الأحد، 6 أبريل 2025

بابا.. انت حبيت كام بنت في حياتك؟


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

السؤال ده اتوجهلي من ابني ببراءة و هو ماشي في الشارع معايا. بصيتله و مسكت أيده و ضغط عليها و قولتله: أيوا بقى! و غمزتله ...

جه في بالي علطول أن السؤال ده بسيط لكنه مش سهل، لأنه بيحط الأب في موقف حساس بين الصراحة والتربية، بين الذكريات والقيم اللي عايز يزرعها في ولاده. 

الطفل لما بيسأل السؤال ده مش بيكون هدفه إنه يحاسبك، هو بس بيحاول يفهم الحب من خلالك، وبيشوفك كمصدر للمعرفة والتجربة. فإزاي تجاوب بشكل صادق، وفي نفس الوقت تدي درس مفيد من غير ما تدخل في تفاصيل مش مناسبة؟

الحقيقة إن الأطفال عندهم ذكاء فطري، وعارفين إن الحياة مش لونها أبيض وأسود، وإن أي حد قبل ما يتجوز أكيد مر بتجارب، سواء كانت إعجاب أو ارتباط أو حتى حب حقيقي. 

فبدل ما ترد بإنكار أو بالمثالية المفرطة، ممكن تشرح لهم ببساطة إن الإنسان في مراحل حياته بيقابل ناس كتير، وكل تجربة بتعلمه حاجة جديدة، لكن المهم هو ازاي نعرف نفرق بين الإعجاب اللحظي، والمشاعر الحقيقية، والقرار اللي بيتبني على العشرة والتفاهم.

لما ابنك يسل السؤال دع فهو مش مستني رقم، هو مستني يفهم فكرة الحب بشكل عام، وإزاي بيحصل، وإزاي بنختار شريك لحياتنا. 

ممكن تجاوبه بحاجة زي: "أكيد قابلت ناس حسيت ناحيتهم بمشاعر، بس الحب الحقيقي مش مجرد إحساس لحظي، ده اختيار وعشرة واحترام. 

والمهم إن كل اللي فات كان خطوة علشان ألاقي شريكة حياتي الحقيقية." كده أنت مشيت بين الصراحة والحكمة، وما وقعتش في فخ الحكايات اللي ممكن تدي انطباع مش مناسب.

كمان لازم توضح إن اختيار شريك الحياة مش مجرد قصة رومانسية، لكنه قرار ناضج بييجي بعد ما الواحد يفهم نفسه ويعرف هو محتاج إيه في الشخص اللي هيكمل معاه المشوار. ودي فرصة إنك توضح لابنك أو بنتك إن العلاقات مش مجرد مغامرات أو أرقام، لكنها تجارب بنتعلم منها عشان نوصل للاختيار الصح.

السؤال ده، رغم بساطته، أنا اعتبرتها فرصة ذهبية عشان أعلم ولادي معنى الحب الحقيقي، بعيد عن الصورة اللي بيرسمها لهم الإعلام والأفلام. أعلمهم إن الحب مش بس مشاعر، لكنه التزام واحترام وعشرة حقيقية. 

ودايماً خلي عندك حكمة إنك تجاوب بصدق من غير ما تدخل في تفاصيل مش هتفيدهم، ومن غير ما تديهم صورة مثالية بعيدة عن الواقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق