الأحد، 22 يونيو 2025

العفاريت بتخاف منك يا بابا


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

كنت صغير وبخاف من الضلمة، من صوت الباب لما يزيق، من الهوا وهو بيخبط في الشباك. كنت بخاف من حاجات ملهاش ملامح. وكنت دائما أفتكر إن تحت السرير فيه عفريت، وإن الدولاب بيستخبى جواه حد، وإن الحمام بالليل بيتحول لحاجة مش طبيعية.

بس كنت أول ما أنادي: يا بابااااا، أسمع صوتك جايلي، بسمع صوت خطوتك، وباب الأوضة بيتفتح. كانت فجأة الدنيا تنور، والهدوء بيجي، والقلب بيهدئ.

كنت ببص عليك، وإنت داخل تقول:مالك يا بطل؟ و ما كنتش برد، بس كفايه إنك موجود. كفايه إنك هنا.

لما تقوللي: نام، متخفش العفاريت بتخاف مني، كنت بصدقك تماما، مش بس علشان أنا طفل، لكن علشان كنت شايف فيك حاجة ما بتتهزش، شايف فيك البطل اللي بيحارب من غير سيف، وبيكسب من غير دوشة.

يا بابا أنا كبرت دلوقتي. و بقيت أنا اللي بحوش عن عيالي العفاريت، و بقولهم بنفس نبرتك: نامو يا حبيبي، العفاريت بتخاف من أبوكم.

بس الحقيقة؟ أنا لسه لما الدنيا تضلم عليا، و لما بخاف من قرارات الحياة، و لما بأتوه بين المسؤوليات، لسه ببقى محتاج أفتكر صوتك، و أفتكر إنك كنت دائما هناك. مستني ألقاك علشان أسألك أعمل إيه. أخذ نصيحه حقيقية، من غير لف ولا دوران.

ربنا يرحمك يا أبويا، و يرحم كل أب خلى أولاده يصدقوا أن فعلا العفاريت بتخاف منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق