#شغل_سرطان
منذ قديم الزمان، وصلت إلى العالم قدرة استطاعت أن تجعل الزرع و البشر والحيوانات يصبحون من الأسياد، وهي القدرة على إستنساخ الخلايا.
تتكامل نصف خلية مع نصف خلية أخرى، وتتشارك البصمة الوراثية المتشابهة في تركيبها والمطابقة في دلائلها، لبناء خلية واحدة كاملة. هذه الخلية الواحدة تستطيع أن تنسخ نفسها لعدد لا نهائي من المرات، وتنتج نسخًا متطابقة يمكن من خلالها بناء منظومة كاملة من المستنسخين في جسد واحد.
بناءً على تعليمات مسبقة مختومة بداخلها، تخرج الخلايا بعد عدد محدد من الاستنساخات، وتبدأ في التشكل والتخصص لتنفيذ مهام مختلفة عن بعضها، لكنها في ذاتها تمتلك نفس التطابق.
تستطيع هذه الخلية الواحدة أن تعيش لفترة طويلة جدًا من الزمن بمساعدة مستنسخيها الأوائل ثم مستنسخيهم اللاحقين، ويفرضون على كل النسخ الخلوية الأخرى نظامًا ودورًا وحتى حياة.
يستمر هذا النظام حتى تحدث بعض الانفلاتات أو الشذوذ أو الأخطاء، فتنتج خلايا لها نفس الشكل الخارجي ولكن بصفات مختلفة. فكيف تتصرف الخلية الواحدة المخضرمة ناحية هذه الخلية المختلفة؟ بالطبع، لا يوجد سوى أن تُفنى بالقتل بغرض الحفاظ على المنظومة الجسدية بلا تغير. ولكن إذا كان السلاح المستخدم لن يؤثر عليها نتيجة اختلافها، فلا حل لها إلا النفي. ولكن أين ستُنفى هذه الخلية المختلفة؟
هل ستوضع في مكب النفايات على طرف بعيد من أطراف الأعضاء، أم أنها ستُلقى في بئر سحيق لتسجن تحت طبقة من الخلايا؟ عموماً، في كلا الحالتين ستظل حية وستظل تنقسم، وستكون لنفسها جمهورًا من مستنسخيها، لكنهم سيكونون من طبقة المنفيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق