#شغل_سرطان
السرطان مش مجرد مرض، لأ… السرطان كائن، كأنك بتتكلم عن حد له عقل وطموح وعنده طاقة ما تخلصش. كائن بيعرف يتعلم، وبيفهم جسم الإنسان كويس جدًا. لما بينزل معركة جوه الجسم، ما بينزلش كده وخلاص، بينزل دارس وعارف وبيجرب وبيتعلم من كل غلطة.
هو مش أول مرة يغلط، بالعكس، بيغلط كتير. بس كل غلطة بالنسباله درس، وكل خسارة بالنسباله تجربة. ممكن تلاقيه أول ما يدخل خلية، بيتصرف بعشوائية، بس مع الوقت بيتعلم يوصل للدم، يوصل للغذاء، يهرب من المناعة، يبعت إشارات، يكسب أرض، ويكوّن شبكة.
السرطان ده كأنه مقاول، أو حتى مهندس شرير. يعرف يفتح طرق جديدة، ويخلي الخلايا التانية تخدمه غصب عنها، ويقنع الجسم إنه يساعده من غير ما يحس. يسرق الأكسچين، يسرق الغذاء، ويبني مملكته جوا جسمك.
بس…
كل ده ليه حدود.
السرطان مهما كان شاطر، عنده سقف. سقف ما يقدرش يعديه. هو مش خالد، ومش عبقري مطلق. فيه حاجات ما يعرفهاش، وحاجات لسه مش قادر يتخطاها. زي مثلًا لما الجسم يبدأ يتكاتف عليه، أو لما العقل البشري بعلمه وذكاءه يسبقه بخطوة. أو حتى لما خلية واحدة جوا الجسم تقرر ما تستسلمش، وتبعت نداء استغاثة لباقي الخلايا.
الحدود دي هي اللي بتخلّي كل لحظة مقاومة جوا جسم مريض، لحظة عظيمة. كل دواء، كل خلية مناعية، كل لحظة أمل… هي حدود السرطان.
فالسرطان آه، كائن بيعرف يشتغل، يتعلم، يراوغ، يكسب، ويخدع. بس طول ما لسه فيه عقل بيفكر، وقلب بيحب، وجسم بيقاوم، هيفضل له حدود.
وإحنا دورنا نحافظ على الحدود دي، ونزقها لقدام… لحد ما يبقى السرطان، كائن فاشل.
و يبقى الأمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق