الأحد، 8 يونيو 2025

امتى اعرف إنها خلصت؟


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

كنت قاعد مع ابني في آخر اليوم، الساعة عدت 10 بالليل، وهو لسه صاحي وعينيه فيها تفكير تقيل كده.
بص لي وقاللي: بابا… امتى الواحد يعرف إن الحاجة خلصت؟

استغربت، وقلت له: حاجة إيه اللي خلصت يا حبيبي؟
قاللي: يعني مثلًا… اللعبة، ولا الحكاية، ولا الزعل… امتى الواحد يحس إن خلاص؟

وقفت كده لحظة، وقلبي اتحرك، أصل السؤال بسيط بس وراه حيرة كبيرة…

قلت له: بُص يا ابني، الحاجات بتمشي، وكل حاجة ولها نهاية. اللعبة بتخلص لما تحس إنك مش مبسوط بها زي الأول، أو لما تسيبها وانت فرحان. الحكاية بتخلص لما تروح في النوم وتكملها في خيالك. والزعل؟ الزعل بيخلص لما قلبك يتعب من التقليب، ويختار يسامح… أو يتناسى.

بصلي وسكت شوية، وبعدين قاللي: طب وامتى اعرف إن الزعل ده هو اللي لازم أسيبه؟
قلتله: لما تلاقي نفسك لوحدك، واللي زعلت منه مش موجود، وساعتها تحس إن الزعل مش بيغير حاجة… غير إنك تعبان.

سكتنا إحنا الاتنين شوية، وهو حط راسه على رجلي، وقاللي: أنا مش بحب الحاجات تخلص يا بابا…

ضحكت وقلتله بس كل حاجة بتخلص عشان نعرف نبدأ غيرها. اللعبة اللي بتخلص تسيب مكان للعبة تانية. الحكاية اللي بتخلص تفتح باب لحكاية جديدة. والزعل اللي بيروح، بيفتح باب للسلام.

غمض عنيه، وسكت خالص.

وساعتها أنا اللي قلت في سري: يمكن الواحد ما يعرفش إمتى الحاجة بتخلص… غير لما يحس إنه جاهز يسيبها، ويمشي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق