الأحد، 15 يونيو 2025

إسمه بالمعكوس و رأسه مكان رجليه


#بقايا_أفكاري 

من كام يوم، كنت واقف في مصلحة بخلّص شوية أوراق، الصبح بدري، عادي يعني، يوم زي أي يوم. و زي أي مصلحة، بتروح تمضي من هنا، و تصور هنا، و تختم من هناك. و هكذا.

و انا في اللفة ده، الحر بدأ يشد، الدنيا زحمه، و التكيف كان مطفي. كل ده مكنش عندي فيه مشكله، أنا بتأقلم بسرعه ، و بستحمل، و خلينا نخلص بأقل الخسائر.

لكن في لحظة ما الموظفه نطقت إسم الشخص اللي هيراجع الورق، و هيمضي على إكتماله، و نخّلص الدوسيه. الإسم نزل عليا زي الماء الساقع. خلاني أستعيد ذكريات مقرفه، و أقول في نفسي، إدا هو ممكن يبقى هنا. هو أنا هعيش القرف بتاع زمان تاني.

بس بعد ما فُقت من الدش الساقع ده، لقيت ان إسم الموظف كان معكوس إسم الشخص المؤذي اللي بعرفُه. و تعجبت، هو ممكن يكون كدا، نفس الإسم، و لكن بترتيب معكوس.

ساعتها سرحت شويه. قلت في نفسي: يا ترى يا عم عمرو، هو كده برضو هيكون مؤذي ولا عشان إسمه بالمعكوس، فشخصيتُه برضو هتكون معكوسه؟ يعني بدل ما يقف في طريقي ويعقدّه، هيسهّله؟

وفعلاً، حصل المتوقع، الموظف كان في منتهى الذوق والجدعنة. سهّل الأوراق و مشهالي، وكأن الأسماء لها تأثير في المعكوس كده. و تخيلت أن رأس المؤذي كانت عند رجلين الموظف، واقف على رأسه، و بيلف، مش عارف ليه.

طبعا ساعتها رجعت لعقلي تاني، و عرفت أن المشكلة مش في الأسماء ولا في الخِلقة ولا في الألقاب. المشكلة في النفوس والنوايا. لكن برضو كان موقف ظريف يستحق إني أقف عندُه شوية وأفكر في العجائب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق