لم يقبل يوسف أن يسمع كلام إمرأة العزيز لأنه خاف من الله و لم يحب أن يخون سيده الذي رباه . و لكن إمرأة العزيز جعلت الملك يحبس يوسف في السجن ، فأمر العزيز بإدخال يوسف للسجن
دخل السجن مع يوسف فتيان . و في ليله ناموا و فرأى كل منهما حلما لم يعرف تفسيره . و قصوا رؤياهم على يوسف . فقال الأول أنه رأى نفسه يعصر الخمر للملك و قال الثاني أن على رأسه خبزا تأكل الطيور منه . فقصوا رؤياهم ليوسف فقال لهم أنه يستطيع أن يفسر أي حلم و هذا بفضل الله وحده . ففسر لها يوسف حلمهما و قال للأول أنه سيخرج من السجن و سيعمل عند الملك كساقي للخمر . و الأخر فإنه سيصلب و سيموت و الطيور ستأكل رأسه . و لما عرف يوسف أن الرجل الأول سيخرج من السجن قال له ، إذكر أمري للملك و ما أنا فيه من السجن ظلما و دون ذنب . و لكن يوسف نسى أن يطلب من الله و طلب من إنسان . ولما خرج الرجل من السجن نسى أن يقول ما أراده يوسف ، فبقى يوسف في السجن عدة سنين أخرى
و في ليلة رأى الملك سبع بقرات هزيله تأكل سبع بقرات سمينه مع سبع سنابل خضر و سبع سنبلات يابسات . فقام من نومه لا يفهم تأويل الرؤيا . فجمع الملك رجاله و قص عليهم الرؤيا فلم يعرف أحد تأويلها . و لكن ساقي الخمر تذكر بعد فتره أن يوسف المسجون يستطيع تأويل الأحلام . و طلب الساقي من الملك أن يرسله إلى يوسف ليقص عليه الرؤيا و يأتيه بالتفسير
فلما قص عليه الرؤيا ، قال يوسف للساقي ستأتي سبع سنوات يكثر فيها الزرع و الثمار ثم يأتي بعدها سبع سنين يقل فيها الزرع و الثمار ، فعليكم أن تزرعوا بإجتهاد و أن تتركوا القمح في سنابله للتخزين إلا ما تأكلوه ، فإذا جاءت سنوات الجفاف ، أكلتم من المخزون . ثم يأتي بعد ذلك عام رخاء بها زرع وفير فيعصر الناس فيها الخمر و يشبعون و يتمتعون
فعاد الساقي للملك و قص عليه تأويل يوسف ، فأعجب الملك بالتأويل و قال أمر جنوده أن يحضروا يوسف من السجن . فلم يقبل يوسف أن يرجع مع الجنوم إلا بإحضار النساء الائي قطعن أيديهن و يسألعن عن حقيقة ما حدث ، ليعلم أنه برئ و أنه لم يخن سيده و لم يخن الأمانه . فجمع الملك النساء و سألهن ، فقالوا حاشا لله إنه لم يفعل أي سوء و قالت إمرأة العزيز ، الآن ظهر الحق أنا التي طلبته لنفسي و لكنه رفض و إمتنع . و أنه حبس ظلما
فلما سمع الملك الكلام ، قال هاتوه لأكرمه و قال له أنت اليوم لدينا معزز و مكرم فأنت رجل ذكي و أمين . فقال له يوسف إجعلني على خزائن الدوله لأني أمين على ما تحت يدي لأصرفه في العدل و الصواب و أحفظ الباقي لأيام الشدة و الجفاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق