الأحد، 18 مايو 2025

أنا عارف إنك عارف إني عارف، بس عامل نفسي مش عارف...


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

تربية الأولاد عمرها ما كانت وصفة جاهزة، ولا مشوار مرسوم بخط مستقيم. هي رحلة طويلة، فيها أيام بنحس إننا بننجح، وأيام تانية بنشك في كل حاجة عملناها. وكل ما الولد يكبر، بنكتشف إننا مش بس بنعلمه، لأ، إحنا كمان بنتعلم. بنتعلم إزاي نصبر، ونتفاهم، ونسيب له مساحة يغلط ويتعلم، من غير ما نسيبه لوحده. 

أنا مش بربي ابني عشان بس يبقى مؤدب أو ينجح في المدرسة، لأ، أنا بربيه عشان يعرف يبص في عين الناس من غير خوف، وعشان يعرف يحس بنفسه من غير ما يتكبر، وعشان يعرف يحب من غير ما يخسر، و الأهم يعتذر من غير ما يتكسر.

أنا مش بقول له "ما تغلطش"، بالعكس أنا بسيبه يغلط وأنا شايفه، أو بمعنى تاني بعمل نفسي مش شايف، عشان يتعلم من غلطه وهو مطمئن إني في ضهره، مش واقف له على الواحدة. بسيبه يدوّر، يسأل، ويجرب. يمكن يقع، بس لما يقوم يبقى أقوى.

أنا عارف إنه ساعات بيخبّي، وساعات بيكدب، وساعات بيتهور. بس كمان أنا عارف إنه بيجرب يعرف هو مين، وعايز يحجز مكانه في الدنيا. وأنا دوري مش إني أحكم عليه، دوري أكون قدوته، يشوف فيا نفسه وهو بيكبر، ويطمن إنه حتى في لحظة ضعفه، لسه محبوب.

أنا كمان بسيبه يشوفني وأنا بغلط، وأنا بعتذر، وأنا بتعب، عشان يعرف إن الرجولة مش صوت عالي ولا قرارات حاسمة. الرجولة مواقف و تجارب، وكرامة بتترد في الوقت الصح.

أنا بربي إبني وهو كمان بيربيني. بيعلمني الصبر، والشجاعة، وبيخليني أرجع أشوف الدنيا من أول وجديد.

و في يوم لما يقولي "بابا، أنا عارف إنك كنت عارف"، هبتسم، وهقوله: "أنا عارف إنك عارف إني كنت عارف، بس عملت نفسي مش عارف." و هطبطب عليه و أقول له "أنا بحبك، أنا فخور بك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق