#بقايا_أفكاري
فيه نوع من المديرين شفته و اتعاملت معاه، ما بيزعقش، ما بيتعصبش، و ما بيفصلش... بس بينفخك، علشان لما يأكلك، يشبع.
المدير ده مش محتاج يسيطر عليك. هو أذكى من كده. هو بيأخذك و ينور بك المكان كله. بيعتبرك رمز للقوة، للتغير، بينور اي مخ ضلمة عنده. بس في نفس الوقت ، هيحبسك، هيقفل عليك الشبابيك و هيتربس الأبواب، و هيشيل الساعات المتعلقة على الحوائط، وكأن مفيش حاجة اسمها وقت لنفسك.
الناس اللي حواليه تشتغل وتاكل، و تاكل وتشتغل، كأنهم فراخ في عشة، عينهم متغطّية أو مفقوعة، ففاكرين إن الليل طويل، وإنهم لازم يأكلوا، يخزنوا، يكبروا، و يتجهزوا للنقلة الكبيرة، اللي هتحصل في الصبح (لما يجي).
بس الحقيقة؟، مفيش نقلة. و مفيش صبح بيجي. فيه سِمنة بس، كروش كبيرة، و رقاب مدهننه، و الهدف واحد: استعداد للإستعباد أو للذبح.
المدير يحطلك لك شوية ماء و لكن مليان ملح (وهم يعني)، على شكل: عزومات، مكافآت، تصفيق، و شوية public appreciation ويقولك: انت المهم، انت البطل، الشغل من غيرك ما يمشيش. انت كنت فين من زمان! دا أنا هعملك بك اللي متعملش قبل كدا! انت جيتلي من السما!
وانت تصدّق. و تأكل اكتر، و تجوع أكتر. و تشتغل أكتر. و ترجع تاكل أكثر. و تنسى نفسك أكتر. بتكبر؟ لأ. أنت بتسمن بس. بتزيد وزن حقيقي (بس في الوهم). كل ده عشان إيه، علشان لما يجي وقتك تتاكل بسهولة، و يبقى طعمك مسكر.
هو مش مدير، هو صيّاد. و انت مش موظف، انت فرخة.
والمصيبة مش في استغلاله، المصيبة في غباءك، في إنك تسمي الإستغلال ده نجاح، وفي إنك تقول: أنا بصنع مستقبلي. مستقبلك إيه! و أنت بتبني سور في بيت مش بيتك، وانت كمان بيتك من غير أبواب تحميه.
افتح عينيك. حاسب قبل ما تبص في المراية وتلاقي نفسك تضخمت... مش من النضج، لكن من التخمة. و انك اتاكلت، قطعة قطعة، وأنت مازلت بتغني لماء الإنتماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق