الأربعاء، 15 يناير 2025

الجوع المخفي بين الزرع و الإدارة


#إدارة_نباتية 


في عالم الزراعة، ممكن تبقى شايف الأرض قدامك خضرا وبتطرح زرع كويس، وكل حاجة من برة تبان إنها تمام، لكن الحقيقة ساعات بيكون فيه "جوع مخفي" ما حدش بياخد باله منه. الزرعة، زيها زي الإنسان، بتحتاج غذاء متوازن عشان تفضل صحية وتنتج بشكل كويس. الجوع المخفي هو لما الزرعة مش بتحصل على كل العناصر اللي محتاجاها، بس بنسب صغيرة مش باينة على طول، وبالتالي الإنتاجية والجودة بتتأثر على المدى الطويل. تعالوا نشوف الموضوع ده من وجهة نظر إدارية.


فيه فرق كبير بين الجوع الواضح، اللي هو لما تلاقي ورق الزرع بيصفر أو النبات بيموت، وبين الجوع المخفي اللي ممكن يبقى تأثيره على الزرعة بيظهر ببطء. زي ما أي إدارة في مؤسسة مش بتلاحظ بسرعة أي خلل صغير في الإنتاجية أو الأداء، المزارع ممكن ما ياخدش باله من النقص الصغير في العناصر الغذائية اللي الزرعة محتاجاها.


لما الإدارة في أي مشروع ما بتاخدش بالها من التفاصيل الصغيرة، زي المشاكل اللي ممكن تكون مش واضحة قوي في البداية، ده ممكن يتسبب في خسائر كبيرة بعدين. نفس الشيء مع الزرعة؛ لما ما تلاقيش العناصر الغذائية الكافية، إنتاجها بيقل وتبقى عرضة للأمراض. ممكن الإنتاج يقل بنسبة كبيرة، رغم إن المزارع شايف إن كل حاجة ماشية كويس.


زي ما الإدارة الناجحة لازم تبقى دايمًا متابعة للأداء وتعمل تقييم مستمر، المزارع برضه لازم يبقى دايمًا بيحلل حالة الزرعة. في الإدارة، بنعمل حاجة اسمها "تقييم الأداء"، وده بالظبط اللي محتاج يعمله المزارع باستخدام تحاليل التربة والفحص الدوري للنبات. عشان الجوع المخفي ده بيبان في التفاصيل الصغيرة اللي ممكن ما تكونش واضحة في البداية.


في الإدارة، دايمًا بنقول إن الوقاية بتقلل من المشاكل على المدى الطويل. لو إدارة المؤسسة أو الشركة كانت دايمًا بتحلل وتراجع كل شيء باستمرار، هتقدر تتفادى المشاكل قبل ما تكبر. المزارع برضه لو دايمًا بيراقب الزرعة وبيعمل تحاليل التربة ويستخدم أسمدة متوازنة، هيقدر يتجنب الجوع المخفي قبل ما يضر بالإنتاج.


اتخاذ القرار في الوقت المناسب بيفرق كتير. لو الإدارة ما خدتش بالها من مشكلة صغيرة زي انخفاض المبيعات أو تراجع الجودة، الموضوع هيكبر ويبقى صعب السيطرة عليه بعدين. نفس الفكرة مع الزرعة؛ لو ما اتخذتش الإجراءات في الوقت المناسب، زي تزويد العناصر اللي ناقصة في التربة، هتلاقي نفسك بعد فترة واقف قدام مشكلة كبيرة ما كانتش متوقعة.


الجوع المخفي في الزرعة هو مثال حي على إزاي التفاصيل الصغيرة اللي ممكن تكون مش واضحة من البداية، بتأثر بشكل كبير على النتيجة النهائية. من وجهة نظر إدارية، لازم يكون فيه دايمًا مراقبة مستمرة وتقييم للأداء، سواء في المؤسسات أو في الحقول. الحلول الوقائية والمتابعة الدقيقة بتساعد في تحسين النتائج وتجنب الكوارث اللي ممكن تحصل لو تجاهلنا العلامات الصغيرة.


لما اخترت شغلي على أساس الشغف مش الفلوس


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

في وقت من الأوقات، كان عندي اختيارين قدامي: شغلانة بمرتب كبير، بس مش شايف نفسي فيها، وشغلانة تانية مرتبها أقل، لكن بتعبر عن شغفي وحلمي. القرار مكانش سهل أبدًا، خصوصًا لما حواليّ كانوا بيشجعوني أختار الشغلانة اللي فيها الفلوس أكتر. كانوا بيقولوا لي: "دي فرصة مش هتتعوض، الفلوس هتغير حياتك."

لكن جوايا كنت حاسس إن الفلوس لوحدها مش كفاية. سألت نفسي: "هل هقدر أصحى كل يوم أروح الشغل وأنا مبسوط؟ هل هكون قادر أستمر لو مفيش حب للحاجة اللي بعملها؟" الإجابة كانت واضحة بالنسبة لي.

اخترت الشغل اللي بيعبر عن شغفي، رغم إن المرتب كان أقل. أول فترة كانت مليانة صعوبات، خصوصًا لما كنت بلاقي نفسي محتاج أضحي بحاجات مادية. بس مع الوقت، اكتشفت إن الشغف اللي عندي خلاني أبدع وأتعلم بسرعة، وده فتح لي أبواب تانية ما كنتش أتخيلها.

الشغف هو اللي بيخلينا نصبر على تعب الشغل وضغوطه. بيخلينا نحس إن اللي بنعمله له معنى، وإننا بنضيف قيمة مش مجرد بنعدي الأيام. في الآخر، النجاح مش بيجي من الفلوس لوحدها، لكنه بيجي لما تشتغل على حاجة بتحبها.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الثلاثاء، 14 يناير 2025

سرطان ثدي واحد غير مجرى التاريخ


#شغل_سرطان 

ديموسيدس كان طبيب يوناني بسيط لكنه مشهور بمهارته. بعد ما الفرس احتلوا أثينا، أسروا ديموسيدس وأخدوه للبلاط الفارسي عشان يبقى الطبيب الشخصي للملك داريوس الأول.

الملكة أتوسا، مرات داريوس، كانت مش بس زوجة ملك، دي كمان كانت شخصية قوية ومؤثرة في السياسة. في وقت ما، اكتشفت إنها عندها ورم في صدرها، غالباً كان سرطان. وقتها الطب كان بسيط جداً، والعلاج كان بدائي ومش فعال. لكن ديموسيدس كان عنده شوية خبرة طبية متقدمة بالنسبة لوقتهم. قدر بمهارته يعالج الورم اللي في صدرها وينقذ حياتها.

بعد ما خفت، أتوسا ما اكتفتش إنها تبقى كويسة وخلاص، دي بقت معجبة جداً بديموسيدس وبشغله. في روايات بتقول إنها شجعت جوزها داريوس إنه يغزو اليونان، مش بس لتوسيع الإمبراطورية، لكن كمان رد جميل للطبيب اليوناني اللي عالجها، وكأنها عايزة تنتقم لأثينا اللي اتدمرت.

القصة دي بتبين قد إيه حاجة بسيطة زي علاج سرطان ممكن تأثر على قرارات سياسية ضخمة. ديموسيدس، من غير ما يقصد، غير مجرى التاريخ بعلاجه للملكة، والسرطان بتاعها كان جزء من القصة اللي خلت الأحداث دي تحصل.

يمكن التفاصيل مش كلها دقيقة، بس الحكاية بتوضح إن حتى الأمراض ممكن يبقى ليها دور في تغيير العالم.

كيف أثرت المشورة في اتخاذ قراري؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

في وقت من الأوقات وأنا في بداية حياتي المهنية، لقيت نفسي واقف امام قرار مصيري صعب: أسيب مكاني الحالي اللي فيه استقرار نسبي وأجرّب حاجة جديدة مليانة تحديات ومخاطر؟ كنت متردد جدًا، وعقلي مليان أسئلة مش عارف أجاوب عليها.

قررت أطلب المشورة. اتكلمت مع أكتر من شخص، وكل واحد كان عنده وجهة نظر مختلفة، لكن الأكيد إن كل كلمة منهم فتحت لي زاوية جديدة أشوف منها الموقف. والدي، مثلاً، ركّز على جانب الخبرة، وقال لي: "المخاطرة في البداية مش خسارة، دي استثمار في نفسك." الكلمة دي علّقت في ذهني لأنها خلتني أفكر: يمكن التحديات الجديدة دي تكون فرصة لتطوير نفسي بدل ما تكون خطر.

اتكلمت كمان مع زميل في الشغل، قال لي بمنتهى الصراحة: "المكان ده كويس، بس شكله ما فيهوش مجال كبير للنمو، فلو عندك فرصة جديدة اتعلم فيها أكتر، خليك جريء." النقطة دي كانت مهمة جدًا لأنها خلتني أفكر: هل فعلاً عايز أكمل هنا ولا أطلع خطوة للأمام؟

آخر شخص استشرته كان صديق قريب جدًا، ودوره كان نفسي أكتر من عملي. قال لي: "إنت مشكلتك الخوف من الفشل، لكن اسأل نفسك: لو ما أخدتش الخطوة دي، هتعيش ندمان؟" الجملة دي خلتني أفكر في القرار من زاوية مختلفة.

بعد ما سمعت الآراء دي كلها، حسيت إني قادر أشوف الموضوع بشكل أوضح أو حتى أقل ضبابية من الأول. بدأت أوازن بين الفرص والمخاطر، وقررت في النهاية أقبل العرض الجديد. القرار كان صعب، والخوف كان موجود، لكن المشورة كانت هي اللي زوّدتني ثقة ودعمتني عشان أخطو الخطوة دي.

لما انتقلت للشغل الجديد، اكتشفت إن القرار كان صح، وإن كل حاجة إتعلمتها هناك كان ليها أثر كبير في مسيرتي المهنية. من التجربة دي اتعلمت إن المشورة مش مجرد كلام تسمعه، لكنها أداة قوية تساعدك تفكر وتقرر بشكل أعمق وأوضح. و المهم أن تستشير أللي هيصدقك القول.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
عمرو عادل النشار



الاثنين، 13 يناير 2025

أنثى حقيقية



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد

كثيرون لا يعرفون، أو قل لا يعترفون، بالمعنى الحقيقي للأنوثه و الرجولة. جهلهم يعتبر مرضي و إنكارهم لا شعوري. تغيب عنهم العلاقة المترابطه بين الأنوثة و الرجولة، فلا أنوثه بدون رجولة و لا رجولة بدون أنوثه.

إنها أنثى لأنها تعرف حقيقتها الجسمانية و لدورها في حياة أسرتها. إنها مدركة لحكمة خلق جنسين ليتجاذبا و يتكاملا و يتساوى و يتوحدا.

شعرت بأنها أنثى حقيقية عندما إنجذبت نحو رجل حقيقي. نحو رجل أحبته و تزوجته. زاد شعورها عندما عرفت أهميته و دوره في سعادة بيتهم. فلا دعوات إستقلال و لا زعامة و لا قيادة و لا صراع، و لكن فقط مودة و رحمة.

قرار صعب غير حياتي المهنية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #القرارات_المصيرية

كل واحد فينا مر بلحظة كان فيها قدام اختيار مصيري، يفضل في مكانه ويكمل اللي بدأه، أو ياخد خطوة جديدة تغيّر مسار حياته تمامًا. بالنسبة لي، القرار ده كان من أصعب المحطات في مسيرتي المهنية.

كنت لسه في أول وظيفة بعد التخرج، مكاني كان مستقر إلى حد ما، والعلاقة مع الزملاء كويسة، لكن جالي عرض شغل جديد. العرض كان مغري من ناحية المرتب والفرص، لكنه مليان تحديات ومسؤوليات أكبر من اللي متعود عليها. وقتها كان عقلي مليان تساؤلات: "لو سبت الشغل الحالي، هل هعرف أنجح في التاني؟ طيب لو ما نجحتش، هبقى خسرت استقراري؟"

قعدت أفكر كتير، أستشير ناس قريبة مني، وأحاول أوازن بين الخوف من المجهول والطموح اللي كان جوايا. في النهاية، قررت أقول لنفسي: "التحديات هي اللي بتكبرنا، والخوف عمره ما كان سبب للنجاح."

لما رحت الوظيفة الجديدة، البداية كانت صعبة. كنت بحس إني واقف في بحر كبير، ودايمًا في اختبار. بس مع الوقت، اكتشفت إن القرار ده كان نقطة تحول حقيقية في حياتي. مش بس علّمني حاجات جديدة، لكن كمان خلاني أثق في نفسي أكتر، وأشوف إن المخاطرة المحسوبة ممكن تكون سبب للنجاح.

اللحظة دي علمتني درس مهم جدًا: إن القرارات الصعبة هي اللي بتصنع الفرق في حياتنا. الخوف طبيعي، لكن الوقوف مكاننا مش هيضمن لنا التقدم.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/