السبت، 5 أبريل 2025

قلب شجرة


#بقايا_أفكاري 

في طرف الغابة، كانت فيه شجرة كبيرة، جزعها تقيل وفروعها ممدودة للسماء، عاشت سنين بتشوف الطيور تيجي وتطير… لكن عمرها ما تعلّقت بحد، لحد ما جات "هي"… عصفورة صغيرة، صوتها حلو وبتحب تغني، وكانت كل يوم تيجي وتقعد على فرع من فروعها، تغنّي، وتتكلم، وتضحك.

الشجرة حبتها من غير ما تقول. كانت كل ورقة فيها بتهز من الفرح وهي على فروعها.
بس في يوم… العصفورة ما جتش. ولا تاني يوم. ولا اللي بعده.

الشجرة استنتها بالأيام… أوراقها وقعت واحدة واحدة، مش من الخريف، من الزعل.

وبعد كام أسبوع، رجعت العصفورة، عينيها فيها خجل، وريشها متبهدل.

قالت:
– "أنا عارفة إني بعدت من غير ما أقول، وعارفة إنك كنتي مستنياني… بس أنا خفت. خفت أحبك قوي، وأتعود، وابقى ضعيفة… فهربت."

الشجرة ما اتكلمتش في الأول… بس بعدها، اتكلمت بلُغة النسيم:

– "أنا ما زعلتش إنك طرتي… الطيور عمرها ما بتتربط. بس اللي وجعني… إنك خفتِ من حبي. خفتِ من حضني، رغم إني كنت أمانك."

العصفورة نزلت راسها وقالت:
– "أنا جرحتك…"

الشجرة ردت:
– "آه… بس سكينة القلب مبتدبحش. أنا قلبي اتفتحلك، ومهما طرتي ورجعتي، قلبي مش هيقفل فـ وشك… بس المرة دي، لو هتقعدي، اقعدي بحب مش بخوف."

العصفورة دمعت وقالت:
– "أنا عايزة أقعد… وأغني… وأداوي اللي كسرته."

فردت الشجرة فرعها، وقالت بهدوء:
– "غني… والريح هيحمل صوتك لقلبي."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق