#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات
الكذب بيطرح دايمًا أسئلة أخلاقية معقدة، خاصة لما يتعلّق بالمراوغة أو التحايل. تخيل بقى إنك أمام امرأة كانطية، واحدة من الناس اللي بتعتبر الصدق مبدأ لا يتجزأ، وبتحط الحقيقة في أعلى مكانة. بس هنا تظهر معضلة: هل في وقت معين الكذب يبقى مسموح لها؟ وهل ممكن يكون عندها مبررات أخلاقية تخليها تلجأ للتحايل؟
في فلسفة كانط، الكذب مرفوض تمامًا، حتى لو نيتك طيبة. هو شايف إن الصدق قيمة مطلقة، مش مجرد وسيلة نستخدمها حسب الظروف. لكن المرأة الكانطية، في واقع الحياة، بتواجه مواقف مش بيبقى فيها اختيار سهل بين "الصدق التام" و"الكذب الصريح". في مواقف ممكن تتطلب منها مرونة وذكاء اجتماعي يوازن بين الصدق والمصلحة، فتلجأ للمراوغة بدل الكذب الصريح، كأنها بتلاقي طريق وسط يحافظ على مبادئها وفي نفس الوقت يحقق هدفها.
المراوغة بالنسبالها مش مجرد هروب، لكنها فن محسوب بتستخدم فيه إجابات غامضة وكلام مبهم، بحيث تدي إحساس إنها صادقة، لكن فعليًا هي بتلعب لعبة ذكاء. هنا بقى بتظهر المبررات اللي بتخلقها لنفسها، بتحس إنها بتحافظ على مبادئها وما خالفتش الصدق بشكل صريح. وده يديها الشعور إنها ما خرقتش المبدأ الكانطي اللي مؤمنة بيه.
كمان، هي بتبرر لنفسها المراوغة عشان تقدر تبعد الأنظار عن أي احتمالية للكذب، وتحافظ على صورتها أمام الناس. لو حد وجه ليها سؤال ممكن يحرجها أو يحطها في موقف صعب، بتختار إنها ترد بطريقة غامضة أو تجنبية، بحيث يبان إنها جاوبت بصدق، لكنها في الحقيقة بتسيطر على الموقف بتحايل ذكي، بتخلق فيه نوع من "الصدق المزيف".
هي عارفة إنها مش بتلتزم بالصدق المطلق، لكنها بتشوف نفسها ملتزمة بمبادئها، لأنها بتستخدم المراوغة بشكل يحافظ على صورتها ومصداقيتها من غير ما تتخلى عن قناع الصدق قدام الناس أو حتى قدام نفسها. لا تضحك و لا تتعجب فإنها كانطية حع حع حع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق