سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الذكريات_والمناسبات_في_العمل #اللحظات_الإنسانية
في شغلنا، بنواجه مواقف صعبة كتير، لكن في مواقف معينة بتبقى مش بس صعبة، كمان بتخليك تشوف الدنيا من زاوية تانية. فاكر مرة واجهت مريضة صغيره كانت في حالة صعبة جدًا، وكانت اللحظة دي مليانة مشاعر مختلطة.
كانت المريض شابة في أوائل العشرينات من عمرها، كانت بتواجه حالة صحية معقدة وكانت بتحارب مرض خطير. المريضة كان واضح عليها الإحباط، مش بس من المرض، لكن كمان من الوضع النفسي اللي هي فيه. كانت مش قادره تتخيل إنه في يوم من الأيام هترجع لحياتها الطبيعية.
لما دخلت عليها في غرفتها، كانت بتبكي بهدوء، وكان واضح إنها فقدت الأمل. حاولت أطمنها وأقول لها إن المرض ده له علاج، وإنه ممكن تتحسن لو تابعت العلاج بشكل منتظم. لكنها كانت حاسه إن كلامي ملوش قيمة، وكانت بتقول لي: "إزاي هأتحسن؟ كل يوم بيمر عليا بيبقى أسوأ من اليوم اللي قبله."
بصيت لها، وبدون ما أفكر، قلت: "أنا مش هقولك إن كل حاجة هتكون سهلة، بس هقولك إننا هنا معاك، هنساعدك ونمشي معاك خطوة بخطوة." الكلمة دي حسستها إنها مش لوحدها، وإن في ناس هتكون معاها في كل لحظة، مهما كانت صعبة. بعد فترة، بدأت تتجاوب بشكل أريح، وبقيت أشوف فيها بصيص أمل صغير.
بعد كام أسبوع، بدأت تتحسن بشكل ملحوظ، ورجعت شوفتها في المستشفى في حالة نفسية أفضل. كانت مبتسمه وقالت لي: "مفيش حاجة في الدنيا تقدر تخليني أنسى إنك كنت معايا في أسوأ لحظاتي." الكلمة دي كانت بالنسبة لي أغلى من أي شكر، لأنها كانت علامة على إن الكلام الصادق والدعم البسيط في وقت صعب ممكن يكون ليه تأثير عظيم.
المواقف الإنسانية دي بتعلمك إن مع العلاج بنحتاج نقدم دعم نفسي وكلمات تشجيع لناس في أصعب لحظاتهم. اللحظات دي بتثبت إن الإنسان أقوى لما يكون محاط بحد يؤمن به ويسانده.
المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/
و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar
و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق