السبت، 12 يوليو 2025

سلام وسط الأغنام


#بقايا_أفكاري 

كنت دائماً بحلم أكون راعي غنم. الفكرة دي كانت بتشدني من وأنا صغير، يمكن عشان كنت بشوف في الراعي ده الراحة والسلام اللي بيعيش فيهم. 

بعيدا عن دوشة الحياة، الناس، والضغوط اللي مالهاش نهاية. الراعي بيمشي وسط الطبيعة، وسط الجبال والأرض الخضراء، والهواء النقي، هو و الأغنام بتاعته بس، محدش بيعكر مزاجه ولا بيطلب منه حاجة، غير بس إنه يهتم بهم ويشوف مصالحهم.

ببص للراعي وبقول لنفسي، الراجل ده أكيد بيلاقي في البساطة دي سعادة مش موجودة عند حد تاني. صح، يمكن حياته مش مترفهه، ومش بيكسب فلوس كتير، بس الراحة النفسية دي مستحيل تشتريها بفلوس. يمكن غنمه بتكون صديقه له، بتفهمه من غير كلام، بتسمع صوته وبتحس بيه.

فكرة الراعي كمان بتخليني أفكر في قد إيه إحنا بنحتاج نكون مسئولين. الراعي مسئول عن كل غنمة عنده، كل واحد منهم هو مصدر رزقه وأمانه. زي ما الواحد في شغله، لازم يكون فاهم أهمية كل تفصيلة، كل حاجة صغيرة لها وزنها. الراعي ماينفعش يغفل عن غنمته للحظة، ولو سابها هتضيع. نفس الكلام في الحياة، التفاصيل الصغيرة اللي بنغفلها ممكن تكون السبب في نجاحنا أو فشلنا.

يمكن الرعي مش شغلانة مثالية لناس كتير، ويمكن ناس تشوف إنها بدائية أو بسيطة، لكن في الحقيقة فيها معاني كبيرة. المعاني دي هي اللي بنفقدها وسط زحمة التكنولوجيا والشغل والمنافسة. يمكن لو كنا أقرب للطبيعة والبساطة، كانت حياتنا هتكون أهدئ، زي حياة الراعي اللي بيلاقي سلامه وسط أغنامه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق