الأحد، 13 أبريل 2025

خبرات لسن الشيخوخة


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

من الحاجات المهمة اللي لازم نعلمها لأولادنا من وهما صغيرين، هي إزاي يتعاملوا باحترام وحب مع الكبار في السن، الناس اللي جسمهم بقى ضعيف و مريض.

في المجتمعات اللي بتركز على المادة، بيكبر الولاد على إن كل واحد يخدم نفسه، ويعيش لوحده، ويبقى مستقل تمامًا عن أهله. إنما في المجتمعات المحافظة، الولاد بيفضلوا عايشين مع أهاليهم، وحتى لو اتجوزوا وعملوا أسر، بيفضلوا قريبين من أهلهم علشان يكونوا جنبهم وقت ما يحتاجوهم.

في المجتمعات دي، الجد الكبير بيبقى رمز للعيلة كلها. بنشوفه بعكازه، وضهره اللي بقى منحني، وسمعه اللي ضعف، ولحيته البيضا، ونظارته القديمة التقيلة... العيلة كلها بتحلق حواليه وبتديله احترام كبير. 

لكن في المجتمعات المادية، الراجل ده غالبًا بيروح دار مسنين، وبيتم تقييمه الأول على أساس حالته. أول تقييم بيبص على حاجات أساسية بيعملها لوحده ولا محتاج فيها حد، زي يدخل الحمام، يأكل، يلبس، يستحمى، يقوم من السرير أو الكرسي، يهتم بشكله، ويمشي. لو محتاج مساعدة في أي حاجة من دول، بيعتبروا إنه مش مستقل جسديًا.

بعد كده بيقيموا قدرته على مهام أكتر تعقيد، زي يشتري حاجته، يطبخ، ينضف بيته، يغسل هدومه، ياخد دوائه في معاده، يستخدم التليفون، يسافر، ويتعامل بالفلوس. لو مش قادر يعمل حاجة من دول، بيقولوا إنه مش آمن يعيش لوحده.

الحقيقة إن معظم أجدادنا مش بيقدروا يعملوا كل الحاجات دي، بيكون عندهم ضعف في حاجات أساسية، وضعف أكتر في الحاجات المتقدمة. بس في مجتمعاتنا المحافظة، ده عمره ما كان مشكلة، لأن دايمًا في حد من العيلة جنبهم.

ولما نربي أولادنا من وهم صغيرين على حب ورعاية أجدادهم، ونغرس فيهم إن الكبار دول رموز للعيلة، بنكون بنجهز جيل عنده خبرة في التعامل مع الشيخوخة، وبيفهم يعني إيه ترابط وتعاون، وساعتها المجتمع نفسه بيبقى قادر يحافظ على كيانه وإنسانيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق