الخميس، 15 مايو 2025

ماذا إلتصق بجسدي


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

شيئاً ما يلتصق بجسدي، شعور غريب يتسرب بين ثنايا جلدي وكأنني أحمل عبئاً غير مرئي. هو ليس ثقيلًا بما يكفي لأستطيع التخلص منه، وليس خفيفًا لدرجة تجاهله. و لكنني أحياناً أشعر وكأنني مقيد بهذا الشيء، كأنه جزء مني لا يمكنني فصله عني. 

ربما هو الماضي، أو ربما تلك الأفكار التي ترافقني دائماً دون أن أتمكن من إيقافها. أحاول أن أتجاهلها، أن أستمر في حياتي وكأنها غير موجودة. لكن في لحظات الهدوء، عندما أسكن بعيداً عن كل الضجيج، تعود لتلتصق بي أكثر، تجعلني أتحسس كل جزء منها. ربما لأنها جزء من تكويني الآن، وربما لأنها تذكرني بما كنت عليه وما أصبحت.

أحيانًا أتساءل، هل علي تقبل هذا الشيء الذي يلتصق بجسدي؟ أم أنني بحاجة إلى تحرير نفسي منه؟ هل يمكنني فعل ذلك؟ أم أن التحرر يأتي بتقبلنا لما نحمله، وما يلتصق بنا، وما لا نستطيع التخلص منه بسهولة؟ 

أفكر كثيراً في هذا الالتصاق، وكأنه ليس مجرد شيء مادي أو شعور عابر. بل هو مزيج من الذكريات والمواقف التي تركت أثرًا بداخلي. ربما هو خوف قديم، أو جرح لم يلتئم بالكامل. كلما اعتقدت أنني تحررت منه، أجد نفسي أعود إلى نفس النقطة، وكأنني أدور في دائرة لا نهاية لها.

أشعر أحياناً أن هذا الشيء هو من يحدد ملامحي الآن، أنني بدون هذا الثقل لن أكون كما أنا. لكن في نفس الوقت، هناك رغبة ملحة بداخلي للتخفف، للتنفس بحرية دون أن أشعر بأن شيئاً ما يسحبني إلى الوراء. 

ربما التحدي الحقيقي هو أن أتعايش معه دون أن أسمح له بالسيطرة عليّ بالكامل. أن أتعلم كيف أكون أنا، بكل ما يلتصق بي، وبكل ما أحاول التخلص منه. وفي كل مرة أقاوم، أفكر أن التحرر ليس في التخلص مما يلتصق بي، بل في قدرتي على قبوله دون أن أسمح له بأن يكون مركز حياتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق