#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات
السؤال ده بيخلي ناس كتير تندهش: إزاي واحد ثري، عايش في قصر فخم، لابس ساعة تمنها يشتري بيه شقة، ممكن يختار ياكل نودلز؟ مش المفروض الأثرياء دول ليهم أكل مخصوص، وشيف خاص بيطبخلهم وجبات مالهاش اسم؟
بس الحقيقة إن النودلز مش بس موجودة في عالمهم… دي محبوبة جدًا هناك.
أول سبب، ويمكن أغربهم، هو النوستالجيا. كتير من الأثرياء بدأوا حياتهم من تحت، و طبق النودلز كان صديقهم المخلص في أيام الوحدة، الشغل الكتير، والسهر. فلما بياكلوها دلوقتي، بيحسوا إنهم لسه على الأرض، لسه فاكرين أصلهم، وده بالنسبا لهم نوع من التوازن النفسي وسط عالم مليان رفاهية.
لكن خلينا نكون صُرحاء… النودلز اللي بيأكلها الأثرياء مش اللي إحنا بنغليها في الحلة. لأ، دي نودلز ممكن تكون معمولة بمرقة جمبري مستورد، فيها شرايح ترافل، مرشوشة بكافيار، ومقدّمة في طبق شكله متصور أكتر من العريس في الفرح. يعني النودلز نفسها اترقت وبقت نجمة في عالمهم.
كمان، الأثرياء دايمًا بيحبوا يكسروا التوقعات. يحبوا يورونا إنهم "بيعملوا اللي على مزاجهم"، وإنهم فوق القواعد. فـلما واحد ثري يقعد ياكل نودلز قدام الكاميرا أو وسط اجتماع، بيكون بيبعِت رسالة:
"أنا عندي كل حاجة، وباختار أبسط حاجة… لأن القيمة مش في الأكل، القيمة في اللي بيأكله."
وما ننساش نقطة السرعة والراحة. الأثرياء وقتهم غالي، والنودلز بتتعمل في دقايق. يعني وجبة سريعة، مرنة، ممكن يزودوا عليها اللي نفسهم فيه، ومش بتعطّلهم عن اجتماعاتهم أو سفرهم أو حتى تمارين اليوغا في البيت الزجاجي.
وفي الآخر، سواء أكلها بملعقة بلاستيك أو في طبق دهب، النودلز بالنسباله مش أكلة… دي لحظة. لحظة فيها توازن بين البساطة والفخامة، بين الذكرى والذوق، بين الإنسان العادي والثري اللي بيفكر بطريقته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق