الاثنين، 3 مارس 2025

كم أنا جميل


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في الأيام السابقة، وقع في أذني أنني قد تخطيت العمر الذي أشعر به في قلبي. سألت نفسي مدهوشا، هل كبرت بهذه السرعة؟ هل فعلا تستطيع السنوات أن تقفز بهذه الطريقة و كأنها أيام؟ 

نظرت في المرآة و رأيت ظهور تجاعيد لعيني. جلست أسترجع سنوات عمري و أقلب في قائمة أمنياتي. وجدتها قائمة طويلة. خطر على بالي سؤال كئيب، هل إستمتعت و نعمت؟ و هل أنجزت و حققت و جنيت؟ أم مازلت أدور في الدائرة.

رأيت في أيامي كم أهدرت من فرص و كم ضيعت من أوقات، ونظرت لأمنياتي فإجتاحتني مشاعر ندم مع أسف، و أحسست اني بلا حياة في الماضي و بلا شباب للمستقبل.

ثم نظرت لزوجتي، فوجدتها جميلة. ثم إصتنعت معها سببا للشجار. لمتها و عاتبتها و إتهمتها، ثم إنسحبت من أمامها. نظرت لي و لم تتكلم بكلمة واحده، ولكنها لحقت بي و أمسكت بيدي.

و بنظرة تعاطف قالت: حياتك لم تضع هباء و شبابك لم يهدره حال. فلولاك لما إستمرت هذه الأسرة. فكم ضحيت و عانيت و أعطيت، لي و لعائلتك و لأولادك. كلنا نحبك و ننظر لك نظرة فخر و إعتزاز.

خفضت عيني و خفضت صوتي و فتحت أذناي لأسمع عطفها. فقالت: كم أنت حنون و متسامح، كم أنت جميل.

هدأت و تبدل حالي و قلت: كنت جميلا في ما مضى، أما الآن إنظري لشعري و لتجاعيد عيني و كرشي. فهزتني و قالت: أنت في عيوني أجمل الرجال، في عيوني كما رأيتك منذ اللحظة الأولى، زادتك السنين جمالا و الذكريات حلاوة. أنت الأمان، و انت الحب النابض في هذه الأسرة. لقد كبرنا معا، و ما اروع ان يكبر الإنسان مع من يحب.

إلتفت و نظرت في المرآة ثانية، ثم قلت في نفسي: ياه، فعلا كم أنا جميل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق