الثلاثاء، 10 يونيو 2025

السرطان مش غريب عننا


#شغل_سرطان 

السرطان مرض مش بييجي من برّه جسمنا، ولا هو غريب عننا زي ما ساعات بنحب نصدق. أوقات بيكون مننا، من لحمنا ودمنا و خلايانا... من بني جلدتنا. بيكبر معانا، يتغذى من اكلنا، وياخد من خيرنا... وبعدين ينقلب علينا، هو مش عاوز يدمرنا، و لكنه عاوزنا نكون زيه، نتسرطن.

السرطان ده اتعلّم من اللي جه من برّه جسمنا، شاف حاجات جديدة عن تاريخنا، طرق لفرض حياه بطرق مختلفه، واتمرّن على الأنانية المفرطة، واتشرّب فكر ملوش علاقه بجذورنا. 

و وقت ما احتاج، ظهرت انانيته المتنكره، و طبعا مافكّرش غير في نفسه. سافر بفكره، بعقيدة غير عقيدة أجداده، كبر و أصبح له صوت... ولما واجه، ماكنش عاوز يساعد، كان عاوز يفرض.

رجع بأفكار ملفوفة في ورق هدايا، بكلام شكله حلو، بس جواه سم. قال يساعد الجسم، بس المساعدة كانت مشروطة... يساعده عشان يبقى زيه. مش يساعده علشان يكون أحسن.

ولما شاف ناسه مش محتاجين حاجة، ولا باصين له، حاول يقنعهم بالعسل. "أنا راجعلكم بالغنايم، بالعلم، بالفرص، و بالتغير!"... و قال بعلو صوته، انتم احسن من غيركم، انتم أهلي، اللي بره مش محتاجين. 

بس الحقيقة، كان جاي يزرع جواهُم سرطانات زيه، تفكر زيه، تتكلم زيه، وتنسى نفسها زيه. و الأكثر مراره، أنه اعتبر شكهم فيه و رفضهم له، قسوة و غيرة و أذى.

هو نسي إنه من الجسم نفسه، ونسي إن الخلايا مش محتاجه تكون زيه. الجسم مش ناقص مرض، ومش محتاج يغتني أو يتغير على حساب روحه. الجسم عايز يفضل سليم، معافى، و يقدر يرجع لأصله، حتى لو غلط و انساق وراءه للحظات... حتى لو ماكانش بيدوق العسل، بس على الأقل ما يكنش فيه سم.

صعوبة علاج السرطان في أنه مش غريب عن خلايا الجسم العاديه. و لكنه يحمل داخله أفكار و مبادئ كائنات مُمرِضه تنتظر أي فرصه للقضاء على الجسم. لو حاولت أن تقتلعه، يبقى لازم تضحي بخلايا سليمة، مسالمه، و تقوم بوظيفتها بإتقان. و لكن هل يتحمل الجسد ...

و يبقى الأمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق