، لكنها في الحقيقة بتسيطر على الموقف بتحايل ذكي، بتخلق فيه نوع من "الصدق المزيف".

هي عارفة إنها مش بتلتزم بالصدق المطلق، لكنها بتشوف نفسها ملتزمة بمبادئها، لأنها بتستخدم المراوغة بشكل يحافظ على صورتها ومصداقيتها من غير ما تتخلى عن قناع الصدق قدام الناس أو حتى قدام نفسها. لا تضحك و لا تتعجب فإنها كانطية حع حع حع ...

الخميس، 13 مارس 2025

العلم ولا الفلوس... مين الأهم؟


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

كل واحد بيشوف الدنيا من الزاوية اللي تهمه. اللي بيدوروا على الفلوس بيهتموا بالمكسب والخسارة، وعالمهم مبني على الأرقام والفرص. أما اللي بيحبوا العلم، فبيشوفوا الأمور من ناحية المعرفة والفهم، وهدفهم الأساسي إنهم يفسروا الحياة مش بس يكسبوا منها.

أصحاب الفلوس بيعرفوا إزاي يحولوا احتياجات الناس لرغبات، والرغبات لسوق، والسوق لمكسب. بيفهموا إزاي يخاطبوا العقول والمشاعر، ويحولوا الأفكار لمنتجات تقدر تحقق لهم أرباح. الفكرة عندهم بسيطة: أي حاجة عليها طلب، تستاهل الاستثمار.

أما أهل العلم، فغالبًا بيهتموا بالبحث والتفكير والتنظير، بس في كتير من الأحيان، العلم بيقف عند مرحلة الدراسة والشهادات، من غير ما يتحول لحاجة عملية تفيد المجتمع. فبيبقى الإنجاز شخصي، والمكسب محدود، وكتير منهم بيحسوا إن تعبهم ملوش مقابل حقيقي.

الطريف إنك تلاقي بعض أهل العلم بيشتكوا من أصحاب الفلوس، ويشوفوهم أنهم واخدين أكتر من حقهم، وكأن الفلوس بتتوزع بالعدل مش بالجهد والفرص. في المقابل، الحقيقة إن كتير من اللي بيسعوا للعلم هدفهم برضه تحسين وضعهم الاجتماعي والمالي، حتى لو مش بيقولوا ده صراحة. 

الأهالي بتصرف مبالغ ضخمة على تعليم ولادها، مش بس عشان العلم، لكن عشان يلاقوا وظيفة محترمة بمجهود معقول. وفي الآخر، كل واحد، سواء بيدور على العلم أو الفلوس، لازم يتعب عشان ينجح.

الحل مش في المقارنة بين العلم والفلوس، لكن في التوازن بينهم. لازم نعلم ولادنا إن العلم قيمته الحقيقية في تطبيقه، مش بس في الشهادات، وإن النجاح مش مقتصر على المال، لكن على القدرة على التأثير والإبداع. وفي نفس الوقت، أصحاب الفلوس لازم يفهموا إن دعم التعليم والبحث العلمي مش رفاهية، لكنه استثمار حقيقي في مستقبل المجتمع.

لو كل طرف قدَّر التاني، واتعلمنا إزاي نكمل بعض بدل ما نقارن بيننا، هنقدر نبني مجتمع متوازن، فيه العلم بيخدم الحياة، والفلوس بتدعم التقدم، والأهم من ده كله إن الأخلاق والمروءة تفضل هي الميزان اللي بيحكم كل حاجة.

الخميس، 6 مارس 2025

الفنانين والحياة... التأثير والاختيار


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

عمرك سألت نفسك: يا ترى الفنانين بيحبوا يقروا إيه؟ هل الروايات والقصص بتشدهم أكتر، ولا الدواوين الشعرية، سواء كانت لشعراء الزمن القديم أو الحديث، عرب أو أجانب؟ ولا ممكن يكون عندهم اهتمام بالكتب العلمية والفكرية؟ ولو بصينا لمجالات الحياة، هنلاقي بعضهم بيحب الفلسفة، وبعضهم بيميل لعلم الاجتماع أو الأنثروبولوجيا، وكل واحد فيهم ليه طريقة خاصة في استيعاب العالم والتعبير عنه.

الفنانين والشعراء على مر العصور كانوا مرآة للمجتمع. كتبوا عن الحياة والموت، الحروب والاستعمار، الثورات والانقلابات. عبروا عن الأحلام والأماني، وعن صراع الفدائيين ضد القوى اللي بتحاول تسحقهم. قدروا يخلو الجمهور يحس بمعنى الحرب والسلام، والتمييز العنصري، والاستعمار الجديد اللي بيجي في شكل اقتصادي بدل ما يكون عسكري. تكلموا عن الحقوق اللي بتتآكل، والعدالة اللي بقت حلم، وعن الفرق بين الطبقات الاجتماعية والناس اللي صوتهم مسموع واللي محدش بيسمعهم.

لكن في الزمن الحالي، ظهر توجه مختلف. بقينا نشوف فنانيين كتير مهتمين بتفكيك العلاقات الأسرية، والتقليل من دور الأب والأم، والتركيز على العلاقات العاطفية وكأنها أهم حاجة في الحياة. بقى فيه محاولات لإعادة تعريف مفاهيم زي العفة والحرية، لدرجة إن البعض بقى يشوف العفة كبت، والرغبة هي الحرية الحقيقية.

عشان كده، قبل ما نسمع أغنية أو نشوف مسلسل، لازم نسأل نفسنا: الفنان دا بيمثل إيه؟ إيه فكره؟ اتربى على إيه؟ وهل هو فعلاً قدوة لأولادنا؟ هل هو مؤمن بالصراع الطبقي فبيتجه للأفكار الثورية؟ ولا ليبرالي بيغني للحرية بلا حدود؟ ولا متأثر بفرويد فشايف إن الغريزة هي اللي بتحرك الإنسان؟ ولا عنده نزعة سريالية فبيركز على اللاوعي أكتر من الواقع؟

الموضوع مش مجرد أغاني وأفلام، دي أفكار بتدخل بيوتنا، وبتأثر على وعينا ووعي ولادنا. مش كل فن يستحق إننا نسمعه أو نشجعه. لازم نكون واعيين بالفكر اللي بيحمله كل فنان، وقد إيه عنده رؤية حقيقية، ولا هو مجرد شخص بيجري مع الموجة.

إحنا ما نقدرش ننكر إن الفن، رغم اختلاف توجهاته، ليه تأثير قوي في تشكيل الثقافة والوعي الجمعي. هو وسيلة للتعبير، ولعرض الحياة بكل تناقضاتها وتعقيداتها. وهنا دورنا كمستمعين ومشاهدين: نفلتر اللي بنسمعه ونشوفه، ونوجه ولادنا للفنون اللي تفتح عقولهم وتنمي تفكيرهم، بدل ما تجرّف وعيهم وتاخدهم في سكة مشوهة. الاختيار في إيدينا، وإحنا المسؤولين عنه.

الخميس، 27 فبراير 2025

تحقيق الذات بين المعتقدات مشقة الذكريات


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

كل واحد فينا عنده معتقدات وأفكار بيشوف بيها الدنيا، وهي اللي بتحدد تصرفاته وردود أفعاله. لكن المشكلة إن أحيانًا المعتقدات دي بتكون غلط أو متأثرة بتجارب قديمة، فبتخلينا شايفين نفسنا والعالم حوالينا بشكل مش حقيقي.

مثلاً، لو حد مقتنع إنه مرفوض من الناس، هتلاقيه بيتصرف بطريقة تخلي الناس تبعد عنه فعلاً، فيتأكد عنده الشعور ده، مع إنه في الحقيقة هو اللي خلق المشكلة بمعتقده السلبي. نفس الفكرة بتنطبق على أي حد شايف نفسه ضعيف أو فاشل، مش لأنه كده فعلاً، لكن لأنه مقتنع بده بسبب مواقف حصلت له قبل كده وسيبت أثر في دماغه.

المشكلة إن الذكريات القديمة، خاصة المؤلمة منها، بتفضل تشتغل في الخلفية وتغذي الأفكار دي، فتلاقي الواحد عايش في دائرة مفرغة، مش عارف يخرج منها، وكل ما يحاول يتغير، تلاقي مخاوفه القديمة بتشده لورا.

علشان كده، تحقيق الذات مش بس إن الواحد ينجح أو يحقق حلمه، لكنه كمان إنه يواجه المعتقدات الغلط اللي جواه، ويبدأ يشوف الأمور بشكل مختلف. لازم يتحدى خوفه، ويفهم إن اللي حصل زمان مش معناه إنه هيحصل تاني، وإنه يقدر يعيد تشكيل حياته بأفكار جديدة تبني مستقبله بدل ما يفضل عايش في سجن ذكرياته القديمة.

الخميس، 20 فبراير 2025

وردة حبنا


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

عارف إن الحب دايماً بيبقى متناقض، زي الحاجات اللي بنعملها ومش عارفين ليه بالظبط. من الحاجات اللي بنشوفها كتير، ودايماً بنسأل نفسنا، ليه بنقطع الوردة عشان نعبر عن الحب؟ إزاي حاجة مليانة حياة وجمال، نروح ونقتلها عشان نديها لحبيب أو حبيبة؟ وكأننا بنقول "أنا بحبك"، بس بطريقه بتقتل جزء من الحياة.

الورد لو كان عايش في طبيعته، كان ممكن يكمل ينمو ويكبر، يفضل متفتح وبيروح يمين وشمال مع الهوى، لكن أول ما نقطعه ونفصله عن جذوره، بيبقى يومه معدود. بنحطه في مية يمكن يقعد شوية، بس كلنا عارفين إنه خلاص.. بقى زينة مؤقتة، حاجة بتذبل، ومصيرها للزوال.

الورد ده زي رمزية الحب اللي بنحس بيها، حاجة حية، محتاجة تبقى في بيئتها، محتاجة تتحرّك، تنمو وتكبر، لو بنيناها على قطع، بتضعف، بتدبل وتروح. ساعات بنبقى عايزين نسيطر على الحب، عايزين نملكه، نحتفظ بيه كإنه حاجة في إيدينا، بس في اللحظة اللي بنحاول نمسكه فيها بقوة، بيتغير، ويمكن يضيع.

الحب مش محتاج إننا نقطف وردة أو نحطها في فازة عشان نبين قد إيه إحنا متعلقين. الحب الحقيقي يمكن يكون في سقي الوردة وهي في مكانها، في إنك تسيبها تكبر وتعيش، في إنك تخليها جزء من الحياة مش زينة مؤقتة.

الناس اللي بتفهم الحب على حقيقته، بيعرفوا إن الحب حاجة بتتغذى وبتكبر مع الوقت، مش حاجة بنقطعها عشان نثبتها.

كل سنة و أنتِ أحلى وردة ...

الخميس، 13 فبراير 2025

هل انت شجاع؟! محاورة أفلاطون و دوامة التفكير



#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

أفلاطون كتب محاورة عشان يحاول يجاوب على سؤال شكله بسيط بس في الحقيقة معقد جدًا و محتاج تفكير عميق: يعني إيه شجاعة؟

أول تعريف جه في باله كان إن الشجاعة هي قدرة النفس على التحمل.

بس لما فكر أكتر، اكتشف إن ساعات الشجاعة مش في التحمل، بالعكس! أوقات بيكون الشجاع الحقيقي هو اللي ينسحب و يتراجع بدل ما يكمل طريق غلط، لأن التحمل وقتها يبقى تهور مش شجاعة.

فعدل تعريفه و قال: الشجاعة هي التحمل بحكمة.
بس برضه لقى مشكلة! لأن فيه مواقف بتتطلب إن الواحد يعمل حاجة مش حكيمة خالص، زي إنه يخاطر بحياته في موقف خطر.

فغير رأيه تاني و قال: الشجاعة هي معرفة إيه اللي المفروض نخاف منه و إيه اللي المفروض نتمناه تحت أي ظرف.

و هنا برضه واجه مشكلة، لأن الشخص الشجاع مش لازم يكون عنده خوف أصلاً، و مش دايمًا لازم يعرف النتيجة اللي هتوصل لها أفعاله.

فحاول تعريف جديد: الشجاعة هي الجرأة في مواجهة الحاجة اللي بتخوفنا أو الحاجة اللي بنتمناها.
بس برده لقى إن الجرأة نوعين:

الجرأة على اكتشاف الحقيقة و معرفتها. والجرأة على مواجهة الحقيقة بعد ما نعرفها. و الحكمة بتيجي من اختيار الطريق الصح للتعامل مع الحقيقة.

بس هنا السؤال الصعب: إزاي نعرف الطريق الصح؟
لو الواحد مش متأكد هو هيعمل إيه، يبقى مستحيل يتأكد من اللي هيحصل بعد كده!

و في النهاية، أفلاطون وصل لتعريف الشجاعة على إنها:
قرار بياخده الإنسان لما يحدد إذا كانت مخاوفه أو آماله هي اللي تستحق الأولوية.

فبقى السؤال ليك: هل انت شجاع؟
و الأهم، لما ييجي وقت القرار... هتعرف تختار الأولوية الصح؟

الخميس، 6 فبراير 2025

ضربة حياة


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

الحياة ساعات بتيجي علينا بضربات قوية ممكن تكون مؤلمة جدًا، وساعات بنحس إن الدنيا بتسود حوالينا. لكن لو بصيت حواليك، هتلاقي إن الضربات دي ممكن تكون سبب في تغيير حياتك للأحسن، حتى لو في البداية مش بتبان كده.

خليني أحكي لك الحكاية بشكل بسيط: زي ما تكون ماشي في طريق مليان مشاكل وتعب، وفجأة الدنيا تضربك ضربة جامدة. الضربة دي ممكن تكون فقدان شغل، خسارة حد قريب، فشل في حاجة كنت فاكر إنك هتنجح فيها، أو حتى شعور بالوحدة أو الضياع. في اللحظة دي، طبيعي تحس بالإحباط واليأس، وتبدأ تسأل نفسك: "ليه أنا؟ وليه ده حصل لي؟".

لكن، لو ركزت شوية، هتكتشف إن الضربة دي جاية علشان تغير طريقك. يمكن الحياة كانت بتحاول تقول لك إنك ماشي في اتجاه غلط، وإن فيه حاجة أفضل مستنياك. الضربات دي ممكن تكون زي جرس إنذار بيقولك: "اصحى، الطريق ده مش ليك".

اللي بيفرق فعلاً في الموضوع هو إزاي هنتعامل مع الضربات دي. لو قررنا نستسلم ونقول "خلاص، مفيش فايدة"، هنبقى بنضيّع الفرصة اللي الحياة بتقدمها لنا. لكن لو شوفناها على إنها فرصة للتغيير والتطوير، هتبقى البداية لحاجة جديدة أحسن بكتير.

زي مثل بسيط: تخيل نفسك بتزرع شجرة. الشجرة دي لازم تتقص وتتعدل كل فترة علشان تنمو بشكل أحسن. الضربة اللي بتاخدها من الحياة هي زي التقليم ده. يمكن يكون تقليم مؤلم، بس هو اللي بيخلينا ننمو بشكل أقوى وأفضل.

فـ لما الحياة تضربك، خليك واثق إن الضربة دي مش نهاية المطاف. بالعكس، دي ممكن تكون بداية لطريق أفضل، طريق مليان فرص وتحديات جديدة هتخليك تتطور وتكتشف نفسك من جديد.