#إدارة_نباتية
عارفين؟ ساعات كتير ببُصّ على الشجر وأحس إنه أهدئ من كل البشر، وأقرب لربنا من ناس كتير. الشجر ما بيعترضش، ما بيشتكيش، ما بيهربش من مكانه، حتى لو كان في وسط صحراء، أو على جبل عالي، أو في مكان ملوث. بيفضل واقف، ثابت، ورافع راسه للسماء.
الشجر بيُوحّد ربنا بطريقته. كل يوم بيوجع ورقه للنور، ويفرد فروعه للرياح، ويشرب الميّه اللي ربنا قسمها له، حتى لو نقطة. ما بيقولش "ليه المطر قليل؟" أو "ليه الغذاء قليل؟"... بيسلّم أمره ويكمّل نموّه، على قده.
ولو حصل و حد حاول يقطع منه فرع؟ ما يصرخش، وما يحقدش، بالعكس... يكمّل و يعيش بالفروع اللي فاضله، ويمكن يطلع فرع جديد من مكان القطع. سبحان الله، كأن عنده يقين إن الرزق مش في الفروع، الرزق من فوق، من ربنا.
واللي أكتر من كده؟ الشجر بيدي خيره لكل اللي حواليه، للإنسان، وللطير، وللحيوان، حتى لو حد آذاه، بيظل كريم. ما بيمنعش الظل عن اللي قعد تحته، وما بيبخلش بالهوا، ولا بالثمر، وده قمة الرضا.
إيمان الشجر مش بالكلام، إيمانه بالفعل. الشجر ما بيسألش،ليه؟ ولا إمتى؟... بيسيبها على ربنا، ويعيش اليوم بيومه. وده اللي ناقص في ناس كتير: الرضا، والتسليم، والثقة في حكمة ربنا.
يمكن لو اتعلمنا من الشجر شوية، نرتاح. نبطل نقلق على بكرة، ونبطّل نتمرد على اللي مشينا فيه. يمكن وقتها قلوبنا تروق، ونقرب من ربنا بإيمان صامت... زي الشجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق