السبت، 18 نوفمبر 2023

قصص الأنبياء - موجه للأطفال - (12) موسى و العصى


أصبح بني إسرائيل و هم إخوة يوسف و أقاربه الذين جاءوا إلى مصر عندما كان وزيرا أغنياء و أصبح عددهم كبير جدا و صاروا يملكون أراضي واسعه ، مما جعل ملك مصر في هذا الوقت يشعر بتهديدهم له و لملكه فأمر بأخذ أراضيهم و أمر بقتل كل مولود ذكر يولد لهم و لا يبقى لهم سوى البنات

وفي هذا الوقت ولد النبي موسى ، فخافت عليه أمه كثيرا من القتل و أرادت أن تخبئه حتى لا يأخذه رجال فرعون فيقتلوه . فألهمها الله أن تصنع له صندوق من الخشب و تضعه فيه و تلقيه في نهر النيل لعل الله ينجيه من الموت . فأصبح قلبها حزين جدا على فراقه و أصبح قلبها فارغا و قالت لأخته الكبيه راقبي الصندوق و هو في الماء و إعرفي أين يذهب به التيار

و كان لفرعون فصر كبير على النيل فوصل الصندوق إلى القصر . و رأته زوجة فرعون ، و كانت زوجة فرهون مصر سيدة طيبة و رقيقة القلب و تحب الأطفال و لكنها لم يكن لها ولد ، ففرحت به كثيرا و قالت لفرعون نحن لا أولاد لنا فلنجعل هذا الطفل إبننا لنا فوافق على رأيها . و أمرت الملكه أن يأتوا بمرضعه لترضعه و لكن موسى الطفل كان يرفض المرضعات فقد حرم الله عليه المراضع

و كانت أخته الكبيره تعمل في القصر ، فقالت للملكه و لم تكن تعلم أنها أخته ، هل أدلكم على من يرضعه و يكفلونه لكم و هم له ناصحون . فوافقت الملكه . فأخذته أخته إلى أمه ففرحت به كثيرا و تقر عينها بالنظر إليه و لتعلم أن وعد الله حق

و لما كبر موسى ، أتاه الله الجسم القوي و الحكمة و التفكير السليم . و كان الناس تعامله على أنه إبن الملك و لكنه كان يعرف أنه من بني إسرائيل و كان بنوا إسرائيل يعرفونه و يعرفون قصته . و في يوم خرج موسى فوجد رجلين يتشاجران ، أحدهما من قوم فرعون و أخر من قموه بني إسرائيل . فإستغاذ به قريبه من بني إسرائيل ، فتقد موسى إلى الرجل من قوم فرعون فوكزه فمات . فندم موسى على فعلته و طلب المغفره من الله و قال يا رب لقد أنعمت عليا بقوة فلن أكون ظهيرا و لن أساعد للمجرمين

و لكنه ظل خائفا و يترقب من أن يعرف الناس أنه قاتل الرجل فيقبض عليه الفرعون و يقتله . فلم يرجع للقصر و إختفى في المدينة . و في يوم رأى قريبه الذي حماه في السابق يتشاجر مع رجل آخر ، فإستغاذ بموسى . و لما ذهب موسى لنجدته قال له الرجل أتريد أن تقتلني كما قتل من قبل ، أتريد أن تكون جبارا في الأرض و لا تكون من المصلحين

و عندئذ عرف الناس بما فعله موسى فإشتد خوفه فجاءه رجل من مكان بعيد و قال له : يا موسى إن الناس أجمعوا أن يقتلوم فإخرج من المدينة و إسمع نصيحتي و لا تبق هنا . خرج موسى هاربا من مصر إلى الصحراء حتى وصل لمدينة مدين فجلس بجانب البئر ليستريح . فوجد الناس يشربون و يسقون أغنامهم و وجد فتاتين ترعيان الغنم و قد وقفتا بعيدا عن الماء و الرجال يتزاحمون على الماء . فقال لهم لماذا لا تسقيان أغنامكم ، فقالوا لا نسقى وسط الزحام و أبونا شيخا كبير . فسقا لهم الأغنام و ذهب ليستريح في الظل و دعا الله أن يرزقه الخير

وبعد فتره جاءته إحدر الفتاتين تمشي بإستحياء و قالت له إن أباها يدعوه ليجزيك أجر ما سقيت .فذهب معها إلى والدها فسأله عن قصته و عن سبب مجيئه لأرض مدين ، فأخبره موسى بقصته . فقال له الرجل لا تخف لقد نجوت من القوم الظالمين . و قالت بنت منهما إنه شاب قوي و أمين فيا أبت إستأجره ، غن خير من إستأجرت القوي الأمين . و قال له الشيخ الكبير إني أريد أن أزوجك إحدى إبنتيفي مقابل أن تعمل عندي مدة ثماني سنوات فإن أتممتهم عشر سنوات فهذا فضل منك . و لن أتعبك في العمل و لن أشق عليك و ستجدني من الصالحين . فوافق موسى على المدتين و قال للشيخ الله على ما نقول وكيل

و بعد مرور عشر سنوات أخذ زوجته و سار عائدا إلى مصر و في طريقه وصل إلى جبل الطور في سيناء فرأى نارا فقال لزوجته إمكثي هنا فسأذهب إلى النار لأعرف الأخبار و أحضر قطعة منها لنتدفأ . فلما وصل للنار سمع صوتا ينادي عليه من الجانب الأيمن في البقعة المباركه من الشجره و يقول يا موسى إني أنا ربك فإخلع نعليك إنك بالوادي المقدس و أنا إخترتك فإستمع لما يوحى إليك إنني أنا الله لا إله إلا أنا فأعبدني و أقم الصاتة لذكري . و يا موسى ما تلك التي في يمينك ، فقال هذه عصاي أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى . فقال ألقها يا موسى ، فألقاها فإهتزت بقوة و شعر موسى بخوف شديد و تركها و جرى و رأها فتحولت ليحة تسعى . و قال خذها يا موسى و لا تخف فإنك من الأمنين فتحولت الحية إلى عصا مرة أخرى . و سمع الصوت يقول له أدخل يدك في جيبك فتخرج بيضاء تلمع في الظلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق