الأحد، 30 يونيو 2024

العيون ... بداية الحدوته

 

الحدوتة تبدأ منذ زمن بعيد في الطفولة، حين كانت أعين الأب والأم هي أولى النوافذ التي نرى من خلالها أنفسنا. تلك النظرات الممتلئة بالإعجاب، القبول، التقبل، والمديح كانت هي المرايا التي تعكس نفسيتنا. ابتسامتهم كانت سعادتنا، وضحكتهم كانت جاذبيتنا.

كلمات مديحهم وإشارات رضاهم شكلت أعمدة أساس شخصياتنا، وثقتنا في مشاعرنا. معهم، نشعر بذاتنا وكياننا. ترتفع معنوياتنا معهم، ونزداد ثقة بأفكارنا. تزرع في أعماقنا إحساس بأننا جميلون ونستحق الحياة.

في عيونهم، نرى الاهتمام والرعاية، ونشعر أننا مهمون، لنا حضور ووجود وقيمة. يغمرنا شعور عميق بأننا قادرون على التأثير والتغيير. نظرة واحدة منهم كفيلة بتغيير تركيبتنا العقلية والنفسية، وتفكيك تعقيداتها، لتضفي علينا شكلًا خاصًا من الروعة والجمال.

عيونهم تحتوي على كل عاطفة الحب والتواصل. فيها التشابك والارتباط، الانتماء والعطاء، الرضا والاقتناع. عيونهم هي البداية، هي الحكاية، وهي الأصل في كل حدوتة.

السبت، 29 يونيو 2024

أحبتني رصاصاتي و سكاكيني



أخرج الرجل ورقة و قلم. كتب رسالة لزوجته و أولاده و أصدقائه. يودعهم و يدعوا لهم بصلاح حالهم. إنها ليست رسالة سلام و لكنها رسالة إنتحار. قرر الرجل أن يخرج من حياة الجميع، حياة كل من حوله. قرر أن يأخذ روحه بنفسه، فهو يشعر بأن أحدا لا يريده. 

فتح درج مكتبه و أخرج مسدسه و نظفه و وضع رصاصة ذهبية ولامعه و ألصقه تحت فمه حتى تخترقه الرصاصة و تخرج روحه في الحال. لم يتردد للحظه و أطلق النار ثم سقط أرضا.

أفاق و فتح عينيه بعد ثواني و شعر بقلبه ينبض بشدة و قال في نفسه إنني سأموت الآن و لكني لا أشعر بأي ألم. تعجب و قال في نفسه ربما أخطأت التصويب. سأفعلها ثانية.

قام من مكانه و أخذ مسدسه و أخرج رصاصة ثانيه و جلس على الكرسي ثم إختار أن يلصقه على جبهته ثم أطلق. و سقط أرضا.

أفاق ثانية و فتح عينيه و قال في نفسه لقد أخطأت الهدف مرتين. أنا لا أعرف التصويب و لكن كيف و أنا ألصق المسدس علي جلدي.

جلس يفكر على مكتبه و قرر أن يضرب نفسه برصاصة ثالثه و لكن في أذنه، فوضع رصاصة ثالثة ثم ألصق مسدسه على أذنه و أطلق و سقط.

أفاق و قام للمرة الثالثة و كاد أن ينفجر و قال هذه طريقة ليست فعالة في الموت.

ذهب ليغسل وجهه ليفكر كيف يقتل نفسه بطريقه فعالة، و لما نظر في المرآه وجد الرصاصات الثلاثة ملتصقين في أماكنهم، واحده أسفل فمه و الأخرى على جبهته و الثالثة فوق أذنه. 

تعجب و إنتفض، لقد أطلقت الرصاصات و خرجت من المسدس، و لكنها .... حاول أن ينتزعهم من على جلده و لكنه فشل. أخذ يشدهم بقوة و لكنهم إلتصقوا عليه، إلتصقوا بشدة.

ذهل الرجل و لم يعرف ماذا يفعل، كان همه أن ينهي حياته و أصبح الآن همه أن يزيل الرصاصات الثلاثة من عليه قبل أن يعود أولاده و يروه.

لم يفلح الرجل في إزالتهم مهما حاول بكل الطرق لدرجة أنه حاول أن يقتلعهم بسكين و لكنهم كانوا كأعضاء نبتت على رأسه.

إستسلم الرجل بعد محاولات كثيره ثم قرر أن يكمل ما بدأه في قتل نفسه، فأخذ سكينا ليطعن نفسه في القلب. فجلس ثم مسكها و ضربها بكل قوته في قلبه. 

إخترقت السكين قلبه و لكنه لم يشعر بأنه قد مات. فتحسس السكين و حاول إخراجها و لكنها إلتصقت به بشدة غير طبيعية.

تعجب الرجل و ضحك بشدة لدرجة جعلته يبكي فأمسك بكل سكاكينه و أخذ يطعن نفسه في كل مكان و لكنه كان يفشل في كل مرة أن ينزع أي واحده من جسده مرة أخرى.

الخميس، 27 يونيو 2024

الهوية و الإجتهاد و التمزق المزدوج

 

تعتبر ازمة الهوية واحده من الازمات التي تصيب الانسان المجتهد، سواء في حياته العملية، او الاسرية، او حتى الإجتماعية. سؤال من أنت، يعتبر من أصعب الأسئلة التي يتحتم على المرء الإجابة عليها، فالإجابة لا تقتصر على نظرتك لنفسك، و لكن تشمل نظرة الآخرين إليك، فتحدد موقعك في مجتمعك.

يمر الانسان بحالة من المرونة في بدايات حياته، بداية زواج، او بداية عمل، او حتى بداية مكان جديد يسكن فيه و يعيش. يظل في عملية من التفاعل المستمر مع سياقات مختلفة و متغيرة، يفكر و يبحث، فتتشكل أفكاره و يقرر.

السؤال (المخيف) هنا, هل تزداد فكرة العثور على الهوية كلما تقدمنا في العمر؟ و هل يصبح معناها مختلفا عن معناها وقت بداية حياتنا؟ 

عندما نستقر في حياتنا الاجتماعية و العملية، نجد اننا دخلنا في دوامة من المسؤوليات و التحديات التي تجعلنا نستمر لقضائها، و لكن عند حدوث خلل في هويتنا، تحدث الإنتكاسات، و تظهر الصراعات.

تتحول الهوية لدى الملتزمين و الطامحين و المجتهدين لصراع عندما تحكمها مقارنات بين الصورة الذاتية للنفس و جدليتها في عيون من حوله من شركاء في مجتمعه، من أسرة و زملاء عمل و رؤوساء، فيتمسك بصورته التي يشكلها عن نفسه، او يرفضها و يتمسك بالصورة التي في عيون الأخرين.

وضع أحد علماء الاجتماع تعبيرا يسمى بالغياب المزدوج، و هو شعور المرء بأنه بين هويتين لا يعرفهما، فهو ليس كما يرى نفسه، و لا كيفما يراه الأخرين، إنه التمزق المزدوج.

فلو هاجر المرء من بيته او من عمله، بعدما إستقر و أنشأ لنفسه جذورا تربطه، فأي هوية جديدة سيتخذها لنفسه؟ ليس من السهل على الملتزمين ان يضحوا بجذورهم و بهويتهم التي عاشوا من أجلها.

عندما تضعف هذه الروابط نتيجة إنفصال أو تهميش، يلجأ المهاجر إلى مكان جديد ليجد فيه أقرب مفهوم لثقافته، او لهويته. و يبحث فيه عن أناس يرى نفسه في عيونهم. لتزيد عنده مشاعر الرضا عن حياته، و احتراما لذاته.

الأربعاء، 26 يونيو 2024

نمو جذر أو نمو ساق ... توازنات بحساب و تدخلات بوقت

 

النظام الطبيعي جوا الزرعه بيكون متوازن بين كمية المواد الأساسية المهمة للنمو و المواد الثانوية المهمة للتفرع. النظام ده بيكون محسوب بدقة حسب احتياجات الزرعه و عمرها في دورة الحياة. 

و نتيجة فقر التربة من المغذيات و إعتماد الزرع على التسميد الخارجي فموضوع التوازن دا مش بيحصل بسهولة، و بالتالي فقرار الزرعه هنا بيكون مرهون بالمتوفر من سماد حسب إختيار المزارع صاحب الزرعة.

مثلا المزارع لو حط نيتروجين فدا علشان يزود النمو الخضري في الزرعه و يزود كمية الكلوروفيل جواها، يعني تطلع أوراق خضراء كثيرة و ينمو الساق لأعلى و تطلع فروع جانبية أكثر. و لكن النيتروجين لما يزيد عن تركيز التوازن المطلوب يحصل حاجه عجيبة.

تلاقي الزرعه بقت لونها أفتح، يعني كمية الكلوروفيل تقل. و دا بيحصل لسببين، الأول إن عدد الأوراق و الأفرع الجانبية بيزيد عن المعدل المتوازن للزرعه، فالأوراق تظلل على بعضها فلا تحتاج لكلوروفيل كثير. 

و السبب الثاني، إن النيتروجين بيكون مسؤول عن النمو لأعلى فقط، يعني الجذر لا ينمو في مقابل الساق و الفروع. و دا يجعل كمية الماء الواصلة للأوراق الجديدة أقل من إحتياجاتها، فيقل جهدها على العمل، فلا تحتاج لكلوروفيل كثير.

علشان كدا الزرع هيكون محتاج نزودله مواد تانية تضاف لمساعدته على النمو لأسفل، لإعادة توازنه الفسيولوجي. و لكن لكل شيء ثمنه و وقته و نتائجه.

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

خلية حية تجرأت و تمردت و طالبت بحريتها



في إحدى الأنسجة الهادئة، قامت خلية حية بعمل إجتماع سري مع بعض الخلايا المجاورة لها، و إتفقت معهم على عمل فعل مخل في عرف و تقاليد الخلايا الحية. 

قامت الخلية بالتجرأ و التمرد على وقت و ميعاد موتها المبرمج، و إعتبرت العادة المتوارثه بين الخلايا عادة قتل مع صبق الإصرار و الترصد. هذه الخلية تمردت لحياتها و تمسكت بحقها في إختيار حريتها و ميعاد موتها.

وافق كل المجتمعين من الخلايا الأحياء على موقفها، و شجعوها و إتفقوا معها على الخيانة (خيانة العرف و التقاليد المقدسة و القاسية) فليس من حق أي خلية أن تقرر مصير و حياة باقي الخلايا. و تجهزت الخلايا المتمردة بالأسحلة و أرسلت أوامرها لبقية الخلايا بالإنقسام و التسليح.

و عندما جاء موعد موتها و لاح في الأفق قاتلوها (من خلايا المناعة)، و دقوا جرس بابها لتنصاع لأوامر قتلها في هدوء و صمت، رفضت الإنصياع للأوامر العليا، و قاومت بشدة. فما كان للقتلة إلا أن رفعوا السلاح في وجهها، و لكنها كانت مستعدة و متسلحة فصدتهم و حاربتهم، حتى جاءها الدعم المنتظر من باقي المتردين. 

فتم سحق القتلة و أصبحت الخلية الحية و مجتمعها في حرية مطلقة جديدة عليهم و غريبة عنهم، و أصبحوا حديث الساعة بين الأنسجة.

و بناء على ذلك ظهرت حالة من التمرد بين الخلايا في الأنسجة الأخرى، ففيهم من وافقها و فيهم من رفضها. و أصبح الوضع متوترا، و قابلا للإنفجار في أي لحظة. و أشاعت الخلية المتمردة حالة العصيان، و نادت من يوافقها أن يلتحم بها و يؤازرها، فالقوة في العدد و القوة في توحيد الفكرة. و نادت بحرية الحياة و حرية تحديد المصير.

و أنتجت الخلايا المتمرده أبناء لها أكثر تمردا، و أصبحوا قوة داعمة لبعضهم، و جهزوا عتادهم و أرسلوا إشارات و منشورات (جينية) لكل المجتمع الخلوي في كل الأنسجة القريبة و البعيدة. و أصبح لها حزبا عسكريا ممولا ذاتيا من قِبل من وافق على التمرد و إنضم لها.

و لما شاعت حالة الفوضى قام خط الدفاع الأول في الجسد (المناعة) بإعتراض القوة المسلحة من المتمردين، و حاولوا قتلهم بكل الطرق، و حصلت مواجهات عنيفة بينهم. و لكن المتمردين إحتموا بداخل الأنسجة الحية و بين الخلايا الساكنة (المستكينة) و المستسلمة لمصيرها المحتوم و المقرر لها قبل ولادتها.

فتهدمت الأنسجة بكاملها و إحترقت الخلايا البريئة و أصبحت الأعضاء مهترئة و ضعيفة. و بدأت حالة من الذعر تغزوا جميع الأنسجة، و أصبحت الخلايا الأخرى بين نزاعين أحلاهما مر، فإما الإنضمام للتمرد و القتال من أجل حرية الحياة، و أو أن تنضم للدفاع و تصد المتمردين للحفاظ على الإستقرار (الداعم لقتلها).

و هاجت الدنيا، و وقف الإنتاج الداخلي، و غلت و شحت المواد الغذائية، و إضمحلت مصادر الطاقة. و أصبح الجسد ضعيفا واهنا و قوان حفظ سلامه مشغولة في مواجهة التمرد الداخلي في كل أنسجته.

و بعيدا عن أماكن الصراع، إستغلت بعض الميكروبات الصغيرة و الفيروسات الضعيفة (التي كانت بلا ثقل و لا أهمية) بإستغلال الحرب و الإنشقاق و الضعف بالدخول إلى الأنسجة، و تكاثر بسرعة. 

و بأعدادها الكبيرة مثلت طرف ثالث في المواجهة المسلحة، و لكنها كانت الأقوى و الأكثر إستعدادا للمواجهة. فمالت كفة الحرب ناحيتها، و إستطاعت السيطرة على كامل الأنسجة و الأعضاء، فأصبح الكبد لها و الكليتين و القلب و الرئة تحت سيطرتها، ثم تسللت إلى النخاع العظمي و أدخلت في خلاياه بعضا من جيناتها لتنتج خلايا مناعية تحميها.

 ثم أمرت بتشديد حدة المواجهة، و رفعت من حرارة الجسد عاليا، لتفكك الترابط بين كل الخلايا، و تسهل إحتلالها لبقية الأنسجة. و سقط الجسد بسقوط المخ في يدها. 

و إذا كان علينا لكي نعيد بناء هذا الجسد المهترء، و نعيد بناء أنسجته المحروقة و المدمرة، و نستعيد ما سقط من الأعضاء، أن نواجه التدخل الميكروبي الخارجي (و هو بالأمر السهل). أما القرار الصعب (و الصعب جدا) أن نحاول القضاء على هذه الخلية المتمرده التي تطالب بحريتها و مجتمعها المتمرد.

و يبقى الأمل ...


الاثنين، 24 يونيو 2024

حدوته حزينة لواحده خبيثة

 

بنت عايشة مع أب مفتري، عامل نفسه شديد و نافخ نفسه عليها و على أمها و أختها. إتعلمت مع الوقت طريقة فريدة (في فكرها) علشان تقدر تروضه. طريقة بتخليه يجي لحد عندها و يهبط و يركع. لدرجة أنه ممكن يبيع الدنيا كلها لعيونها.

طريقتها خبيثة جدا إستخدمتها في حياتها كلها تقريبا و مع كل الناس إلي حواليها. عملت إيه معاه، قعدت تدور و تفتش و تكتشف و تشوف الغلطات و سقطات اللسان لحد ما عرفت سر (مش خطير ولا حاجه) بس إستغلته و كبرته و عملت عليه الكماشه. قالتله أنا مش شايفاك غلطان، أنا عارفه إحتياجاتك، أنا مخزن أسرارك. طبعا حبها و حب الكلام معاها و عرفت تخلي المفتري ينزل على ركبه.

دارت بها الأيام (و طريقتها الخبيثة لفت على رقبتها) و قالت أتجوز، دورت على ولد يكون شبه أبوها جدا و مفتري زيه. و قالت في نفسها أنا عرفت قبل كدا يبقى أكيد هعرف تاني، ما الرجاله زي بعضها. بس الولد مش بيغلط، طب تعمل إيه. وقعته في الغلط بس إللي مش عارفاه إنها هي كمان وقعت في الغلط.

الولد إتعلق بها و حارب علشانها و لما إتجوزو عملت عليه كماشه. إتمنعت و إستمرضت و جرجرته للغلط تاني. و بعدها رفضت الغلط و عملت خناقه كبيره و غضبت. راحت للتنين المستأنس بتاعها، حكيتله على غلطات الولد و إتفقت معاه تعمله فضيحة. الولد مهتمش و أهله معتبروهاش فضيحه و قالوا شاب متهور و بكرا يعرف غلطه.

هي كدا معرفتش تركعه و لا عرفت تنزله على ركبه، طب تعمل إيه. قالت خلاص أزود الفضيحه بفضيحة تانيه، و قالت كلام مكذوب (علشان تعمل شوشرة و خلاص) بس ساعتها الولد إتكلم و قال على كل حاجه بينهم من زمان، و جاب الشات و الفويسات و شوية حاجات كمان.

الفضيحه بقت عليها و التنين بتاعها بلع ناره و نزل رأسه على رجليه، بس الغريب أنه قال في نفسه أخيرا هاخد حقي منها. فرصه و جايه لحد عندي، أنتقم منها. أركعها أمامي و أشوفها و هي في حالي. و عمل نفسه حامي الحمى (بالتمثيل) و طلع سيفه و قال أبارز الولد على فضيحة بنتي.

بس الولد مسبلوش أي فرصه و حكى فضايحها للكل، الأصحاب و إللي مش أصحاب، في الشارع و على القهوة و للبواب و كمان لشيخ الجامع إللي جنبهم. و خلاه يبارز الكل. البنت قالت خلاص مش عاوزه أكمل و الولد قال نأخذ فرصة تانيه، فضيحه بس في نفس الوقت في بيتها، ما أنا راضي و هي راضيه. قالت نقعد نتفق، وفي الإتفاق عملت مقدمه للكلام بحكي كل اللي فات، الولد كمان قال كل الكلام، و القعدة إنفجرت فيها ماسورة فضائح. و إنتهت الحرب بالإنفصال التام. 

الولد خسر شوية فلوس سهل ترجع من تاني، بس البنت خسرت كل حاجه، إللي بنته و إللي حاولت تبنيه، و التنين رجع من تاني، بس المره ده مش هيرجع بناره، هيرجع بنار عيون و ألسنة كل إللي كان بيبارزهم. هياخذها و يلفها عليها و جه دورها تتحط في الكماشه و تتربط بنار خباثتها. تفتكرو هيعمل إيه ...

شوية و نكمل .....