السبت، 31 مايو 2025

الهوا نقل الهوى


#بقايا_أفكاري 

في لحظة هادية، والهوا بيعدّي من بين الشبابيك، ساعات بنحس إن في حاجة اتغيرت… كأن ريحة معينة، أو نسمة خفيفة، فكّرتنا بحد. ممكن حد واحشنا، أو حد كنا بنحبه، أو حتى إحساس قديم كنا فاكرينه راح. الهوا ساعات بينقل رائحة ورد أو برفان، و لكن كمان الهوا بينقل الهوى.

الهوى هنا مش مجرد حب، دي مشاعر، ذكريات، شوق، أمل، وخوف… وكل اللي بين أي إتنين. الجواز مثلًا، لما بيبدأ بحب حقيقي، الهوى بيكون عايش في التفاصيل الصغيرة: في نظرة الصبح، في فنجان القهوة اللي بيتحضّر من غير ما يتقال، في "عامل إيه؟" اللي بتتقال بجد، مش مجرد سؤال.

بس مع الوقت، ممكن الهوى يختفي… مش عشان راح، لكن عشان مابقيناش نستمتع بالهوا. بقينا مشغولين، متوترين، عايشين على السريع. بس الهوا لسه بيعدي، وبيشيل معاه حاجات ممكن ترجع تاني لو وقفنا وسكّتنا الدنيا شوية.

الهوا نقل الهوى لما كنا صادقين. لما كنا بنبص لبعض بقلب مفتوح، مش بعين بتدوّر على غلطات. الهوا نقل الهوى لما كنا بنسامح بسرعة، ونضحك من قلبنا، ونحضن من غير حساب.

يمكن لو ركّزنا شوية، نسمع تاني الهوا، ونرجّع الهوى.

لما كنت بتخطط لإجازة وشغلي يمنعي.


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الإجازات_والراحة


كان دائمًا عندي عادة إني أرتّب لنفسي أجازة كل كام أسبوع، أهرب فيها من الضغط، أرجع أتنفّس من جديد، وأقابل نفسي اللي بتهرب وسط دوشة الاجتماعات والمواعيد والتسليمات.


بس مش كل مرة كنت بحظى بالرفاهية دي. أوقات كتير كنت بأجهّز نفسي للسفر، أظبط التذاكر، أحجز الفندق، وأعدّ الأيام… وفجأة ييجي شغل طارئ، مشروع لازم يتسلّم، زيارة مفاجئة من إدارة عليا، أو حتى زميل تعب وأنا لازم أغطي مكانه.


وقتها كنت بحس إني محبوس. مش بس لأن الأجازة راحت، لكن لأن مجهودي وتخطيطي وكل لحظة كنت مستنيها… اتلغت في لحظة. بس الحقيقة، كنت باخد القرار الصعب… ألغّي الأجازة وأكمّل.


ليه؟ مش ضعف… بالعكس، قوة والتزام. كنت مؤمن إن المسؤولية مش كلمة بنقولها، دي موقف بنعيشه. بس كمان، ماكنتش بسيب حقي يضيع. كنت أطلب تعويض، أو أختار أيام تانيه في الأسبوع اللي بعده أدي فيه نفسي بريك…


المعادلة مش سهلة، لكن اللي اتعلمته إن الأجازة مش دايمًا هتيجي وقت ما إحنا عايزين… بس إحنا نقدر نخلق لحظات راحة في النص، ندي نفسنا مساحة نتنفس، نرتّب دماغنا، ونرجع أقوى.


التخطيط مهم، بس المرونة أهم. وأنا، رغم كل الإلغاء والتأجيل، ماكنتش بسيب حقي في الراحة… لأني عارف إن اللي بيشتغل بضمير، يستحق يرتاح بنفس الضمير.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الجمعة، 30 مايو 2025

يوم قضيت فيه وقتي كله بعيد عن الشغل


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الإجازات_والراحة


فاكر يوم كده كنت حاسس فيه إني لازم أفصل تمامًا عن كل حاجة لها علاقة بالشغل. لا موبايل شركه، و لا لاب توب، ولا حتى تفكير في إيميل متأخر أو مشكلة مستنياني الصبح. صحيت بدري بس مش عشان ألحق اجتماع، لأ، عشان ألحق شروق الشمس.


قررت أخرج لوحدي، من غير جدول، من غير هدف، غير إني أرجّع نفسي لنفسي. بدأت بفطار في مكان سريع، قهوة من غير استعجال، وبعدها مشيت في الشارع، بشم الهوا ومخي فاضي من الزحمة المعتادة.


دخلت سينما الظهر، فيلم كنت نفسي أشوفه بقاله شهرين، وبعدها قابلت صديق قديم ماكنّاش بنقعد سوا من أيام الجامعة. اتكلمنا عن الحياة، عن الطموح، عن اللي اتغير فينا واللي لسه جوانا زيه.


رجعت آخر اليوم وأنا مش بس مرتاح، لأ، أنا كنت متجدد… كأن روحي اتغسلت من الغبار اليومي اللي بيتركم وإحنا مش واخدين بالنا. اليوم ده علّمني إن أوقاتنا الشخصية دي مش رفاهية، دي صيانة دورية للنفس.


ولما رجعت الشغل تاني يوم، كنت أهدئ، أنضج، وبشتغل بحب مش بإجبار.


الراحة الحقيقية مش بس أجازة من الشغل، دي أجازة من الضغط، من التفكير الزائد، من السباق اللي مالوش خط نهاية.

ادي لنفسك وقتها... عشان تعرف تكمل بقوة.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الخميس، 29 مايو 2025

أدوار الشرف... أجداد الصبر وأبناء الترف


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات

الشرف، في جوهره، ليس رتبةً تُمنح، ولا وسامًا يُعلّق على الصدور. الشرف حالة وجودية، طاقة متوارثة، وقصةُ صعودٍ وسقوط تُعاد بأشكال مختلفة عبر الأزمان. هو إرثٌ هش، يتغذى من العزيمة ويهلك في الترف، لا يحيا إلا في قلوبٍ تعرف الصبر، وتستشعر المسؤولية كرسالة مقدسة.

تمر دورة حياة الشرف بأربع مراحل، تمثل كل واحدة منها طبقة زمنية تحمل طابعها، وتسير في مسار محتوم إن غاب عنها الوعي.

الجيل الأول: النشأة في العدم، والانطلاق من الحلم.
هؤلاء هم بناة المجد، الأجداد الذين صنعوا من الألم طريقًا، ومن المعاناة معنى. كانوا يرون في الصبر فضيلة وفي الشقاء ضرورة. تواطؤوا مع الحرمان، وصادقوا الجهد، فجعلوا من الشرف حصنًا يُبنى لا غنيمة تُورث.

الجيل الثاني: أبناء الرواه.
تربوا على حكايات النضال، لكنهم لم يذوقوا مرارة الطريق. يحملون الشعور بالشرف، لكن دون جذوره. يملكون القوة، لكنهم يجهلون كيف تولد. فترى صبرهم متآكلًا، وإحساسهم بالمسؤولية مائعًا، كأنهم يعيشون في ظلال بطولةٍ لا يفهمونها.

الجيل الثالث: ورثة النعيم.
هؤلاء لا يرَون المجد إلا من شرفة الراحة. الترف أصبح قاعدة حياتهم، والاعتداد بالماضي غلافًا هشًا لا يحتمل الرياح. يُنفقون بلا حساب، ويفكرون بلا عمق، ويعيشون اللحظة كأنها دائمة، متناسين أن الشرف إذا لم يُسقَ بالجهد يذبل.

الجيل الرابع: مستهلكو الرماد.
هم أبناء الوفرة العمياء. لا يعرفون من المجد إلا صوره القديمة، ومن الشرف إلا شعاراته المستهلكة. يبدأون ببيع الذاكرة، ثم القيم، ثم الكرامة. وعندما ينفد كل شيء، يجدون أنفسهم عبيدًا في عالمٍ لم يعودوا يملكون فيه حتى حق الحلم.

هذا الإنغماس في الترف والاستسلام لحياة النعيم يضعف النفوس، ويقلل من إحساس الجهاد والمسؤولية، ويطبع فيها الفساد والاستغلال. يتدهور الحال إلى حد استباحة كل شيء، من قتل وهتك أعراض، في محاولة يائسة لاستعادة الأمجاد الضائعة، لكنهم يجدون أنفسهم في نهاية المطاف مُستعبَدين في مجتمعهم، وقد فقدوا كل شيء.

النهاية المأساوية لهذا الجيل تجعلهم يواجهون حقيقة أنهم ضيعوا ما كان يمكن الحفاظ عليه بالاجتهاد والعمل الجاد. الشرف لا يورث فقط، بل يحتاج إلى صبر وجهد للحفاظ عليه وتنميته، وإلا فإن الترف قد يصبح سببًا في فقدانه.

هكذا يُهدر الشرف، لا بضربة قاسية من عدو، بل بانحلال داخلي بطيء، يبدأ من لحظة الاستغناء عن المعاناة، وانتهاءً بلحظة بيع المعنى مقابل متعةٍ عابرة.

الشرف لا يُحفظ في خزائن الذهب، بل في خزائن الوعي. هو التزام لا يُفرض، بل يُختار. وإذا لم يلتفت الأحفاد إلى جوهر ما ورثوه، سيتحول المجد إلى قناع، والنعيم إلى لعنة.

فما بين صبر الأجداد وترف الأحفاد، تُكتب ملحمة الشرف... ويتقرر مصير العائلات.

تأثير الإجازات على تحسين الأداء


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الإجازات_والراحة


فاكر أول مرة خدت أجازة بعد فترة ضغط شغل مستمرة، كنت حاسس إني عامل زي عربية ماشية على آخر نقطة بنزين، وكل يوم كنت بقول لنفسي "هشد حيلك شوية كمان"، لحد ما وصلت لمرحلة بقيت مش قادر أركز، ولا أسمع كويس، ولا حتى أتكلم من غير ما أعصب.


لما أخدت الأجازة، حتى لو كانت أسبوع بس، حسّيت الفرق فورًا. نمت بعمق، اتفسحت، قضيت وقت مع الناس اللي بحبهم، قريت كتاب كنت مأجّله بقاله شهور، وكل ده ساعدني أرجع شغلي وأنا نشيط، ومخّي صافي، وقلبي خفيف.


كنت ملاحظ إزاي بعد الأجازة بقيت بحل مشاكل أسرع، وبرد بهدوء، وباخد قرارات أنضج. الإنتاجية زادت، والإبداع رجع، حتى زمايلي لاحظوا الفرق. كأن الجهاز اللي كان بيهنج، اتعمله ريستارت.


اللي اتعلمته؟ إن الراحة مش رفاهية، ولا ضعف. دي وقفة محارب، بيرجع منها أقوى وأوضح. الأجازة مش بتاخدك من شغلك، الأجازة بترجعكله بطاقة أعلى، وتركيز أعمق.


كل موظف لازم يعرف إمتى يوقف، عشان يعرف يكمل. الأجازة مش كسل، دي جزء من الخطة.

خد أجازتك، وارجع تاني تنور مكانك.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 28 مايو 2025

الشجر باقٍ ببقاء الزمان



#إدارة_نباتية 

في عالم بيتغيّر كل ثانية، في وجوه بتمشي، وأصوات بتسكت، ومباني بتتهدّ، وحكايات بتتنسى… فيه كائن وحيد واقف، ساكت، بس بيحكي... الشجر.

عارف يعني إيه شجرة؟
يعني كائن ما بيجريش، ما بيهربش، ما بيغيرش مكانه… بس جوّاه عمق، حكمة، صبر، وسكون بيغيظ الزمن.

الشجرة مش بس ورق وخُضرة، الشجرة تاريخ.
بتبدأ من بذرة ضايعة وسط التراب، لا صوت ولا شكل، بس عندها يقين غريب إنها في يوم هتخرج للنور. مش مستعجلة، مش قلقانة.

بتستنى الميّه، وتستقبل الشمس، وتسمع للرياح، وتتعلم من كل فصل يعدّي عليها.

الناس بتفتكر إن الشجر ساكت. لكن اللي يسمع بصدق، هيلاقي إن الشجرة بتتكلم. بتحكي عن اللي عدى واللي جاي، عن اللي كان واللي لسه بيحصل. كل عقدة في جزعها، كل غصن مكسور، كل ورقة وقعت… شهادة.

في عزّ الضلمة، الشجرة بتفضل واقفة. وفي عزّ النور، ما بتتغرّش. زي العارف اللي شاف كل حاجة، وقرر يسكت، مش عجز، لكن احترامًا للصمت.

عشان كده الشجر باقٍ ببقاء الزمان. مش لأنه الأقوى، لكن لأنه الأعمق.

أكتر مرة حسيت فيها بحاجة لإجازة فورية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الإجازات_والراحة


فاكر يوم من الأيام اللي كنت فيها في عز الضغط، الشغل مكركب، والمواعيد متداخلة، والتليفون مش بيبطل رن، والناس كلها بتسأل في نفس الوقت، وكل حاجة لازم تتسلم "امبارح"! ساعتها حسيت إني خلاص وصلت لآخر نقطة في طاقتي، وكإن بطاريتي خلصت شحن.


كنت عامل مجهود جبار في الشغل لفترة طويلة، بنام بالعافية، وبصحى بدري، ومفيش وقت حتى أفكر في نفسي. جسمى بدأ يدوّخني، ودماغي مش بتفكر صح، حتى ردودي على زملائي بقت قصيرة وجافة، وده مش طبعي خالص.


اللحظة اللي حسيت فيها إني محتاج أجازة فورًا كانت لما لقيت نفسي مش قادر أفتكر آخر مرة ضحكت فيها من قلبي أو قعدت مع ولادي آكل أكل هادئه من غير ما أفكر في الإيميلات. ساعتها قلت لنفسي: "لا، كده كتير. مش هعرف أكمل ولا أدي الشغل حقه وأنا فاضي من جوه كده."


قدمت طلب أجازة كام يوم. مش كتير، بس كانوا منقذين. خرجت من القاهرة، قعدت في مكان هادي، مفيش شبكات، بس فيه نَفَس. نمت، قريت، واتكلمت مع نفسي. رجعت بعدها شاحن طاقتي، وراسي رايقة، وبقيت أعرف أشتغل وأنا مبسوط.

الدروس اللي أخدتها؟ إن الراحة مش رفاهية، دي ضرورية عشان نعرف نكمل. وإنك لما تحس إنك مش قادر، ماتستناش تقع… خد نفسك قبل ما يتكسر.


خد أجازتك وانت رافع راسك. ده حقك، مش فضل.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الثلاثاء، 27 مايو 2025

الاختلاف ... ينفي أو يفني


#شغل_سرطان 

منذ قديم الزمان، وصلت إلى العالم قدرة استطاعت أن تجعل الزرع و البشر والحيوانات يصبحون من الأسياد، وهي القدرة على إستنساخ الخلايا.

تتكامل نصف خلية مع نصف خلية أخرى، وتتشارك البصمة الوراثية المتشابهة في تركيبها والمطابقة في دلائلها، لبناء خلية واحدة كاملة. هذه الخلية الواحدة تستطيع أن تنسخ نفسها لعدد لا نهائي من المرات، وتنتج نسخًا متطابقة يمكن من خلالها بناء منظومة كاملة من المستنسخين في جسد واحد.

بناءً على تعليمات مسبقة مختومة بداخلها، تخرج الخلايا بعد عدد محدد من الاستنساخات، وتبدأ في التشكل والتخصص لتنفيذ مهام مختلفة عن بعضها، لكنها في ذاتها تمتلك نفس التطابق.

تستطيع هذه الخلية الواحدة أن تعيش لفترة طويلة جدًا من الزمن بمساعدة مستنسخيها الأوائل ثم مستنسخيهم اللاحقين، ويفرضون على كل النسخ الخلوية الأخرى نظامًا ودورًا وحتى حياة.

يستمر هذا النظام حتى تحدث بعض الانفلاتات أو الشذوذ أو الأخطاء، فتنتج خلايا لها نفس الشكل الخارجي ولكن بصفات مختلفة. فكيف تتصرف الخلية الواحدة المخضرمة ناحية هذه الخلية المختلفة؟ بالطبع، لا يوجد سوى أن تُفنى بالقتل بغرض الحفاظ على المنظومة الجسدية بلا تغير. ولكن إذا كان السلاح المستخدم لن يؤثر عليها نتيجة اختلافها، فلا حل لها إلا النفي. ولكن أين ستُنفى هذه الخلية المختلفة؟

هل ستوضع في مكب النفايات على طرف بعيد من أطراف الأعضاء، أم أنها ستُلقى في بئر سحيق لتسجن تحت طبقة من الخلايا؟ عموماً، في كلا الحالتين ستظل حية وستظل تنقسم، وستكون لنفسها جمهورًا من مستنسخيها، لكنهم سيكونون من طبقة المنفيين.

إزاي برجع طاقتي بعد يوم طويل؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الحياة_الشخصية_والمهنية


كان فيه أيام برجع فيها البيت وأنا حاسس إني "فضيت خلاص". مجهود اليوم بيبقى ضاغط، والتفاصيل بتاكل في طاقتي واحدة واحدة. بس اللي كنت دائمًا متمسك بيه، إن استنزاف الطاقة مش معناه نهاية اليوم… بالعكس، هو بداية مرحلة الراحة وإعادة الشحن.


كنت فاهم إن لازم يكون عندي روتين بيرجعلي طاقتي من غير ما أستنى يوم الأجازة أو السفر السنوي. الموضوع كان بسيط، بس فعال جدًا.


أول حاجة كنت بعملها: أفصل. يعني أول ما أدخل البيت، الموبايل بتاع الشغل بيتحط على جنب. مش لازم أرد على كل رسالة في لحظتها. دي كانت خطوة كبيرة علّمتني إن راحتي تستاهل أولوية.


تاني حاجة: الدُش السخن. مفيش حاجة بتفصلني عن تعب اليوم زي المية السخنة وهي بتغسل عني توتر المكتب والزحمة والضغط. بعدها بحس إني إنسان تاني.


تالت حاجة: وقت خاص ليا. ساعات كنت بسمع موسيقى بحبها، أو أتفرج على مسلسل خفيف، أو حتى أقعد ساكت في البلكونة. المهم يكون وقتي أنا… مفيش ضغط، مفيش مهام.


ولو كان فيه فرصة، مكالمة مع حد بحبه كانت بتعمل فرق كبير. الكلام مع ناس بيفهموني ويرتاحوا لي، كان بيرجعلي إحساسي إني بني آدم مش بس موظف.


وكمان كنت حريص إن يبقى في أكلة بحبها في اليوم ده. الأكل بيأثر على المزاج والطاقة أكتر ما الناس متخيلين.


اللي اتعلمته؟ إني مش مضطر أستنى وقت طويل عشان أرتاح. الراحة ممكن تبدأ بخطوة صغيرة، بنية واضحة، وبقرار بسيط إن "أنا أستاهل أرجّع طاقتي".


الناس اللي بتنجح مش اللي بتشتغل أكتر… هما اللي بيعرفوا إمتى يوقفوا ويهتموا بنفسهم عشان يكملوا أقوى. وانا كنت منهم… ولسه بحاول أكون.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الاثنين، 26 مايو 2025

الأسرة كائن حي ولازمله تغذية


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

الأسرة مش مجرد ناس عايشة تحت سقف واحد، دي كيان حي، بينمو، بيتأثر، بيتعب، وبيفرح. ولو سبناه من غير "تغذية"، زي أي كائن حي، هيضعف وينهار.

بس إيه هي "تغذية" الأسرة؟

مش أكل وشرب وخلاص. التغذية هنا معناها الكلام الحلو، الحضن وقت الزعل، السمع من غير مقاطعة، والتقدير من غير ما حد يطلبه.

يعني لما الأب يقول "أنا فخور بكم"، ولما الأم تلاقي كلمة "تسلم إيدك" على الأكل، ولما الأخ يطبطب على أخته وهي مضايقة... دي كلها فيتامينات للأسرة.

كمان من أهم عناصر التغذية هو "الوقت". وقت نقعد فيه سوا من غير تليفونات، نضحك، نحكي، نفتكر أيام زمان أو نحضر لخروجة بكرا سوا.

وفيه كمان "الحدود" الصحية. زي ما الأكل الزيادة بيضر، برضه القلق الزيادة أو السيطرة و الأسئلة بتخنق. لازم نعطي لبعض مساحة يتنفس فيها، من غير ما نبعد عن بعض.

وأوعى ننسى إن الدعاء لبعض، والنية الطيبة، والتسامح، دول زي الميّه اللي بترّوي الأسرة، و بتخليها دائمًا مكتملة.

لو كل فرد فينا شاف الأسرة على إنها كائن حي محتاج رعاية، هنعيش في بيت فيه دفء، و حب، و أمان... وده كنز مش بيتقدر بتمن.

أهمية التخطيط الشخصي بجانب المهني


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الحياة_الشخصية_والمهنية


لما كنت موظف، كنت دائمًا حريص إني أخطط لمستقبلي المهني… الكورسات اللي هاخدها، المهارات اللي هطوّرها، الترقيات اللي عايز أوصلها. بس اللي اكتشفته بعد وقت، إن ده مش كفاية. لأن النجاح المهني من غير تخطيط لحياتي الشخصية بيبقى ناقص، بل أوقات بيبقى مرهق ومؤذي كمان.


كنت بشتغل كويس، وبتكافأ على مجهودي، بس في المقابل… صحتي بتتأثر، علاقاتي بتتهز، وأوقاتي اللي مفروض أعيشها بقيت بتتاكل واحدة واحدة. لحد ما قررت، زي ما بعمل خطة تطوير لنفسي في الشغل، أعمل كمان خطة لحياتي أنا.


بدأت أسأل نفسي: إمتى آخر مرة خرجت من غير ما أفكر في موبايل الشغل؟ إمتى آخر مرة نمت ٨ ساعات؟ إمتى آخر مرة عملت حاجة بحبها لمجرد إني بحبها؟


التخطيط الشخصي مش رفاهية… ده أساس. يعني أخصص وقت للرياضة، وقت للهوايات، وقت للناس اللي بحبهم، وقت لنفسي حتى لو هقعد ساكت. بقيت أحط أهداف صغيرة زي ما بعمل في الشغل: الشهر ده هقرأ كتاب، الأسبوع الجاي هنقضي ويك إند من غير تليفونات، النهارده مش هاخد الشغل معايا البيت.


ولما عملت كده، العجيب إن شغلي كمان اتحسّن. بقيت أرجعله بطاقة ودماغ صاحية. بقيت أشتغل وأنا مش حاسس إني مديون لحياتي.


الدرس الكبير اللي اتعلمته؟ لو إنت مش بتخطط لحياتك الشخصية زي ما بتخطط لشغلك، يبقى أنت بتخطط إنك تندم بعدين.

النجاح الحقيقي مش إنك تكسب في الشغل وتخسر في الحياة… النجاح الحقيقي إنك تكون مرتاح، ومتزن، وبتعيش كل جوانبك بوعي.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 25 مايو 2025

بنتي آيسكريم


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

بنتي لما كبرت بقت عامله زي الآيسكريم بالظبط… بتحتاج لإهتمام عشان تفضل حلوة وجميلة. لما بشوفها زعلانه بحس أنها هتبدأ تسيح وتفقد جوهرها و طعمها الحلو.

الإهتمام ده مش بس كلام ولا دلع، ده وقت، حضن، كلمة حلوة، ونظرة بتطمنها. لما بديها ده، بتبقى أجمل وأحلى، زي الآيسكريم لما نضيف عليه شوية مكسرات مقرمشة. بيبقى لها طعم تاني، خاص، أجمل، وبتخليها مميزة عن أي آيسكريم تاني.

دي علامة إنها بتكبر، بتدخل في مرحلة تقلبات صعبة (عليها و علينا)، ومشاعرها بقت أكتر حساسية و رقة. بس اللي بيحصل ده طبيعي، لأن القلب لما يكبر، بيبقى محتاج رعاية أكتر، زي الآيسكريم بالظبط.

لما اضطريت أضحي بوقت شخصي لصالح العمل


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الحياة_الشخصية_والمهنية


في وقت من الأوقات، كنت بشتغل على مشروع مهم. مشروع كان ممكن يفتحلي باب كبير في شغلي ويخليني أثبت نفسي قدام نفسي و الإدارة. بس للأسف، المواعيد كانت ضيقة، والمطلوب كان فوق طاقة أي حد.


ساعتها كان قدامي اختيارين: يا ألتزم بساعات شغلي الرسمية وأسيب المشروع يمشي زي ما ييجي، يا أضغط على نفسي وأضحي بوقتي الشخصي علشان أحقق الهدف. اخترت إني أضحي.


كان عندي خروجة مع العيلة، أولادي مستنيني نحضر حفلة المدرسة، مراتي محضّرة نفسها. بس كل ده راح، لأنّي فضلت قاعد في المكتب.


خلص المشروع؟ أيوه. نجح؟ الحمد لله. أخدت تقدير؟ آه. بس اللي فقدته ما بيرجعش. اللحظات دي ما بتتكررش. ونظرة الزعل في عيون أولادي، كانت كفاية تخليني أعيد حساباتي.


اتعلمت الدرس: أوقات، الشغل بيغريك، يحسسك إنك لازم تدي كل حاجة. بس الحقيقة؟ الشغل له وقت… والحياة ليها حق أكبر.


أنا مش بندم على إني اجتهدت، بس بندم إني صدقت إن النجاح لازم ييجي على حساب راحتي وراحت اللي حواليّ. ومن ساعتها، بقيت بوازن. وبقيت أقول لنفسي: "لو مفيش وقت تعيش بيه، هتشتغل ليه؟"


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

السبت، 24 مايو 2025

مش ممكن أشك فيكي ... انت عربيتي


#بقايا_أفكاري 

أنا مش مجنون… بس أنا بتكلم مع نفسي كتير، خصوصًا وأنا سايق. بقول نكت بتضحكني، بشتكي من الحياة، بلعن في الزحمة، بغني بصوتي الوحش، وبعاتب الناس اللي خذلوني، و بهدد و بهد الدنيا… وكل ده في وجود شاهد واحد بس: حبيبتي ... عربيتي!

آه والله، عربيتي دي مش بس وسيلة مواصلات، دي كُشري دماغي. شايلة أسراري، ومحتملة صوتي، و كل قرفي و سقطاتي و هفواتي، ولسه ماشية معايا!

هي الوحيدة اللي بتعرف إني بشتم بصوت عالي، وبغني لعبد الحليم بصوت أم كلثوم أو فيروز. وساعات بعمل معاها حوار و قصة، و بتخيل أنها بترد عليا كمان و ممكن تتخانق معايا علشان هي أكثر حكمة مني (لأنها لفه و دائره في الشارع على طول!!).

بس والله العظيم، عمرها ما وشّت بيا… مش بتتكلم، مش بتسجل، مش بتفضح… (لحد دلوقتي!)

بس يا قلبي… ساعات بيجيلي كابوس:
بتخيل كده يوم تتحول العربية، لعربية كهرباء، بتسجيل كل اللي بعمله و بقوله. تعرف صوتي، و تعرف حركاتي و تسجل نظراتي.

 هتيجي عربيتي تقول: أصل هو كل يوم بيسرح وهو سايق، و بيقول يا رب ألاقي شنطة دولارات فيها 20 مليون و بيتمنى مي عز الدين تركب معاه!

لااااااااااااااااا!

ساعتها مش بس هتفضحني، ده أنا هتحبس بتهمة الإفراط في الفضفضة داخل وسيلة نقل!

بس طالما اليوم ده مجاش، هافضل أتكلم وأفضفض… لأنك يا عربيتي، أكتر واحدة بتسمعني من غير ما تقاطعني، وبتستحمل من غير ما تزهق، و بتنسي أسراري كل ما اقفلك.

بس لو اتكلمتي… بالله عليكي، متقوليش كل حاجه! أرجوكي ...

تأثير أوقات العمل الطويلة على علاقاتي العائلية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الحياة_الشخصية_والمهنية


وأنا موظف، كنت دائمًا من الناس اللي بتحب تشتغل كويس، تنجز، وتكون دائمًا قد المسؤولية. بس الحقيقة؟ في مرحلة من حياتي المهنية، الشغل أخدني أكتر من اللازم… وسحبني من أغلى ناس عندي.


كنت بروّح متأخر، مجهد، مش فاضل عندي طاقة حتى أتكلم. بنتي كانت بتنام قبل ما أوصل، ومراتي بدأت تحس إننا بقينا بنعيش كضيوف في نفس البيت. المكالمات مع أمي قلت، ولمّة العيلة بقت رفاهية مش ليا مكان فيها.


في البداية كنت بقول لنفسي: "ده ثمن النجاح". لكن لما شُفت نظرة الزعل في عيون اللي بحبهم، فهمت إن النجاح الحقيقي مش بس في الشغل… لكن في إن علاقتك بالناس اللي بتحبهم تفضل دايمًا قوية ومتينة.


اللي اتعلمته إن أوقات العمل الطويلة مش بس بتستنزف طاقتك، دي كمان ممكن تاخد منك حب، ودفا، وعُمر كان ممكن تعيشه في حضن عيلتك.


ومن هنا بدأت أغيّر. بقيت أرفض مواعيد ملهاش لزوم، أرتّب أولوياتي، وأقول: "النهارده هروح بدري، حتى لو في شغل ناقص." مش سهل، بس يستاهل.


لو الزمن رجع بيا، كنت هوازن من الأول. مش هسيب الشغل ياخد أكتر من حقه، ومش هخلي الناس اللي بحبهم يحسوا إنهم دايمًا في المرتبة التانية.


العيلة دي مش بس دعم… دي الأصل. واللي يضيع وقته معاهم، بيفوّت على نفسه الحياة الحقيقية.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الجمعة، 23 مايو 2025

هل كنت بحقق التوازن بين شغلي وحياتي الشخصية؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التوازن_بين_العمل_والحياة #الحياة_الشخصية_والمهنية


وأنا موظف، كنت دايمًا بسأل نفسي السؤال ده: هل فعلاً بعرف أوازن بين شغلي وحياتي؟ الإجابة؟ في أوقات آه، وفي أوقات لأ… بس اللي فرّق فعلاً هو إن دائمًا كنت واعي بأهمية التوازن ده، وده لوحده كان بيخليني أراجع نفسي كل فترة.


في الأول كنت بدي الشغل وقت ومجهود كبير، ساعات بزيادة عن اللزوم. كنت شايف إن ده الطريق الوحيد للنجاح، لكن مع الوقت بدأت أحس بإرهاق، وتقصير في حقي وفي حق بيتي وحياتي. وقتها وقفت مع نفسي، وقررت أعيد ترتيب أولوياتي.


بدأت أتعلم إمتى أقول "لأ"، وإزاي أخلص شغلي بكفاءة من غير ما أمد ساعات اليوم أكتر من اللازم. بقت عندي قاعدة: "لو أنت مش متوازن، عمرك ما هتعرف تدي بجد." وفعلاً، لما بدأت أهتم بصحتي، بعائلتي، وبوقتي الخاص، الشغل نفسه بقى أسهل، وإنتاجيتي زادت.


كنت بخطط لأسبوعي، بسيب لنفسي وقت للراحة، ومابقتش أتردد أطلب إجازة لما أحتاجها. التوازن مكنش رفاهية… كان ضرورة.


اللي اكتشفته إن التوازن مش إنك تقسم وقتك بالنص بين الشغل والبيت، لكن إنك تكون حاضر في كل لحظة. لما تبقى في شغلك، تدي من قلبك، ولما تبقى مع أهلك،تديهم من وقتك اللي يستحقوه.


والأهم؟ إن التوازن مش ثابت، بيحتاج تعديل مستمر على حسب ظروفك… بس طول ما أنت صاحي لنفسك، هتعرف تلاقي المعادلة الصح ليك.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الخميس، 22 مايو 2025

هل خُلقت لأنقذ نفسي؟



#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

أوقات كثيره بقف قدام المرايه وأسأل نفسي: هو أنا فعلاً اتخلقت علشان أنقذ نفسي؟ السؤال ده بيجيلي في لحظات الهدوء، لما الدنيا تهدئ وكل الأصوات تسكت. بحس وقتها إن السؤال مش مجرد فكرة، دا شعور بيمس أعمق نقطة في روحي.

لو فكرت فيها، هتلاقي إننا بنتولد في وسط معركة، بس المعركة دي مش مع حد بره، دي معركة جوانا، مع ضعفنا، مع خوفنا، و مع الشكوك اللي بتفضل تزن في دماغنا.

دائماً بحس إن حياتي شبه مركب صغير في بحر هايج، وكل موجة بتيجي عايزه تقلبه. بس هنا السؤال اللي بيجيلي: هل المركب ده اتعمل علشان أوصل لبر الأمان، ولا علشان أثبت إني أقدر أصمد مهما كان البحر؟

أنا شايف إننا بنتخلق وفي جوانا القدرة على النجاة، بس كمان في جوانا حاجة أكبر: إحساس إننا مش لوحدنا. يمكن فعلاً كل خطوة بناخدها عشان ننقذ نفسنا، بس برضه عشان نحمي اللي حوالينا. كل قرار صعب بنعدي فيه، كل لحظة بنقول فيها "أنا هكمل"، هي مش بس لنا، دي كمان رسالة لكل اللي حوالينا إنهم يقدروا يكملوا هما كمان.

ومع الوقت، بتلاقي نفسك بتتغير. بتفهم إن إنقاذ النفس مش مجرد صراع، لكنه رحلة مليانة لحظات صغيرة، زي لما تمد إيدك لطفل صغير بيقع، أو لما تضحي بحاجة محتاجها علشان حد محتاجها أكتر. بتحس وقتها إن إنقاذ نفسك كان البداية، لكن الرحلة نفسها أكبر من كده بكتير.

فلو سألت نفسي من تاني: هل خلقت علشان أنقذ نفسي؟ يمكن الإجابة تبقى: آه، بس مش علشاني أنا وبس، علشان أخلق من نجاتي نور ممكن حد يهتدي به لو اختار يمشي في نفس الطريق.

لما حضرت اجتماع وكان مليان مفاجآت


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


في يوم من الأيام، كان عندنا اجتماع دوري مع الإدارة العليا، وأنا كنت محضّر نفسي عادي، متوقع مناقشات روتينية زي كل مرة. بس أول ما الاجتماع بدأ، حسّيت إن الجو مش طبيعي، نظرات الناس، نبرات الكلام… فيه حاجة كبيرة جاية.


أول مفاجأة، إن المدير العام بدأ بكلمة شكر… ليا! وقال قدّام الكل إن الشغل اللي عملته في آخر مشروع كان فارق فعلًا، وإنه كان تحت الملاحظة من الإدارة من غير ما أعرف. حسيت بفخر كبير، بس ده كان لسه البداية.


المفاجأة التانية إنهم عرضوا عليا أكون مسؤول عن فريق صغير في مشروع جديد. طبعًا فرحت، بس في نفس الوقت حسيت بمسؤولية تقيلة، وبدأ دماغي يلف في التحديات اللي جاية.


والمفاجأة التالتة… إن حد من الزملاء، اللي مكنتش متخيله يفتح كلام، طلب يتكلم وقال رأيه فيا بكل وضوح: "اللي يشتغل معاه يتعلم التنظيم والالتزام." الكلمة دي فضلت ترن في وداني طول اليوم.


الاجتماع ده علّمني إنك عمرك ما تعرف مين بيراقب مجهودك، وإنك ممكن تلاقى تقديرك فجأة وانت مش متوقع. علّمني كمان إن المفاجآت مش دايمًا سلبية… ساعات بتكون دفعة للأمام، لو كنت جاهز ليها.


ومن وقتها، بقيت أحضر أي اجتماع كأني داخل ساحة معركة فيها فرص ومفاجآت… 


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 21 مايو 2025

قصة عن موقف محرج اتعلمت منه


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


في يوم من الأيام، كنت لسه موظف في أول طريقي، وعندي حماس كبير جدًا أحقق إنجازات بسرعة وأثبت نفسي. جالي تكليف من المدير أراجع تقرير مهم قبل ما يتبعت لإدارة تانية، وكنت شايف إنها فرصتي أبان فيها إني دقيق وملتزم.


راجعت التقرير، وعدّلت حاجات بسيطة، لكن بسبب استعجالي وثقتي الزيادة في نفسي، نسيت أراجع فقرة فيها أرقام كانت المفروض تتحدث. طبعًا التقرير اتبعت زي ما هو، ولما وصل للإدارة التانية، اكتشفوا الغلطة، والموضوع رجع تاني للإدارة عندنا.


المدير ناداني، وقاللي بهدوء: "أنا كنت واثق إنك هتراجع كل حاجة كويس… بس الاستعجال ساعات بيفسد الشطارة."


وقتها تضايقت من الإحراج، وحسيت إني خذلت نفسي قبل ما أكون خذلت حد تاني. بس بدل ما أنكمش وأتهرب، قررت أواجه الموقف برجولة. اعترفت بغلطتي، وطلبت أعيد المراجعة بنفسي، وفعلاً رجعت راجعت التقرير من أوله لآخره، وعدلته، واتبعت النسخة الجديدة بنفس اليوم.


اتعلمت ساعتها إن الحماس لو ما اتوازنش بالحذر، بيبقى خطر. وإن الاعتراف بالغلط مش ضعف… دي قوة. واللي يغلط ويتعلم، أقوى بكتير من اللي بيخاف يغلط فيقعد مكانه.


ومن ساعتها، بقيت دايمًا آخد وقتي في المراجعة، وأراجع الشغل كأني هقدمه باسمي أملم الناس كلها. الموقف ده علمني درس عمره ما اتنسى، وكان من أكتر اللحظات اللي شكلت شخصيتي المهنية بعد كده.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الثلاثاء، 20 مايو 2025

الأخلاق رفاهية لا يمتلكها السرطان


#شغل_سرطان  

السرطان مش مجرد مرض، ده كائن غريب بييجي من جوا الجسم نفسه، وبيبقى شايف إنه له الحق يأخذ ويستهلك ويتمدّد من غير لا إستئذان ولا إحترام لأي نظام حواليه. السرطان مش بيفرقش بين كبير وصغير، غني أو فقير، بيجي فجأة كده ويقرر إنه يعيش بأي تمن، حتى لو التمن ده حياة الجسم كله.

السرطان ماعندوش أخلاق. مايعرفش يعني إيه "كفاية كده"، مايتكسفش يأخذ أكتر من حقه، مايعرفش يضحي علشان غيره، و مايعرفش يحب.

جسم البني آدم الطبيعي، حتى لما بيكون فيه خلايا بتموت، بيموتها بنظام. يعني الخلايا اللي بتكمل دورها، بتعرف إمتى تمشي في هدوء علشان غيرها يكمّل. علشان كدا الجسم بيشتغل كفريق، كل خلية فيه لها دور، لها توقيت، و لها حدود. إنما السرطان؟ ده مش من الفريق. ده دخيل، أناني، بيعيش لنفسه وبس.

السرطان بيمدّ جذوره زي نبات طفيلي، يأكل من غير ما يزرع، يأخذ من غير ما يدي، ويموّت علشان يعيش. وده بالضبط الفرق بين الحياة اللي فيها أخلاق، والتكاثر اللي بلا ضمير.

فيه ناس تقولك "الدنيا غابة"، بس الحقيقة؟ الغابة نفسها فيها قوانين، فيها توازن، و فيها نظام. اللي مافيهوش قوانين هو السرطان.

علشان كده، لما نقول بقصد إن الأخلاق مش بس كلام حلو، الأخلاق هي اللي بتحافظ على الحياة، على النظام، و على الجمال.

الأخلاق مش رفاهية للبني آدمين، دي ضرورة عشان نعيش في أمان وسلام. لأن البديل؟ الفوضى، زي السرطان، اللي عايش لنفسه لحد ما يموّت الكل… بما فيهم هو.

فخلّي بالك، كل مرة تختار تكون إنسان محترم، متوازن، بتحس بغيرك، وبتعرف إمتى تقول "أنا كده كفاية"، إنت كده بتعيش زي خلية سليمة في مجتمع متوازن… مش زي السرطان.

دور المواقف اليومية في بناء شخصيتي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #القصص_والذكريات


وأنا موظف، مكنتش باخد كل يوم كأنه مجرد تكرار. بالعكس، كنت مؤمن إن كل يوم في الشغل بيحط طوبة جديدة في شخصيتي. مواقف بسيطة، بس تأثيرها كان كبير، ويمكن مكنتش بحس بده غير بعد ما عدّى وقت.


فاكر مثلًا أول مرة اتأخرت في تسليم مهمة، واتنبهت بشكل حازم أمام الفريق. ساعتها زعلت، بس قررت أتعلم بدل ما ألوم. الموقف ده علّمني الالتزام، والفرق بين الأعذار والحلول. ومن ساعتها، بقيت دايمًا أجهز قبل معادي، وبقيت من الناس اللي يُعتمد عليهم.


وفي مرة تانية، دخلت نقاش مع زميل اختلفنا فيه على طريقة شغل. كان ممكن نسيب الموضوع بخلاف، بس أنا قررت أكمل النقاش بهدوء واحترام، وطلعنا بأفكار أحسن. اتعلمت ساعتها إن المرونة مش ضعف، وإنك لما تسمع لغيرك بجد، ممكن نتطور سوا.


حتى الضغوط اليومية، الزحمة، الشكاوي، المهام المفاجئة… كانت بتصقل صبري، وبتختبر طاقتي. كل موقف كان بيدربني على التحكم في رد فعلي، وعلى إن دائمًا في مساحة للتصرف بحكمة، حتى لو الموقف صعب.


الجميل في المواقف اليومية إنها مش دايمًا محتاجة قرار كبير أو لحظة بطولية، ساعات مجرد تصرف بسيط بوعي بيغير نظرتك لنفسك. ولما بتكرر ده كل يوم، تلاقي نفسك بعد فترة بنيت شخصية قوية، مرنة، وعندها قدرة تشوف الفرص جوه التحديات.


اللي عرفته من الشغل… إن النجاح مش وليد الصدف، لكنه ناتج عن تفاصيل صغيرة بنتك كل يوم، من غير ما تحس.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الاثنين، 19 مايو 2025

الحدوتة مش هتتحل بالحب والكُره



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 


في ناس كتير بتفتكر إن الحب هو الحل السحري لكل مشاكل الحياة الزوجية. يعني لو فيه حب، خلاص كل حاجة هتبقى تمام. ولو الحب قل أو راح، يبقى كده الدنيا خربت. بس الحقيقة، الحياة الزوجية أعقد من كده بكتير، والحدوتة مش هتتحل لا بالحب ولا بالكُره لوحدهم.


الحب جميل وبيخلي العلاقة لها طعم، بس لو الحب موجود من غير تفاهم، احترام، وصبر، العلاقة هتفضل متوترة. زي مثلاً لو واحد بيحب زوجته بس مش قادر يسمعها أو يفهم احتياجاتها، هتحس إنها عايشة لوحدها حتى وهو معاها. والعكس صحيح، لو الزوجة بتحب جوزها بس ما عندهاش استعداد تدعمه أو تتفهم ضغوطه، هيحصل نفس الإحساس بالوحدة.


الكره أحياناً بيجي بعد مواقف كبيرة، زي خيانة، إهمال، أو حتى عدم التقدير. بس الكره لوحده مش معناه إن العلاقة لازم تنتهي. في ناس بتكره بعض لفترة بسبب تراكمات، بس لما يقعدوا ويتكلموا بجدية ويحاولوا يفهموا بعض، بيكتشفوا إن الكره ده كان مجرد غُضب عشان احتياجاتهم النفسية ما كانتش متحققه.


العقل هو اللي بيحدد طريقة التعامل مع المشاكل. لما يبقى فيه مشكلة، مهم كل طرف يسأل نفسه: "إيه اللي ممكن أعمله عشان أحسّن الموقف؟" مش "إيه اللي الطرف التاني غلط فيه؟" ولو كل واحد عمل شوية مجهود عشان يلاقي حل، هتلاقي المشاكل بتقل.


التضحية كمان عنصر أساسي. مش كل حاجة لازم تكون زي ما إحنا عايزين. ساعات كتير لازم نتنازل عشان الحياة تمشي، ومش عيب إننا نعمل كده لو ده هيحافظ على البيت والأسرة.


الحب والكره مش ثابتين، بيتغيروا على حسب الظروف والمواقف. لكن التفاهم هو اللي بيخلّي العلاقة تستمر. لما كل واحد يحاول يفهم التاني بجد، مش بس يحكم عليه، ساعتها أي حدوتة ممكن تتحل.


الحياة الزوجية رحلة طويلة، مليانة لحظات حلوة ومواقف صعبة. المهم إننا نعرف إن مشاعرنا، سواء حب أو كره، مش هي اللي بتحدد مصيرنا. اللي بيحدد المصير هو قراراتنا، وازاي بنواجه المشاكل مع بعض، بعقل وهدوء.