الأربعاء، 12 مارس 2025

الأشجار لا تتذكر أحلامها


#إدارة_نباتية 

عارف الشجرة اللي قدام بيتك؟ اللي واقفة هناك بقالها سنين، شايلة همّ الفصول اللي بتعدي عليها، بيقع ورقها في الشتا وترجع خضرتها في الربيع من غير ما تشتكي ولا تسأل "ليه؟". الشجرة دي عمرها ما بصّت لنفسها في المراية وسألت: "هو أنا كنت بحلم بإيه؟".

الأشجار بتكبر في صمت، تمّد جزورها في الأرض وتسيب فروعها تعلو في السما، من غير ما تفتكر هي كانت عاوزة تبقى إيه وهي صغيرة. يمكن كانت بتحلم تبقى نخلة، ولا وردة في جنينة، ولا حتى مجرد فرع صغير في مكان هادي. بس في الآخر، هي كبرت زي ما الظروف حكمت، وسكتت، وعاشت الدور اللي الطبيعة رسمته لها.

إحنا بقى؟ إحنا عكس الأشجار تمامًا! بنفتكر كل حاجة، بنتعلق بأحلامنا القديمة، اللي كنا بنرسمها واحنا عيال صغيرين، وبنقعد نقارنها باللي بقينا عليه. بنسأل نفسنا طول الوقت: "هو أنا كنت عاوز أبقى كده؟"، "طب أنا غلطت فين؟"، "ليه الحلم بقى حاجة تانية؟".

بس يمكن الشجر عنده حكمة إحنا مفتقدينها. يمكن الفكرة مش إننا نفضل فاكرين كل حاجة، ولا نحاسب نفسنا على كل خطوة، يمكن السر في إننا نعيش زي الشجر... نعدي الفصول، نتحمل العواصف، ننفض عننا ورق الأحزان، ونسيب الحياة تاخدنا لأماكن ما كناش مخططين ليها.

الأشجار مبتنساش و ما بتقفش عند الذكرى، ما بتتحسرش على اللي فات، وما بتسألش "لو كنت اتزرعت في مكان تاني، كنت هبقى أحسن؟". الشجرة ببساطة بتعيش.

فكر كده… مش يمكن نكون محتاجين شوية من الحكمة دي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق