#شغل_سرطان
فيه حاجات في الدنيا ماينفعش نلعب بيها، وأكتر حاجة مش مسموح فيها التلاعب هي الأرقام اللي ورا أبحاث السرطان.
لأن دي مش أرقام في تقرير والسلام، دي أرواح ناس، وحياة كاملة ممكن تتغير على أساس رقم طالع من معمل أو دراسة، وعشان كده أبحاث السرطان بتتراجع وتتراجع وتتراجع قبل ما تطلع. وبتكون تحت إشراف جمعيات دولية ومؤسسات محترمة، وفرق علمية بتشتغل بمعايير صارمة، لأن أقل غلطة ممكن تأخر علاج أو تضيّع فرصة على مريض.
و قبل ما تتضايق من الأرقام والتقارير اللي بنشوفها عن السرطان، اسأل نفسك سؤال بسيط: لو ماكنّاش عرفنا الأرقام دي… كنا هنعرف نعالج؟ الجواب ببساطة: لأ.
الأبحاث اللي شغالة على السرطان مش رفاهية، مش ناس قاعدة بتكتب في ورق وتقارير علشان ترقية، ولا علشان جائزة، دي ناس بتدوّر في المجهول، بتحاول تفهم الخلايا دي بتفكر إزاي، بتحسب كل حاجة: نسبة الاستجابة للعلاج، سن المريض، نوع الورم، مرحلة الانتشار، علشان في الآخر نقدر نوصل لحاجة اسمها خطة علاج ناجحة.
الدواء اللي وصل للعيان النهاردة، كان زمان فكرة في عقل باحث، وفضل يمشي وراها خطوة بخطوة، ويجرب، ويغلط، ويعدّل، لحد ما وصلت جرعة صغيرة تموت ورم كبير.
ولو ماكنّاش عارفين الأرقام، مكانّاش هنفهم إيه أنواع السرطان اللي بتنتشر بسرعة، ومين أكتر ناس معرضه، وإزاي نكتشفه بدري، ولا حتى هنقدر نقول إن العلاج ده نجح مع ٧٠٪ من الحالات.
يعني باختصار: الأرقام أمل، مش مجرد كلام وخلاص، و وراء كل رقم حكايه، و الأهم وراء كل خطة علاج شهيد في المعركة، في ناس فقدت حياتها وهما بيأخذوا أدوية وطرق علاج لسه تحت التجربة.
عشان غيرهم يعيش، عشان نعرف الجرعة المظبوطة، والعلاج اللي ينفع مع الحالة دي وماينفعش مع التانية، الناس دي مش بس ساعدونا نفهم، دول اللي مهدوا السكه للعلاج اللي بينقذ آلاف النهاردة.
علشان كدا الأمانة في نقل أرقام علاج السرطان هي السبب الأول دلوقتي في إنقاذ حياة ناس كثيره.
و يبقى الأمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق