الأحد، 30 يونيو 2024

العيون ... بداية الحدوته

 

الحدوتة تبدأ منذ زمن بعيد في الطفولة، حين كانت أعين الأب والأم هي أولى النوافذ التي نرى من خلالها أنفسنا. تلك النظرات الممتلئة بالإعجاب، القبول، التقبل، والمديح كانت هي المرايا التي تعكس نفسيتنا. ابتسامتهم كانت سعادتنا، وضحكتهم كانت جاذبيتنا.

كلمات مديحهم وإشارات رضاهم شكلت أعمدة أساس شخصياتنا، وثقتنا في مشاعرنا. معهم، نشعر بذاتنا وكياننا. ترتفع معنوياتنا معهم، ونزداد ثقة بأفكارنا. تزرع في أعماقنا إحساس بأننا جميلون ونستحق الحياة.

في عيونهم، نرى الاهتمام والرعاية، ونشعر أننا مهمون، لنا حضور ووجود وقيمة. يغمرنا شعور عميق بأننا قادرون على التأثير والتغيير. نظرة واحدة منهم كفيلة بتغيير تركيبتنا العقلية والنفسية، وتفكيك تعقيداتها، لتضفي علينا شكلًا خاصًا من الروعة والجمال.

عيونهم تحتوي على كل عاطفة الحب والتواصل. فيها التشابك والارتباط، الانتماء والعطاء، الرضا والاقتناع. عيونهم هي البداية، هي الحكاية، وهي الأصل في كل حدوتة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق