الثلاثاء، 4 مارس 2025

السرطان لص لا يصوم


#شغل_سرطان 

السرطان أشبه بلص جشع، يدخل الجسد متخفيًا، يسرق بلا توقف، ولا يشبع مهما أخذ. لا ينتظر إذنًا، لا يراعي نقصًا، ولا يتأثر بجوع أو عطش. الجسم قد يصوم، الخلايا الطبيعية قد تتكيف، تعيد ترتيب استهلاكها للطاقة، تحتمل الجوع وتحافظ على توازنها. لكن السرطان؟ لا يعرف شيئًا عن التوازن.

الخلايا السرطانية تعيش بمنطق النهب، تستولي على الغذاء حتى لو الجسم منهك، تسرق بلا رحمة، وتترك الأنسجة السليمة تعاني. حتى لو قلت مصادر التغذية، تبتكر طرقًا جديدة للحصول على ما تحتاجه، وكأنها لا تعرف الاكتفاء. هي خلايا فقدت إحساسها بدورها، لا تعرف متى تتوقف، لا تموت في وقتها الطبيعي، ولا تستجيب لأي إشارات تحذير.

في الجسم السليم، كل خلية عندها وظيفة، عندها دورة حياة، تعمل بقدر الحاجة ثم تتوقف. أما السرطان، فهو طفيلي متمرد، لا يعمل لصالح الجسد، بل لحسابه الخاص. يستمر في التضاعف وكأنه يريد السيطرة على كل شيء، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الجسد بالكامل.

الصيام يعلمنا التحكم في رغباتنا، يعلمنا كيف نوقف رغبتنا في الأكل، في الراحة، في الاستهلاك بلا تفكير. لكن السرطان لا يصوم، لأنه لا يفهم معنى التحكم، ولا يعرف معنى الاكتفاء. هو جوع مستمر، رغبة لا تهدأ، ولص لا يشبع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق