الثلاثاء، 15 أبريل 2025

حكاية الجرعة اللي ما بين الحياة والموت


#شغل_سرطان 

في معركة السرطان، الدواء هو السلاح... بس يا ترى السلاح ده بيصيب العدو بس؟ ولا ممكن يغلط ويصيب صاحبه؟

لما الدكتور يكتب جرعة علاج كيماوي، بيبقى واقف في معادلة صعبة جدًا: "أقتل السرطان... بس من غير ما أموت الإنسان."

الجرعة هنا هي البطل الحقيقي. لو كانت ضعيفة، السرطان يكمل وينتشر، وياخد فرصته يعيش أكتر من المريض. ولو كانت قوية زيادة عن اللزوم، جسم المريض ممكن ما يتحملهاش، وتبقى هي سبب الوجع الأكبر، وساعات... سبب النهاية.

الخلايا السرطانية عنيدة، بتجري وتتقسم بسرعة، وعشان كده لازم دوى قوي يطاردها ويكسرها. بس المشكلة إن في خلايا تانية في الجسم شبهها في السرعة، زي خلايا الشعر، الجهاز الهضمي، ونخاع العظم. الدواء لما يشتغل، مابيعرفش يفرّق كتير، بيضرب الكل.

وعشان كده بقى لازم التوازن. جرعة تقتل السرطان من غير ما تكسر المريض. جرعة تخلّي العلاج يشتغل، وفي نفس الوقت تدي الجسم فرصة يقاوم ويقوم.

الناس ساعات تقول: "ما تخلّيها جرعة أكبر ونخلص!"

لكن الحقيقة إن السرطان مش معركة سريعة... دي حرب طويلة النفس. و لو فرّغنا كل الدبابات من أول طلقة، هنبقى بلا سلاح وقت ما نحتاجه أكتر.

العلماء بيقعدوا يدرسوا سنين عشان يوصلوا لجرعة اسمها "الجرعة المثالية": نقضي على أكبر عدد من الخلايا السرطانية، و تسبب أقل أذى ممكن للخلايا السليمة.

ومش بس كده... كل مريض بيختلف. اللي جسمه قوي مش زي اللي عنده مشاكل، و اللي طفل مش زي الكبير،
واللي عنده نوع معين من السرطان غير اللي عنده نوع تاني.

المعادلة صعبة... بس العلم شغال، و التوازن ده هو مفتاح الشفاء. فمرة تانية، ما تخافش من الدواء، لكن احترم الجرعة. لأنها مش رقم... هي الخط الرفيع اللي ما بين النجاة والهلاك. و الحكمة... إنها تقتل السرطان، وتسيب الإنسان يكمّل حياته.

 و يبقى الأمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق