كان إبراهيم عليه السلام في صباه يرى أباه آزر و أهله يصنعون أصناما من الحجر و يعبدونها و هو لا يعرف هل هذه الحجاره ألهه أم لا . فلما كبر فكر في نفسه و قال : هذه الأصنام أصلها من الحجاره و أنا أعرفها و أعرف كيف تصنع . و كان يقول لنفسه كيف يصنع الإنسان ألهته ، لابد أن يكون العكس أن يصنع الله الإنسان . لابد أن أبحث عن الله الحقيقي حتى أعبده
و في ليله كان جالسا وحده يفكر من هو الله . و أين هو . و نظر إلى السماء فوجد كوكب براق و قال هذا ربي و فرح جدا و قال في نفسه إن هذا الكوكب كبير و لا يتكسر كالحجاره و لم يصنعه إنسان . و بعد فتره نظر إلى الكوكب فلم يجده و ظل يبحث عنه في السماء و لكنه إختفى . فقال لا هذا ليس ربي ، فإن ربي لا يأفل . و أنا لا أحب الأفلين
و في ليلة أخرى ، رأى القمر بازغا ، كاملا ، منيرا . فقال هذا ربي . و لكن في نهاية الليل غاب القمر . فحزن و قال لنفسه لابد أن أجد الله . و ظل حتى طلعت الشمس فقال هذه ربي ، إنها أكبر . و لما وصل الوقت للمغرب ، غابت الشمس و ضعف نورها و قلت حرارتها و أظلمت الدنيا من جديد
و جلس إبراهيم يفكر حتى وصل لفكرة أن الله هو من صنع الكوكب و صنع القمر و صنع الشمس و خلقه و خلق كل شيئ . و لما توصل إبراهيم لربه هدأ باله و إطمئن و ذهب لبيته و سأل أبوه لماذا تعبدالأصنام ، لماذا تعبد مالا يسمع و لا يبصر . يا أبتي هل تعبد الشيطان . فقال له أبوه ، يا إبراهيم هل تعبد إلاه جديدا غير إلاه أباك و أجدادك . إخرج من البيت و إلا قتلتك
فذهب إبراهيم للناس و هم جالسون يعبدون الأصنام و قال لهم لماذا تعبدوا الحجاره و هي لا تنفع ولا تضر . فقالوا له أصنام أبائنا و أجدادنا . فقال لهم إبراهيم أنتم في ضلال مبين . و أخذوا إبراهيم للملك وقال لإبراهيم ماذا يصنع ربك ، فقال ربي الذي يحي و يميت ، فقال الملك أنا أحيى و أميت ،فأنا أقتل هذا و أترك هذا . فقال له إبراهيم فإن ربي يُطلِع الشمس من المشرق فإت بها من المغرب . فصدم الملك و لم يستطع الرد . و أمر بطرد إبراهيم من القصر
فإنتظر إبراهيم حتى إنتهى الناس من التعبد للأصنام و أخذ فأس كبير و حطم كل الأصنام ماعادا أكبر صنم و علق الفأس في عنقه و تركه و ذهب . فلما إستيقذ الناس في الصباح وجدوا الأصنام ألالهه متكسره و قالوا من فعل هذا العمل الشديد . فقال الناس أمس سمعنا فتى إسمه إبراهيم يقول أنها لا تنفع و لا تضر . فأمر الملك بإحضاره و سأله هل فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم . فأشار إبراهيم للصنم الكبير و قال إسألوه فالفأس في رقبته . فقالوا له إنهم لا ينطقون فكيف نسألهم ، فقال لهم إنهم لا ينفعوكم بشئ و لا يضروكم فكيف تعبدوهم
فأمر الملك بالقبض على إبراهيم و حرقه . فجمع الناس الحطب و الخشب و أشعلوا فيها النار . و أمر الملك بجمع الناس كلها لمشاهدة إبراهيم و هو يُحرَق في نار الآلهه . و أمسك الجنود بإبراهيم و قذفوه في النار . ففرح الناس و فرح الملك و قالوا الآلهه أحرقته و إنتقمت لنفسها
و لكن الله أمر النار بألا تحرق إبراهيم و قال لها كوني بردا و سلاما على إبراهيم . فسمعت النار كلام ربها و أطاعته و لم تحرق إبراهيم . و خرج إبراهيم من النار و لم يحترق . فتعجب الناس و لم يصدقوا و قالوا نار عجيبه لم تحرق منه شيئا . و هنا نجاه الله منهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق