#إدارة_نباتية
عارف لما تبص لشجرة كبيرة، واقفة بصلابة من سنين، جذعها مشقق وأوراقها بتتهز مع الهوا؟ ممكن تقول دي شجرة كبيرة، مالهاش مشاعر، مالهاش عينين تبصلك أو حتى تحس بك، بس الحقيقة؟ الشجرة دي فيها كل الروح.
الشجرة ماعندهاش عينين تكحلها، بس عندها فروع تمد لك ظل، وتطبطب على تعبك من غير ما تنطق. ماعندهاش ودان، بس بتسمع همسك وانت قاعد تحتها زعلان. ماعندهاش قلب، بس بتحس وتديك أكتر ما بتاخد. الشجرة عمرها ما طلبت حاجة، بالعكس، بتدي: هوا، ظل سكر، وزينة في منظرها.
واحنا؟ إحنا ساعات بندوّر على الجمال في تفاصيل سطحية. بندوّر على الكُحل في العيون، وعلى الشكل الحلو الممشوق، وننسى إن فيه حاجات جمالها في عطائها، في سكونها، في وجودها اللي بيطمنك.
الشجرة مش محتاجة كحل علشان تبقى حلوة، هي حلوة بطبعها، بصبرها، بثباتها. الناس اللي زي الأشجار قليلين، بس موجودين. الناس اللي ساكتة بس سند وقت ما تحتاج، اللي واقفين دائمًا حتى لو مافيش مقابل، اللي وجودهم نعمة مش واخدة ضوء كفاية. لو عندك في حياتك حد بالشكل ده، حافظ عليه، زي ما بنزرع شجرة ونرعاها.
الجمال ده مش محتاج كحل علشان يبان و لا علشان يتحب. الجمال مش دايمًا في العين، الجمال الحقيقي بيطلع من الجذور، من الأصل، و من العطاء اللي مابيخلصش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق