الأحد، 11 مايو 2025

لا تغلف علمك بالغرور


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

يا ابني، زمان وأنا صغير، كانوا دائمًا يقولوا لي: "اتعلّم علشان تبقى حاجة كبيرة"، بس لما كبرت، فهمت إن التعليم مش بس علشان تبقى دكتور ولا مهندس ولا عالم... التعليم الحقيقي هو اللي يخليك تنفع غيرك، مش بس تنفع نفسك.

يعني إيه؟ يعني كل معلومة تدخل دماغك، وكل مهارة تتعلّمها، وكل كتاب تقرأه، لازم تسأل نفسك: "هعمل بيه إيه؟ و هقدر أساعد بيه مين؟"

ولو ربنا كرمك وبقيت فاهم وناجح، أوعى الغرور يدخل قلبك. التعليم العالي مش لازم يغلّفك بغلاف مغرور، خليه يفتح قلبك مش يقفله عن الناس. خليك دايمًا فاكر إن العلم ما بيرفعش اللي بيتعالى، العلم بيرفع اللي يعرف يحنّ ويشارك ويحتوي.

ولو حد سألك عن حاجة تعرفها، جاوبه بحب وبصبر. حتى لو سأل بطريقة مش عاجباك، ممكن يكون مش قصده يقلّل منك، ممكن بس مش عارف يوصل سؤاله، أو مكسوف، أو متوتر. وإنت الكبير بعلمك، خليك كبير بردّك وسعة صدرك.

ولو لقيت نفسك بتنصح حد، انصحه بجد، بمعلومة تستاهل، مش بس علشان تبان إنك فاهم. ما تعملش نفسك بتنصح، وإنت من جواك مش فارق معاك. النصيحة أمانة، ولو مش ناوي تقولها بإخلاص، يبقى اسكت أكرملك.

ولو حد عارضك أو ما اقتنعش بكلامك، ما تتّهموش بالجهل، ولا تفتكر إنك دائمًا الصح. ممكن يكون عنده وجهة نظر، وممكن ربنا يعلّمك من خلاله حاجة جديدة.

العالم الحقيقي، كل ما يعرف أكتر، يتواضع أكتر. يتكلم بحنية، ويسمع الناس كويس، وما يتكبرش، ولا يشوف نفسه فوقهم. لأنه لو معملش كدا هيسقط في بئر من الهوى، و دا ملهوش آخر.

وخدها قاعدة مني: أجمل فرحة في الدنيا مش إنك تبقى الأذكى، و لا الأغنى، و لا اللي سبق، لكن إنك تبقى مصدر خير وأمان وعلم حقيقي للّي حواليك.

و دي دعوة مني لك، بظهر الغيب، يا رب يا وهّاب، هب لابني علم نافع، وقلب نقي، ونفس متواضعة، ونيّة صافية... وخليه دائمًا سبب في الخير وسند للي حواليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق