‏إظهار الرسائل ذات التسميات شغل_سرطان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شغل_سرطان. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

هل السرطان المجرد ... فقير تمرد و لا غني تحرض


#شغل_سرطان 

سؤال في بالي كده: هو الطبقة الإجتماعية للسرطان إيه في الأصل؟ ولا إيه حكايته؟

تخيل معايا كده. في جسم الإنسان خلية صغيرة، ليس لها حول ولا قوة، لكن شافت بعينها الخلايا التانية عايشه في نعمة و رغد، بتاخد الأوضَع والأحسَن في التغذية والنمو. لكن الخلية دي، يا عيني، محرومة، عايشه على الهامش.

فالقصة إيه بقى؟ الخليه الفقيره دي إما بتقع في اليأس والضعف. يا إما بتتمرد على حالها، وتقول: وأنا إيه الفرق بيني وبينكم؟! انا كدا برضه عندي قدرات، هتكاثر، هكبر، و هاخد حقي بالعافيه.

فيبقى عندك سرطان متمرد بسبب الفقر والنقص، خلية صغيرة لكن عندها إصرار على الخروج على القوانين والنظام.

وتخيل برضه في صورة ثانية، سرطان غني، عنده كل شيئ، و لكنه محَرّض. خلية عندها القوة والنفوذ والنعمات لكن بدل ما تساعد الخلايا الأضعف، تستقطب الخلايا حواليها على طريق الفساد. فيقول لها: هاتِي إيدك معايا، نعلي على حساب الكل.

ساعتها الخلايا تتبع الخلية القائدة دي، ويعم الخلل في الأنسجة بسبب التحريض والنفوذ.

القضية في الآخر مش في الخلية صغيرة ولا كبيرة. لكن في طريقة تفكيرها. في التمرد على الأوضاع والنفوس المريضة التي تستقطب غيرها إلى طريق الهلاك.

الثلاثاء، 10 يونيو 2025

السرطان مش غريب عننا


#شغل_سرطان 

السرطان مرض مش بييجي من برّه جسمنا، ولا هو غريب عننا زي ما ساعات بنحب نصدق. أوقات بيكون مننا، من لحمنا ودمنا و خلايانا... من بني جلدتنا. بيكبر معانا، يتغذى من اكلنا، وياخد من خيرنا... وبعدين ينقلب علينا، هو مش عاوز يدمرنا، و لكنه عاوزنا نكون زيه، نتسرطن.

السرطان ده اتعلّم من اللي جه من برّه جسمنا، شاف حاجات جديدة عن تاريخنا، طرق لفرض حياه بطرق مختلفه، واتمرّن على الأنانية المفرطة، واتشرّب فكر ملوش علاقه بجذورنا. 

و وقت ما احتاج، ظهرت انانيته المتنكره، و طبعا مافكّرش غير في نفسه. سافر بفكره، بعقيدة غير عقيدة أجداده، كبر و أصبح له صوت... ولما واجه، ماكنش عاوز يساعد، كان عاوز يفرض.

رجع بأفكار ملفوفة في ورق هدايا، بكلام شكله حلو، بس جواه سم. قال يساعد الجسم، بس المساعدة كانت مشروطة... يساعده عشان يبقى زيه. مش يساعده علشان يكون أحسن.

ولما شاف ناسه مش محتاجين حاجة، ولا باصين له، حاول يقنعهم بالعسل. "أنا راجعلكم بالغنايم، بالعلم، بالفرص، و بالتغير!"... و قال بعلو صوته، انتم احسن من غيركم، انتم أهلي، اللي بره مش محتاجين. 

بس الحقيقة، كان جاي يزرع جواهُم سرطانات زيه، تفكر زيه، تتكلم زيه، وتنسى نفسها زيه. و الأكثر مراره، أنه اعتبر شكهم فيه و رفضهم له، قسوة و غيرة و أذى.

هو نسي إنه من الجسم نفسه، ونسي إن الخلايا مش محتاجه تكون زيه. الجسم مش ناقص مرض، ومش محتاج يغتني أو يتغير على حساب روحه. الجسم عايز يفضل سليم، معافى، و يقدر يرجع لأصله، حتى لو غلط و انساق وراءه للحظات... حتى لو ماكانش بيدوق العسل، بس على الأقل ما يكنش فيه سم.

صعوبة علاج السرطان في أنه مش غريب عن خلايا الجسم العاديه. و لكنه يحمل داخله أفكار و مبادئ كائنات مُمرِضه تنتظر أي فرصه للقضاء على الجسم. لو حاولت أن تقتلعه، يبقى لازم تضحي بخلايا سليمة، مسالمه، و تقوم بوظيفتها بإتقان. و لكن هل يتحمل الجسد ...

و يبقى الأمل ...

الثلاثاء، 3 يونيو 2025

ما بين الإنكار والتجاهل... السرطان هيعيش و هيسيطر


#شغل_سرطان 

فيه مثل بيقول: اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى. يمكن ده أكتر مثل يشرح اللي بيحصل جوه جسمنا لما السرطان يبدأ يدق الباب... وإحنا نختار لا نسمعه، ولا نشوفه، ولا حتى نعترف إنه موجود.

الخلايا في جسمنا، زي أهل شارع واحد. ساكنين جنب بعض، بيشيلوا بعض وقت التعب، وبيحتفلوا مع بعض وقت الفرح. لكن أوقات، لما خلية منهم تبدأ تتصرف بغرابة، تكبر لوحدها، تتكاثر من غير إذن، تبقى أنانية وما بتلتزمش بالنظام، بدل ما باقي الخلايا تاخد موقف. تروح تعمل نفسها مش شايفه!

يمكن بتهزر... يمكن هتتعدل... يمكن مش خطر قوي

تبدأ الخلايا تتجاهل... وتنكر... وترفض تواجه. و هنا السرطان يبتسم، ويدخل ياخد راحته.

السرطان مش دائمًا بيبدأ قوي. ساعات بيكون مجرد خلية شردت. لكن لما الباقيين ما ياخدوش موقف، لما ما يوقفوش قدامها ويقولوا لها، إلّا كده، تبتدي تكبر، وتاخد مساحة مش من حقها، وتغزو أماكن مش مكانها.

السكوت... مش سلام. السكوت بيشجع.

السرطان مش وحش جاي من بره. ده بيبدأ من جوه، من نقطة ضعف، من مكان اتساب فاضي، من لحظة تهاون.

جوا الجسم، المرض بيتمدّد لما الخلايا السليمة تسكت وتقول: مالناش دعوة. لأن المواجهة مش سهلة، بس ضرورية.

الخلايا اللي بتشوف، وبتتحرك، وبتنبه، وبتبلّغ جهاز المناعة، هي دي اللي بتدي الجسم فرصة يحارب، ويقاوم، ويمكن حتى ينتصر.

ما بين الإنكار والتجاهل... السرطان مش بس بيعيش. ده بيكبر... ويتغذّى... ويمكن كمان يسيطر.

الثلاثاء، 27 مايو 2025

الاختلاف ... ينفي أو يفني


#شغل_سرطان 

منذ قديم الزمان، وصلت إلى العالم قدرة استطاعت أن تجعل الزرع و البشر والحيوانات يصبحون من الأسياد، وهي القدرة على إستنساخ الخلايا.

تتكامل نصف خلية مع نصف خلية أخرى، وتتشارك البصمة الوراثية المتشابهة في تركيبها والمطابقة في دلائلها، لبناء خلية واحدة كاملة. هذه الخلية الواحدة تستطيع أن تنسخ نفسها لعدد لا نهائي من المرات، وتنتج نسخًا متطابقة يمكن من خلالها بناء منظومة كاملة من المستنسخين في جسد واحد.

بناءً على تعليمات مسبقة مختومة بداخلها، تخرج الخلايا بعد عدد محدد من الاستنساخات، وتبدأ في التشكل والتخصص لتنفيذ مهام مختلفة عن بعضها، لكنها في ذاتها تمتلك نفس التطابق.

تستطيع هذه الخلية الواحدة أن تعيش لفترة طويلة جدًا من الزمن بمساعدة مستنسخيها الأوائل ثم مستنسخيهم اللاحقين، ويفرضون على كل النسخ الخلوية الأخرى نظامًا ودورًا وحتى حياة.

يستمر هذا النظام حتى تحدث بعض الانفلاتات أو الشذوذ أو الأخطاء، فتنتج خلايا لها نفس الشكل الخارجي ولكن بصفات مختلفة. فكيف تتصرف الخلية الواحدة المخضرمة ناحية هذه الخلية المختلفة؟ بالطبع، لا يوجد سوى أن تُفنى بالقتل بغرض الحفاظ على المنظومة الجسدية بلا تغير. ولكن إذا كان السلاح المستخدم لن يؤثر عليها نتيجة اختلافها، فلا حل لها إلا النفي. ولكن أين ستُنفى هذه الخلية المختلفة؟

هل ستوضع في مكب النفايات على طرف بعيد من أطراف الأعضاء، أم أنها ستُلقى في بئر سحيق لتسجن تحت طبقة من الخلايا؟ عموماً، في كلا الحالتين ستظل حية وستظل تنقسم، وستكون لنفسها جمهورًا من مستنسخيها، لكنهم سيكونون من طبقة المنفيين.

الثلاثاء، 20 مايو 2025

الأخلاق رفاهية لا يمتلكها السرطان


#شغل_سرطان  

السرطان مش مجرد مرض، ده كائن غريب بييجي من جوا الجسم نفسه، وبيبقى شايف إنه له الحق يأخذ ويستهلك ويتمدّد من غير لا إستئذان ولا إحترام لأي نظام حواليه. السرطان مش بيفرقش بين كبير وصغير، غني أو فقير، بيجي فجأة كده ويقرر إنه يعيش بأي تمن، حتى لو التمن ده حياة الجسم كله.

السرطان ماعندوش أخلاق. مايعرفش يعني إيه "كفاية كده"، مايتكسفش يأخذ أكتر من حقه، مايعرفش يضحي علشان غيره، و مايعرفش يحب.

جسم البني آدم الطبيعي، حتى لما بيكون فيه خلايا بتموت، بيموتها بنظام. يعني الخلايا اللي بتكمل دورها، بتعرف إمتى تمشي في هدوء علشان غيرها يكمّل. علشان كدا الجسم بيشتغل كفريق، كل خلية فيه لها دور، لها توقيت، و لها حدود. إنما السرطان؟ ده مش من الفريق. ده دخيل، أناني، بيعيش لنفسه وبس.

السرطان بيمدّ جذوره زي نبات طفيلي، يأكل من غير ما يزرع، يأخذ من غير ما يدي، ويموّت علشان يعيش. وده بالضبط الفرق بين الحياة اللي فيها أخلاق، والتكاثر اللي بلا ضمير.

فيه ناس تقولك "الدنيا غابة"، بس الحقيقة؟ الغابة نفسها فيها قوانين، فيها توازن، و فيها نظام. اللي مافيهوش قوانين هو السرطان.

علشان كده، لما نقول بقصد إن الأخلاق مش بس كلام حلو، الأخلاق هي اللي بتحافظ على الحياة، على النظام، و على الجمال.

الأخلاق مش رفاهية للبني آدمين، دي ضرورة عشان نعيش في أمان وسلام. لأن البديل؟ الفوضى، زي السرطان، اللي عايش لنفسه لحد ما يموّت الكل… بما فيهم هو.

فخلّي بالك، كل مرة تختار تكون إنسان محترم، متوازن، بتحس بغيرك، وبتعرف إمتى تقول "أنا كده كفاية"، إنت كده بتعيش زي خلية سليمة في مجتمع متوازن… مش زي السرطان.

الأربعاء، 14 مايو 2025

السرطان يصرخ كالعفاريت


#شغل_سرطان 

العفاريت؟ آه، اللي إحنا بنخاف منها. مش علشان بنشوفها، لكن علشان بنحس بيها. تتسحب في الضلمة، تمشي جنب ودانك، تهمس همس مريب، وبعدين فجأة… تصرخ! صرخة تشق السكون، وتسيّبك واقف متجمّد، لا قادر تهرب، ولا قادر تتكلم.

السرطان هو العفريت ده… بس مش عفريت واحد، ده جيش عفاريت. خلية تبقى اتنين، و في لحظة يبقوا ألف، و الألف يبقوا مليون. كل واحد فيهم بيفتح بُقه و يصرخ.

بس السرطان صرخته مش زي أي صرخه… صرخته تيجي على هيئة خبر فجائي، تحاليل مريبة، دكتور بيقول لك "إحنا محتاجين نعمل فحوصات تانية". صرخته تيجي في شكل تساقط شعر، وشوش بتتغير، نظرة ما بتنيمش، دموع مش بتعرف تستخبى، وجسد بيضعف شوية بشوية.

بس الخوف ده له نهاية.

السرطان والعفاريت ما بيحبوش النور. ما بيحبوش العين اللي بتراقب، والدكتور اللي بيفهم، و التشخيص اللي بيكشف. مايحبوش حد ياخد باله و يشوف الإشارات و العلامات اللي بتظهر. و لكن لما النور بينور، بيتحرقو و يطلعو صرخاتهم المرعبة و لكنها بتكون الأخيره.

و يبقى الأمل ...

الثلاثاء، 6 مايو 2025

السرطان كائن لا يعترف بالمرونة


#شغل_سرطان 

عارف يعني إيه كائن غير مرن؟ يعني كائن عنيد، مش بيسمع الكلام، ومش بيعرف يتأقلم أو يتفاهم. وده بالظبط اللي بيعمله السرطان.

الخلية السرطانية، أول ما تبدأ تظهر، بتفقد القدرة إنها تسمع التعليمات اللي الجسم بيبعتها لباقي الخلايا. يعني لو الجسم قال: "بطّل تتقسم"، الخلية العادية هتسمع وتوقف. إنما الخلية السرطانية؟ لأ، بتكمل و تتقسم وخلاص. وكإنها بتقول: "أنا حرّة، أعمل اللي أنا عايزاه".

المشكلة كمان إن السرطان مش بيعرف يتعايش. الخلايا الطبيعية في الجسم متعودة تعيش مع بعض، كل واحدة ليها دور، وليها حدود. لكن الخلية السرطانية بتدخل في أي نسيج، وتكبر فيه، وتزقه، وتخنقه، وتموّت اللي حواليها. هي مش بس مش مرنة، دي كمان أنانية. يعني مش بتعرف تعيش مع حد، ولا تحترم نظام المكان اللي دخلت فيه.

كمان، لما تيجي تعالج السرطان، تلاقيه عنيد جداً. لو دواء اشتغل معاه في الأول، فجأة تلاقيه غير جلده، وبدأ يقاوم. كأنك بتحارب وحش مش عايز يفهم إن فيه حياه أحسن، وأهدئ، لو بس ساب اللي حواليه في حالهم.

السرطان في الآخر بيموت الجسم اللي عاش فيه، ويموت معاه. لأنه مش مرن، مش قابل للتفاهم، ومش قادر يشوف إن البقاء الحقيقي مش في السيطرة، لكن في التعايش.

الثلاثاء، 29 أبريل 2025

السرطان ... محتل شايف نفسه صاحب الحق


#شغل_سرطان 

تخيل معايا إن جسمك ده زي بلد فيها نظام وقوانين وأماكن مخصصة لكل حاجة، وكل خلية ليها دور محدد في شغلها. وفجأة، من غير أي إنذار، يظهر محتل في البلد دي، خلية غريبة اسمها "سرطان". الخلية دي مش جاية عشان تكون جزء من النظام، دي جاية عشان تهدم كل حاجة وتسيطر على المكان.

السرطان مش مجرد مرض، ده محتل. بيبدأ في جزء صغير من الجسم، وبعد كده يبدأ يتمدد ويسيطر على خلايا تانية. هو مش بس شايف نفسه صح، هو شايف إن بقية الجسم غلط وإنه هو اللي المفروض يكون موجود على حساب الجميع. وكل ما الجسم يحاول يقاوم، هو بيزيد عناد، بينقسم أسرع، وبينتشر أكتر.

السرطان مش بيتوقف عند حد، هو مش بيشيل هم الخلايا التانية، ولا بيفكر في الضحايا اللي بيسببهم. هو عايز ياخد مكانه في الجسم مهما كانت التكلفة. الضحايا بالنسباله مش مشكلة، هو في دماغه إن وجوده هو الصح والباقي غلط.

لكن الحقيقة هي أن معركة الجسم ضد السرطان مش معركة خلايا لوحدها. كل خلايا الجسم لازم تتعاون مع بعضها في مواجهة هذا الاحتلال. لو كل خلية في الجسم اتعاونت واشتغلت مع بعضها بشكل منسق، ممكن يواجهوا هذا الخطر بشكل أفضل. جهاز المناعة، الخلايا السليمة، وكل جزء من الجسم لازم يقاوم مع بعض. لما الكل يقف جنب بعض، هيقدر يطرد هذا الاحتلال ويرجع النظام زي ما كان.

و يبقى الأمل ...

الثلاثاء، 22 أبريل 2025

مزاج السرطان


#شغل_سرطان 

السرطان مرض له مزاج...
مش دايمًا بييجي فجأة، ولا دايمًا بيمشي بسهولة.
ساعات بييجي بهدوء، وساعات بيخبط على الجسم كأنه عايز يعلن وجوده بصوت عالي.

له أيام بيبقى ساكت، وأيام تانية بيصرخ جوه الخلايا.
ليه أوقات بينام، وأوقات تانية بيصحى بوش تاني، وش متقلب، مرهق، ومايطمنش.

مزاجه بيظهر في التحاليل والأشعة فأوقات يقرر يظهر و أوقات يقرر يستخبى... مزاجه كمان في نفسية المريض، في خوفه، في أمله، في تعبه وهو بيقاوم، وفي ابتسامته اللي أوقات بتطلع بالعافية.

السرطان مش دايمًا عنيف، بس دايمًا مقلق. محتاج متابعة، ومحتاج ناس حواليك فاهمة إن الحرب في الجسم أولا، و في الروح ثانيا.

المريض بيصحى الصبح يسأل جسمه: النهارده أنت معايا ولا ضدي؟، ويسأل العلاج: هتتعبني قد إيه؟ وهتساعدني فعلاً ولا لأ؟، ويسأل نفسه: هفضل صامد لحد إمتى؟

بس وسط كل ده، في لمحات نور، في دكتور بيطبطب بكلمة، في ممرضة بتفهم التعب من غير ما المريض يتكلم، وفي حضن بيطمن، وضحكة بتطلع رغم الوجع.

السرطان ليه مزاج؟ آه، بس الإنسان اللي جواه قوة... ليه إرادة تِكسَر أي مزاج.

الثلاثاء، 15 أبريل 2025

حكاية الجرعة اللي ما بين الحياة والموت


#شغل_سرطان 

في معركة السرطان، الدواء هو السلاح... بس يا ترى السلاح ده بيصيب العدو بس؟ ولا ممكن يغلط ويصيب صاحبه؟

لما الدكتور يكتب جرعة علاج كيماوي، بيبقى واقف في معادلة صعبة جدًا: "أقتل السرطان... بس من غير ما أموت الإنسان."

الجرعة هنا هي البطل الحقيقي. لو كانت ضعيفة، السرطان يكمل وينتشر، وياخد فرصته يعيش أكتر من المريض. ولو كانت قوية زيادة عن اللزوم، جسم المريض ممكن ما يتحملهاش، وتبقى هي سبب الوجع الأكبر، وساعات... سبب النهاية.

الخلايا السرطانية عنيدة، بتجري وتتقسم بسرعة، وعشان كده لازم دوى قوي يطاردها ويكسرها. بس المشكلة إن في خلايا تانية في الجسم شبهها في السرعة، زي خلايا الشعر، الجهاز الهضمي، ونخاع العظم. الدواء لما يشتغل، مابيعرفش يفرّق كتير، بيضرب الكل.

وعشان كده بقى لازم التوازن. جرعة تقتل السرطان من غير ما تكسر المريض. جرعة تخلّي العلاج يشتغل، وفي نفس الوقت تدي الجسم فرصة يقاوم ويقوم.

الناس ساعات تقول: "ما تخلّيها جرعة أكبر ونخلص!"

لكن الحقيقة إن السرطان مش معركة سريعة... دي حرب طويلة النفس. و لو فرّغنا كل الدبابات من أول طلقة، هنبقى بلا سلاح وقت ما نحتاجه أكتر.

العلماء بيقعدوا يدرسوا سنين عشان يوصلوا لجرعة اسمها "الجرعة المثالية": نقضي على أكبر عدد من الخلايا السرطانية، و تسبب أقل أذى ممكن للخلايا السليمة.

ومش بس كده... كل مريض بيختلف. اللي جسمه قوي مش زي اللي عنده مشاكل، و اللي طفل مش زي الكبير،
واللي عنده نوع معين من السرطان غير اللي عنده نوع تاني.

المعادلة صعبة... بس العلم شغال، و التوازن ده هو مفتاح الشفاء. فمرة تانية، ما تخافش من الدواء، لكن احترم الجرعة. لأنها مش رقم... هي الخط الرفيع اللي ما بين النجاة والهلاك. و الحكمة... إنها تقتل السرطان، وتسيب الإنسان يكمّل حياته.

 و يبقى الأمل ...

الثلاثاء، 8 أبريل 2025

السرطان مرض بيحب يتكلم عن نفسه ... كتيرا


#شغل_سرطان 

في أمراض بتخاف تتشاف، وفي أمراض بتستخبى، وفيه السرطان… مرض بيحب يتكلم عن نفسه، وبيعرف يفرض وجوده في كل حتة في الجسم وفي حياة المريض وأهله، وكمان في كلام الناس.

السرطان مش بس خلايا بتكبر بشكل مش طبيعي، ده كمان بيكبر فـ دماغ الناس، فـ خوفهم، فـ خيالهم. أول ما حد يسمع الكلمة، حتى لو في مسلسل، بيشد نفسه وبيقول: "يا رب استر".

السرطان عنده طريقة غريبة فـ الإعلان عن نفسه. أول ما يدخل حياة حد، بيبقى هو العنوان، هو محور كل حاجة. الناس تبدأ تقول: "مش ده اللي عنده السرطان".

وبيبدأ يعمل لنفسه برنامج يومي: جلسة كيماوي، تحليل، دكتور، دوا، سقوط شعر، تعب، غثيان، دموع، أمل، إحباط… ودوامة بتلف وتلف.

بس خليني أقولك، السرطان مهما كان صوته عالي، فيه ناس صوّتهم أعلى. فيه ناس بتقوم وتقاوم وتعيش وتضحك وتهزر، وبتخلي السرطان في آخر الصف، مش أول الكلام. الناس دول بيعلّمونا يعني إيه قوة، يعني إيه إرادة.

السرطان ممكن يكون بيحب يتكلم عن نفسه، بس مش لازم نسمعله دايمًا. ممكن نطنّش، نكمل حياتنا، نضحك، نشتغل، نحب، ونقول له: "آه، عرفناك، بس مش هتبقى أنت بطل الحكاية"

الثلاثاء، 1 أبريل 2025

حبس السرطان ... معركة قضائية ضد المرض


#شغل_سرطان 

حبس السرطان فكرة في ظاهرها غريبة، لكن لما نتمعن فيها بنلاقي إنها أقرب لوصف رحلة العلاج الطويلة والصعبة. السرطان زي السجين اللي لازم يتحبس عشان ما يدمرش باقي الجسم. الخلايا اللي بتخرج عن السيطرة وتبدأ تتكاثر بشكل غير طبيعي بتكون أشبه بمجرم داخل الجسم، والجسم نفسه بيحاول بكل قوته إنه يقاوم ويعالج نفسه، لكن في بعض الأوقات بيحتاج مساعدة من بره زي الأدوية أو الجراحة.

لما المريض يعرف إنه عنده سرطان، بيبقى زي ما يكون اتفتح عليه باب سجن مفاجئ. بيكون في حالة من الصدمة والارتباك، مش مستوعب إزاي حاجة زي كده ممكن تحصل له. السرطان بيجي من غير مقدمات واضحة، وأحيانًا من غير أسباب، وده بيعلمنا إن صحتنا كنز حقيقي مش دايمًا بنقدر قيمته.

السرطان مش مجرد مرض بيمس الجسم، هو معركة حقيقية بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس. رحلة العلاج بتبدأ بمجرد تشخيص المرض، وبيبقى الهدف الأساسي هو حبس الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار. الطبيب بيكون زي القاضي اللي بيوجه العلاج، والمريض بيكون السجين اللي بيحاول يقاوم ويستعيد حياته.

العلاج الكيميائي أو الإشعاعي زي السجن اللي بيحبس الخلايا السرطانية، بيحاول يوقف تكاثرها ويحد من انتشارها في باقي الجسم. لكن العلاج ده في حد ذاته سلاح ذو حدين؛ هو بيتعب الجسم وبيضعفه، لكن في نفس الوقت هو اللي بيدي فرصة للحياة. المريض في اللحظات دي بيعيش تحديات نفسية وجسدية كبيرة، وأحيانًا الحبس ده مش للسرطان بس، لكن كمان بيحبس المريض في أفكاره وخوفه من المستقبل.

ورغم كده، الحبس ده مش دايمًا حاجة وحشة. أوقات كتير بيكون هو الحل الوحيد اللي بيمنع السرطان من السيطرة. وبيجي معاه درس كبير في الحياة، بيعلم المريض حاجات كتير عن نفسه وعن اللي حواليه. بيعرف مين اللي بيقف جنبه بجد في وقت الشدة، وبيكتشف إنه عنده قوة داخلية كان مش واخد باله منها.

مع الوقت والتحدي، المريض بيلقى جوانب إيجابية في الرحلة الصعبة دي. بيظهر الأمل في العلاج، الأمل إن الجسم يستجيب، وإن السرطان يتحبس فعلاً والجسم يلاقي طريقه للشفاء. الرحلة دي بتسيب أثر كبير، بتخلي المريض شخص مختلف، أقوى، ومقدّر لكل لحظة في حياته أكتر من الأول.

حبس السرطان مش مجرد معركة ضد المرض، لكنه رحلة مليانة اكتشافات وصبر وشجاعة. هو فرصة جديدة للحياة، حتى لو كان الطريق طويل وصعب.

الثلاثاء، 25 مارس 2025

هل السرطان بيحس بالوِحدة



#شغل_سرطان 

عمرك فكرت لو السرطان ممكن يحس بالوحدة؟ يعني لو خلايا السرطان عندها مشاعر، هل كانت هتحس إنها لوحدها وسط جسم بيحاول يطردها بكل الطرق؟ ولا العكس، كانت هتحس إنها قوية عشان بتقدر تسيطر وتنتشر؟

السرطان غريب جدًا، بيبدأ بخلية واحدة تخرج عن السيطرة، زي حد قرر يعزل نفسه عن القوانين الطبيعية للجسم، ويرفض يموت أو يتوقف عن النمو. تلاقيه بيتكاثر بسرعة، ينادي على خلايا زيه، ويكوّن مستعمرات جوه الجسم، لحد ما يبدأ ياخد من صحة باقي الخلايا. بس رغم كده، هو دايمًا عايش في حرب. الجهاز المناعي بيحاول يوقفه، والأدوية بتطارده، وحتى العلماء بيحاولوا يفهموا أسراره عشان يقضوا عليه.

فهل السرطان، وسط كل ده، بيحس بالوحدة؟ ممكن جدًا. رغم إنه بيتكاثر بسرعة، إلا إنه في النهاية عدو للجسم كله، ومهما انتشر، عمره ما هيكون جزء طبيعي منه.

السرطان ملوش أصحاب، حتى الخلايا اللي شبهه، بيضحّي بيها عشان يكبر أكتر. ولو فكرنا فيها، السرطان مش بس وحيد، ده كمان جشع، بيدمر اللي حواليه عشان يفضل عايش، لحد ما يموت هو والجسم اللي احتله مع بعض.

يمكن ده الدرس اللي نتعلمه منه، إن اللي بيسعى للسيطرة بأي تمن، واللي بياخد بدون ما يدي، في النهاية هيفضل لوحده، وهينهار حتى لو كان شكله قوي.

الثلاثاء، 18 مارس 2025

السرطان.. كائن يحارب الفناء

ماذا لو لم يكن السرطان مجرد مرض، بل كائناً ظهر صدفة، وجد نفسه في معركة أزلية ضد الفناء؟ كأن خلية قررت التمرد على ناموس الموت، فسلكت طريقاً مستقلاً، تأكل، تشرب، تتكاثر، وتبحث عن امتداد وجودها بأي ثمن.
هو لا يسعى لتدمير الجسد، بل ربما يجهل أنه سبب هلاكه. كل ما يريده هو البقاء، أن يطيل عمر خلاياه، أن يحصنها ضد الفناء. لكنه، في سعيه هذا، لا يدرك أن الجسد الذي يمنحه الحياة هو نفسه الأرض التي ينهار فوقها كيانه. موت عضو ليس مجرد حدث، بل بداية لانهيار المنظومة كلها، فيسقط معها السرطان، رغم محاولاته المستميتة للخلود.
وكأي كائن حي، لا يكتفي بالمكان الذي نشأ فيه، بل يهاجر، يبعث بخلاياه إلى أراضٍ جديدة داخل الجسد، يبحث عن ملاذ آمن حيث يمكن لنُسله أن يستمر. لكنه يظل أسير السؤال الأبدي: لماذا يسعى للخلود؟ الكائنات العاقلة تؤمن بحياة أخرى بعد الموت، أما هو فلا يملك يقيناً، فقط إحساس غريزي يدفعه لتجنب الفناء.
الخوف من الموت ينبع من الجهل به. السرطان لا يعرف سوى أنه موجود، أنه خلق لنفسه حيزاً داخل الجسد، وأن الموت يعني زواله بالكامل. فيتمسك بالحياة، ليس لأنه واعٍ بها، بل لأنه لا يرى بديلاً عنها

الثلاثاء، 11 مارس 2025

تسليع الصحة ولجان الموت



#شغل_سرطان

في عالم بقى كل حاجة فيه للبيع، العلاج مبقاش حق، بقى سلعة، واللي ماسك زمام الأمور مش دكاترة ولا إنسانيين، دول رجال أعمال بيشوفوا المريض مش كشخص محتاج رعاية، لكن كرقم في دفاتر الأرباح. مفيش هدف غير المكسب، حتى لو كان تمنه أرواح الغلابة اللي مش معاهم يدفعوا.

لجان الموت: لجان مش رسمية، لكن موجودة، وبتضم شركات أدوية، ودكاترة، ومسؤولين عن قطاع الصحة، وظيفتهم مش علاج الناس، وظيفتهم "يفرزوا"! يشوفوا مين يستاهل العلاج ومين لا، مين حياته تساوي تمن الدوا، ومين أرخص لهم يسيبوه يموت. الطفل المريض، العجوز التعبان، المصاب بمرض مزمن... كلهم بيتحسبوا على الورق، في اجتماعات مغلقة، وكأنهم عبء مالي مش بني آدمين ليهم حق في الحياة.

الدوا للأغنى! كل لما يظهر علاج جديد للسرطان، تبدأ حرب جديدة. الدوا موجود، لكن مش لأي حد. سعره غالي أوي، لدرجة إن المستشفيات نفسها مش قادرة توفره إلا لأعداد قليلة جدًا. والباقيين؟ ياخدوا أدوية قديمة أقل فاعلية، أو يتسابوا يموتوا في هدوء، وكأنهم مش موجودين.

تخيل حياتك تتحدد بالقرعة! ده اللي حصل لما ظهر الهرسبتن لعلاج سرطان الثدي، واللي بقى بيتوزع في بعض الدول بالقرعة، وكأن المرضى في سحب حظ. والأسوأ، إن الحكومات نفسها سألت: "هو الستات دول يستاهلوا نصرف عليهم كل الفلوس دي علشان يعيشوا كام شهر زيادة؟"

موت بالقانون! الرعاية الصحية مبقتش قائمة على الطب، بقت قائمة على الفلوس. العدالة والمساواة بقوا مجرد شعارات، لإن فيه ناس بتقرر بمنتهى البساطة مين ليه فرصة يعيش، ومين لازم يموت علشان "ميزانية العلاج" ماتتأثرش!

و يبقى الأمل ...

الثلاثاء، 4 مارس 2025

السرطان لص لا يصوم


#شغل_سرطان 

السرطان أشبه بلص جشع، يدخل الجسد متخفيًا، يسرق بلا توقف، ولا يشبع مهما أخذ. لا ينتظر إذنًا، لا يراعي نقصًا، ولا يتأثر بجوع أو عطش. الجسم قد يصوم، الخلايا الطبيعية قد تتكيف، تعيد ترتيب استهلاكها للطاقة، تحتمل الجوع وتحافظ على توازنها. لكن السرطان؟ لا يعرف شيئًا عن التوازن.

الخلايا السرطانية تعيش بمنطق النهب، تستولي على الغذاء حتى لو الجسم منهك، تسرق بلا رحمة، وتترك الأنسجة السليمة تعاني. حتى لو قلت مصادر التغذية، تبتكر طرقًا جديدة للحصول على ما تحتاجه، وكأنها لا تعرف الاكتفاء. هي خلايا فقدت إحساسها بدورها، لا تعرف متى تتوقف، لا تموت في وقتها الطبيعي، ولا تستجيب لأي إشارات تحذير.

في الجسم السليم، كل خلية عندها وظيفة، عندها دورة حياة، تعمل بقدر الحاجة ثم تتوقف. أما السرطان، فهو طفيلي متمرد، لا يعمل لصالح الجسد، بل لحسابه الخاص. يستمر في التضاعف وكأنه يريد السيطرة على كل شيء، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الجسد بالكامل.

الصيام يعلمنا التحكم في رغباتنا، يعلمنا كيف نوقف رغبتنا في الأكل، في الراحة، في الاستهلاك بلا تفكير. لكن السرطان لا يصوم، لأنه لا يفهم معنى التحكم، ولا يعرف معنى الاكتفاء. هو جوع مستمر، رغبة لا تهدأ، ولص لا يشبع.

الثلاثاء، 25 فبراير 2025

السرطانات اليتيمة



#شغل_سرطان 

زمان كان تشخيص السرطان بيعتمد على عدد محدود من التحاليل، فكان أي مريض عنده ورم خبيث بيتصنف تحت نوع واحد من السرطان، وده خلّى عدد المرضى في كل نوع كبير، فبالتالي الأبحاث والعلاجات كانت بتتطور بسرعة وبتجيب نتيجة مع نسبة كبيرة منهم.

لكن مع تطور العلم، بقينا نعرف إن السرطان مش مجرد مرض واحد، لكنه مجموعة كبيرة من الأمراض، وكل نوع رئيسي منه ليه أنواع فرعية، وكل نوع فرعي ليه استجابات مختلفة للعلاج. ومع كل اكتشاف جديد، بقينا نقسم السرطان لأنواع أدق وأدق، فبدل ما كان فيه عدد كبير من المرضى بيتشاركوا في نفس التشخيص، بقوا يتوزعوا على مجموعات أصغر وأصغر.

ولأن السرطان في الأساس مرض نادر، فالتقسيم ده خلّى بعض الأنواع نادرة جدًا، لدرجة إن عدد المصابين بيها بقى قليل أوي. وهنا ظهرت مشكلة كبيرة: بعض الأنواع الجديدة دي بقت "يتيمة"، بمعنى إن عدد المرضى قليل لدرجة إن الأبحاث والعلاجات مش بتركّز عليها، لأنها مش مربحة لشركات الأدوية، ومش منتشرة كفاية علشان تكون أولوية في الدراسات العلمية.

والسؤال هنا: هل كل التقسيمات دي فادت المرضى فعلًا؟ ولا في حالات بقت بتواجه مصيرها لوحدها لمجرد إن مرضها مش مشهور كفاية؟

ورغم كل ده، الأمل لسه موجود، والبحث عن حلول عمره ما هيقف...

الثلاثاء، 18 فبراير 2025

نقطة النهاية البديلة

في عالم الأدوية، خصوصًا الكيماوية، الشركات بتجرب أدويتها على مرضى السرطان لأن الأدوية دي بتكون مؤذية أكتر للأصحاء، وكمان المرضى بيكون عندهم قدرة أعلى على تحمل السُمية المحتملة من الدواء.
ولما الشركات تيجي تجرب الدواء، لازم يكون عندها بروتوكول بحثي يحدد عدد المرضى اللي هيدخلوا التجربة، والجرعة اللي هياخدوها، وعدد المرات اللي هيتكرر فيها الدواء. بس أهم حاجة في البروتوكول ده هي نقطة النهاية، يعني التجربة هتنتهي إمتى؟ هل لما كل المرضى يخفوا؟ ولا نصهم؟ ولا حتى ربعهم؟ تحديد نقطة النهاية دي من أصعب الحاجات في التجربة، ولازم تتحدد من البداية قبل ما تبدأ أصلاً.
المشكلة بقى إن التجارب دي بتكلف الشركات مئات الملايين، فالشركات عايزاها تكون سريعة وصغيرة عشان تقلل التكاليف. لكن في المقابل، الهيئات الصحية اللي بتنظم الأدوية عايزة التجارب تكون على عدد أكبر من المرضى ولفترة أطول عشان تقدر تشوف الاستجابات المختلفة وتأثير الدواء بوضوح. وده معناه إن الشركات بتدفع فلوس أكتر في التجربة الواحدة، وده في النهاية بيرفع سعر الدواء لما ينزل السوق.
عشان يلاقوا حل وسط بين الشركات والهيئات، طلعوا بفكرة اسمها "نقطة النهاية البديلة"، وهي نقطة مبكرة في التجربة تقدر تتنبأ بدقة بالنتيجة النهائية للدواء، بحيث يقصروا مدة التجربة ويوفروا التكاليف. لكن حتى النقطة دي بقت محل صراع بين الشركات والهيئات، خصوصًا لما يكون الدواء هدفه إنه يطوّل عمر مرضى السرطان، ساعتها السؤال بيكون: إزاي هنحدد الاستجابة للعلاج؟

و يبقى الأمل ... 

الثلاثاء، 11 فبراير 2025

السرطان يتوسل.. والجسم بيدفع التمن


#شغل_سرطان 

جوه جسم الإنسان، كل خلية عارفة دورها وبتشتغل بانضباط عشان الحياة تستمر. الخلايا بتتقاسم الأكل، الأكسجين، والطاقة. وكل عضو بياخد حقه باللي يكفيه. لكن تظهر خلية مختلفة، مش واضحة العداء، مش بتهجم ولا بتكسر، بالعكس.. بتتوسل.

الخلية السرطانية مش بتيجي بالقوة، بتيجي بالخداع. تبدأ تطلب موارد زي أي خلية تانية، "ادوني أكسجين"، "هاتيلي غذاء"، "أنا محتاجة مساعدة". الخلايا الطيبة اللي حواليها، واللي طبيعتها العطاء والتعاون، تبتدي تمد لها الإيد، تديها اللي تطلبه من غير ما تحس بالخطر اللي جوه توسلاتها. بس السرطان عمره ما بيكتفي. كل ما ياخد، كل ما يطلب أكتر. وكل ما يكبر، كل ما يضعف اللي حواليه.

الشرايين تبدأ تفتح له الطرق، تبعت له الدم اللي كان رايح لأماكن تانية محتاجة، الخلايا التانية تبدأ تضعف، تفقد طاقتها، تفقد دورها، تفقد قدرتها على المقاومة. الأعضاء تبدأ تشتكي، تحس إن قوتها بتتسحب منها بالتدريج، لكن السرطان مش بيحس بالذنب، مش بيقف، بالعكس، بيكمل توسله، ولما يلاقي استجابة، يتحول من متسول لجبار بياخد كل اللي يقدر عليه.

السرطان مش مجرد خلية مريضة، السرطان فكرة.. فكرة التوسل عشان التضخم، فكرة استغلال الطيبة عشان البقاء. والجسم لو ما خدش باله، لو فضل يتعاطف ويتنازل، هيفوق بعد فوات الأوان، بعد ما يلاقي نفسه بيتآكل من جواه، وما بقاش عنده طاقة يقاوم.

عشان كده، أهم سلاح ضد السرطان مش بس العلاج، لكن الوعي. إن الجسم يعرف إن مش كل متوسل بريء، وإن اللي بياخد بدون حدود، في يوم هيطالب بكل حاجة.

الثلاثاء، 4 فبراير 2025

إستولاد ترامب


#شغل_سرطان 

أبحاث السرطان بتعتمد على دراسة خلايا سرطانية تكون شبه السرطان الحقيقي، عشان العلماء يقدروا يفهموا تطوره والطفرات الجينية اللي بتحصل فيه. بس المشكلة إن مش كل أنواع السرطان بتفضل محافظة على خصائصها لما تتزرع في المعمل، وده اللي بيخلي العلماء يلجأوا لتطوير نماذج معدلة وراثيًا، زي إستولاد الفئران المخبرية.

الفئران بطبيعتها مش بتصاب بسرطان البروستاتا زي البشر، وده كان تحدي قدام الباحثين، فكان الحل إنهم يحقنوا بويضة فأر مخصبة بجينات مسببة للمرض، عشان الفئران الذكور اللي بتتولد يكون عندها سرطان البروستاتا بشكل طبيعي. ومن هنا ظهرت سلالة "فئران ترامب" (TRAMP)، اللي اتسمّت كده على اسم الجين المعدل اللي اتزرع فيها. السلالة دي مش نسخة مطابقة 100% للسرطان البشري، لكنها نموذج مهم جدًا بيساعد في الأبحاث.

فئران ترامب بتمثل أداة قوية في دراسة تطور سرطان البروستاتا وفهم إزاي المرض بيتفاعل مع العلاجات المختلفة. كمان بتساعد في اختبار الأدوية الجديدة قبل ما تتجرب على البشر، وده بيساعد في اكتشاف علاجات أكتر فعالية وأمان. بالإضافة لكده، الفئران دي بتساعد العلماء يفهموا الآليات البيولوجية والجزيئية اللي بتتحكم في تطور السرطان وانتشاره.

وعلى الرغم من كل التقدم اللي حصل باستخدام الفئران دي، إلا إن العلماء لسه بيشتغلوا على تحسينها عشان تكون أقرب للسرطان البشري وتدي نتائج أدق. والأمل دايمًا موجود في تحقيق تطورات جديدة تساهم في علاج المرض بشكل أفضل.

و يبقى الأمل ...