كان ليعقوب عليه السلام إثنا عشر ولدا و كان يحبهم جميعا و الأقرب إلى قلبه إبنه يوسف و أخوه بنيامين . وكان إخوة يوسف يغاروا من حب أبيهم الشديد ليوسف . و في ليلة حلم يوسف الصديق بحلم عجيب ، حلم بأحد عشر كوكبا مع الشمس و القمر كلهم له ساجدين . فقص على أبيه رؤياه ، فعرف أن الله سيجعل يوسف عظيما في الدنيا و الأخره . و لكنه خاف عليه من إخوته فقال له ، لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا . و يؤذونك
و في يوم ، إجتمع إخوة يوسف و قالوا إن أبانا يحب يوسف أكثر و إننا أكبر منه و أقوى و نحن أحق بهذا الحب الكبير . و إتفقوا على قتل يوسف أو يبعدوه إلى أرض لا يعرف أن يرجع منها ، فيبقى لنا حب أبينا و نتوب بعدها لله و نكون صالحين . و إتفقوا على قتله في الصحراء
فذهب إخوة يوسف لأبيهم يستأذنوه بأن يرسل يوسف معهم للصحراء يلعب معهم و لكنهم عازمون على قتله . فخاف يعقوب منهم و قلق على يوسف . و حذرهم من اللعب و اللهو و ترك أخيهم يوسف فيأكله الذئب و هم عنه غافلون . فقالوا له ، كيف يأكله الذئب و نحن كثيرون , لماذا لا تأمننا على يوسف و هو أخونا و نحن نحبه
خرج إخوة يوسف و معهم يوسف عازمون على قتله ، و ساروا في الصحراء و عندما قرروا قتله ، أوحى الله إلى واحد منهم أن يقول ، لا تقتلوا يوسف و لكن ألقوه في البئر ، فيأتي ناس لا يعرفونه فيأخذوه في أرض بعيده لا يعرف أن يرجع منها . فوافق إخوة يوسف على هذه الفكره ، فخلعوا قميصه عنه و ألقوه في البئر
أخذ إخوة يوسف قميصه و وضعوا عليه دماءا كثيره , و إتفقوا على أن يقولوا لأبيهم أن الذئب أكل يوسف عندما كنا نلعب . فلما علم بذلك يعقوب ، قال أنتم تكذبون ، فقدموا له قميصه و به أثار الدم ، فحزن يعقوب حزنا شديدا و أبيضت عيناه و فقد بصره . و لكنه صبر و إحتسب و كان واثقا أن الله لن يضيع يوسف
و مرت قافله ، قادمه من الشام و ذاهبه إلى مصر ، بالبئر التي ألقى فيها يوسف . و ذهب رجل يحضر الماء ، فأنزل الدلو ، فتعلق يوسف في الدلو ، و لما رأه الرجل فرح و قال يا بشرى ، هذا غلام و أخذوه بين العبيد
و عندما وصلت القافله لمصر ، باعه رجل من القبيله في سوق العبيد إلى رجل من مصر بالقليل من الدراهم . و عاد الرجل إلى بيته و معه يوسف ، فرأته زوجته و أعجبت به جدا و قال لها أحسني إليه و عامليه برفق فيكون لنا إبنا . و هذا ما أراده الله ليوسف بأن ينشأ في بيت يتعلم فيه تأويل و تفسير الأحاديث . و لما كبر يوسف ، رزقه الله الحكمه و العلم
و في يوم رأت زوجة العزيز يوسف بشكله الجميل و القوي فأحبته و لبست أحسن ثيابها و دخلت على يوسف و أغلقت جميع الأبواب و إقتربت منه و قالت هيت لك , فقال لها يوسف أعوذ بالله ، زوجك هو سيدي و قد أكرمني و أحسن إلي ، فلن أظلمه و لن أعصي ربي ، فإنه لا يفلح الظالمون . فأسرع إلى الباب ليفتحه و يخرج أمسكت بقميصه فإنشق من الخلف . و فتح الباب فوجد سيده
و لما رأى زوجته , شكت له أن يوسف أراد أن يعتدي عليها و أراد بها سوءا و أن جزاوه السجن أو العذاب الأليم . فقال يوسف إنها هي التي عرضت نفسها علي . فشهد رجل من أهلها , إن كان قميصه شق من أمام قصدت و هو من الكاذبين و إن كان قميصه شق من خلف فصدق و كانت هي من الكاذبين
ووجد قميص يوسف قد قطع من الخلف ، فنظر الشاهد للمرأه ، وقال هذا كله من مكركم , يا يوسف لا تقول لأحد ما حصل و طلب من المرأه أن تستغفر ربنا . و قد عرفت نساء المدينة بالحدث و تحدثوا عنها و قالوا أن إمرأت العزيز تعرض نفسها على يوسف و تراوده لأنها أحبته . فغضبت و أرادت أن تظهر لهن عذرها ، فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها و أحضرت لهن الفاكهه و أعطت لكل واحده سكينا و أمرت يوسف أن يخرج عليهن . فلما رأوه قالوا ما هذا الجمال و لم يصدقوا أعينهم . و قطعوا أيديهم بالسكين بدلا من الفاكهه و قالوا ما هذا ، إنه ليس من البشر . فقالت لهم إمرأة العزيز ، هذا ما تكلمتم به عليا ، و أنا راودته عن نفسه فإمنتع و إن لم يفعل لآمر بسجنه . فقال يوسف ، السجن أحب إليا مما يدعونني إليه ، أنا أخاف من الله