عرق من عبق الحبق


في البداية كانوا يتبادلون النظرات في مقهى إستراحة. و في وسط جموع السادة الواقفين في طابور القهوة الطويل، إستجمع شجاعته و قال لها سريعا كم أن لك طلة الصبا. إبتسمت بقلبها و نظرت له بعيون تفيض بالحب قبل أن تتدارك نفسها و تبعد نظرها عنه و إلتزمت الصمت. و لكنه شعر بسهام تخترقه من عيونها و تستقر في قلبه. و يوما بعد يوم غابت تفاصيل المقهى و غابت الرسميات و أصبح الكلام بينهم ملئ برذاذ قهوة فيه حب. 

و في يوم جلسوا على حافة النهر عند غروب الشمس و سألها، هل تحبي الحبق ؟ فبادرته بإجابة سريعه، نعم أحب رائحته و كنا في صغرنا نشرب الشاي و نضيف عليه الحبق. و قالت يا للعجب تخيل أنني أشتم رائحته الآن و كأنه بجانبي. ففرد يديه بأصيص زرع به حبق و لامس بعض أوراقه فخرجت الرائحه و تعبقت الأجواء برائحة الحبق. و لكنه زادها رومانسية و أمسك ورقه و وضعها في يديها و فركها بيديه و قال إن لك الآن رائحة كرائحة يدي ملئها الحبق. 

غابت الشمس و تولّدت بداخلها مزيجا من المشاعر جعلت عيونها تمتلئ بدموع فاض بها قلبها لتخرج بدون قصدها ثم نامت على كتفه وقالت له كم أحب الحبق. 

رفع رأسها و قال هل أطلب منك طلبا و لا ترديني به خائبا، فتحولت نظراتها و نظرت له بعيون الشك و الريبة و قالت تفضل. فأردف قائلا، مساء بعد حصولك على الحمام المنعش ضعي ورقة من الحبق تحت ملابسك، ستمنحك رائحة شهية. فرفعت رأسها عاليا و وقفت وقالت كم تعديت حدودك، أتجرؤ على مغازلتي بهذه الصراحه. ثم ذهبت مسرعه و أوقفت التاكسي و هربت.

و في المساء و على عكس ما كان متوقع أمسكت بحبقِه و زرعت قطفة منه تحت ملابسها و حدثت نفسها، صباحا سأكون شهية.

و في الصباح أدركت أن كلامه صحيحا و أنها ظلت منتعشه طوال الليل و لم ترد أن تخلع ثيابها لتذهب للعمل و لكنها وضعت نفس قطفة الحبق تحت ملابس عملها. و لما رآها إعتذر عما قاله فبادرته بغمزة من عيونها لتدل على أنها سامحته، فعرف بخبرته أنها جربتها و قد تكون الآن رائحتها كرائحة الحبق. فسألها أين برفانك المعتاد فلمعت عينيها ببريق شفاف و إبتسمت و مدت يديها لتخرج قطفة الحبق المبلله بعرقها و أمسكت يديه و فركتها.

قالت له الآن رائحة يدك كرائحة جسدي ملئها الحبق ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق