السبت، 22 مارس 2025

تهت في التلاوة



#بقايا_أفكاري 

اليوم كان مليان دوشة، دماغي مشحونة، والأفكار عمالة تجري جوايا من غير توقف. إحساس بالخنقة، كأن الدنيا مقفلة عليّ، كل حاجة حواليّ بتشدني في اتجاه، وأنا مش عارف أهدى ولا أرتاح. حسيت إني عاوز أفصل… أهدى شوية.

قعدت في ركن هادي، أخدت نفس عميق، حطيت السماعات، ودوست "تشغيل".

أول ما بدأ الصوت، كأن الدنيا كلها وقفت لحظة. الصوت كان نقي، هادي، بيدخل جوايا من غير استئذان. مع أول آية، حسيت إني بتسحب، بتشد لجوه، مش بس بسمع، لا… أنا تهت جوه التلاوة نفسها.

مبقاش في ضوضاء، مفيش أفكار بتجري، في بس نور، راحة، سكينة. كل كلمة حسيتها بتنزل على قلبي تهديه، كل حرف كأنه بينظف حاجة جوايا. كنت بحس بكل نغمة، كأنها بتاخدني لمكان بعيد، بعيد عن كل اللي كان شاغلني.

لقيت نفسي في مساحة واسعة، كأن الأرض اللي تحتيا سحاب، والهواء حواليّا مليان نور. مفيش تقل، مفيش همّ، في بس صوت بيحاوطني، بيغسل روحي، بيطبطب على قلبي. كنت ماشي جوه الكلمات، بحسها قبل ما أفهمها، كأنها بتنورلي طريق كنت تايه عنه.

و لكن… سكت الصوت. التلاوة خلصت، وأنا لسه قاعد مكاني، بس مش زي ما كنت. كنت خفيف، هادي، كأني كنت تايه… ولقيت نفسي.

اخدت نفس، ابتسمت، وحسيت إني فعلاً كنت محتاج اللحظة دي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق