#بقايا_أفكاري
كنت واقف في هدوء ببُص على عمارة شيك جدًا… ألوانها هادئة ومتناسقة، شبابيكها زي البراويز، والبلكونات معمولة بذوق، والتشطيب نظيف و شيك، كأنها لابسة لبس خروج مخصوص لمناسبة رومانسية. فيها أناقة كده، و فيها احترام لنفسها ولللي حواليها.
جنبها على طول… عمارة تانية، أقدم شوية. من بعيد تحس عندها زي كِرش، يعني في بروز كده مش محسوب، و شوية ألوان غامقه حوالين الشبابيك شبه الهالات السودا، ودهانها متقشر كأنها لسه صاحيه من النوم، و السطح مليان حاجات مرمية ومش متوضبة كأن له شعر منكوش.
وقفت أتخيل: يا ترى لو البيتين اتعودوا على شكل بعض وحبوا بعض بجد؟ هيبقى الحب ده عامل إزاي؟
متهيألي هيكون حب صادق… حب مش بيحكم على المظاهر، حب ناضج زي الناس اللي عاشوا كتير وفهموا إن الجمال مش في الشكل بس، إنما في الحياة اللي جوا.
العمارة الشيك ممكن تكون علمت العمارة التانية يعني إيه تتهتم بنفسها، تهوي أوضها، و تصلح الحاجات البايظة فيها. والعمارة القديمة ممكن تكون علمتها إن الراحة مش بس في المنظر، لكن في الحكايات اللي متخزنة في الحيطان، والدفا اللي بيطلع من القلب حتى لو الدهانات مش بتلمع.
وساعتها… الحب بينهم مش هيبان في شكلهم، لكن في نظرة كل بيت للتاني. في لمعة الإزاز اللي اتغسل مخصوص علشان يشوفها بوضوح. في وردة شالها الهواء من بلكونة للتانية. في لمبة نورت زي بغمزة في نص الليل، من غير مناسبة… بس علشان تقول: أنا شايفاك… و بسلم عليك.
الحب اللي بين البيوت عمره ما بيتقال، بس بيتشاف… وساعات بيتحس من غير ولا كلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق