الجمعة، 18 أبريل 2025

قررت أغير مجال شغلي لأني مش بحبه


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #حب_العمل

في وقت من الأوقات، حسيت إني في مكان مش مكاني. كنت شغال في مجال محدش قال لي إنه "مش شغلي" من قبل، لكن مع مرور الوقت اكتشفت إن الشغف مش موجود. كل يوم كنت بروح الشغل بكون مرتاح ظاهريًا، لكن داخليًا كان فيه فراغ، فيه حاجة مفقودة.

كان كل يوم بيجي عليا كأن الشغل عبارة عن مهمة لازم تخلص. ما كنتش بحس بأي حماسة ولا شغف. بمجرد ما ببدأ يومي، كنت بحاول أخلص بس علشان أخلص، مش علشان أكون متحمس أو عايز أتعلم حاجة جديدة. ده بدأ يوصلني لشعور بالإحباط، وكانت مشاعري ناحية شغلي في تدهور مستمر.

في لحظة من اللحظات، وقفت قدام نفسي وسألت: "إنت ليه مش مبسوط؟ إيه اللي ناقص؟" ده كان السؤال المفتاح. لما فكرت فيه، اكتشفت إن المشكلة مش في الشغل نفسه، لكن في إنه مش بيحقق طموحاتي الشخصية ولا بيلبي شغفي. كنت في مجال مش مناسب لي، وكان ده بيأثر على إنتاجيتي ورغبتي في التقدم.

اتخاذ القرار ده كان صعب، لأن التغيير بيجي معاه شكوك وتخوفات. كنت خايف من المستقبل، ومن إن قرار التغيير ده ما يكونش صح. لكن بعد تفكير طويل، قررت إني مش هقدر أستمر في شغل مش بحبه. كنت عارف إن الشغف مش حاجة هتتجدد في المجال ده.

بدأت أبحث عن مجالات تانية أقدر أحقق فيها شغفي. كنت عارف إن الموضوع مش هيكون سهل، خصوصًا مع تجربة جديدة وأحيانًا شعور بالفشل في البداية. لكن كل خطوة كنت بقطعها كانت بتخليني أقرب أكتر لمجال بيحمسني ويخلي كل يوم له طعم مختلف.

في المجال الجديد، لقيت نفسي مبسوط أكتر. كل يوم كنت بحس إني متحمس أتعلم حاجة جديدة، وأقدر أطور من نفسي. الكفاءة والإنتاجية زادت، وأصبح عندي هدف واضح. بدأت أحس إن الشغل مش مجرد وسيلة للرزق، لكن فرصة لتطوير نفسي والوصول لطموحاتي.

اتعلمت من التجربة دي إن الشغف مش حاجة ممكن تتجاهلها. لو مش بتحب شغلك، ده هيثير مشاكل كتيرعلى المدى الطويل. تغيير المجال مش حاجة سهلة، لكنها خطوة ضرورية لو كنت عايز تكون سعيد في شغلك وتعيش حياتك بأفضل طريقة ممكنة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الخميس، 17 أبريل 2025

بجدد الشغف حتى في المهام الروتينية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #حب_العمل

الشغف في العمل مش حاجة ثابتة، بيجي أوقات بيزيد وأوقات بيقل. خصوصًا في المهام الروتينية اللي بتبقى متكررة، ممكن الشغف يقل بسهولة لو مش لاقي تحدي جديد أو حاجة مثيرة. لكن كنت دايمًا بحاول أجدّد الشغف في شغلي، حتى في المهام اللي ممكن تبقى مملة أو روتينية.

أول حاجة كنت بعملها هي إني أغير طريقة تفكيري في المهام الروتينية. بدل ما أفكر في المهام كأعباء أو شغل لازم أخلصه عشان أروح، كنت بحاول أشوف كل مهمة كفرصة لتحسين نفسي أو تعلّم حاجة جديدة. مثلا لو كنت بعمل حاجة بسيطة زي ترتيب ملفات أو تجميع تقارير، كنت بخلّي كل مهمة دي فرصة إني أطور دقّتي أو أكتشف طريقة أسرع وأكتر فعالية للإنجاز.

كنت بحاول أقسم المهام الكبيرة أو المتكررة لأهداف أصغر. بمجرد ما أحقق هدف صغير، كنت بحس بنجاح يساعدني أستمر. مثلا، لو كنت مسؤول عن إعداد تقرير شهري، كنت بحاول تقسيمه لأجزاء أصغر، كل جزء كان بيكون هدف لوحده. لما أخلص جزء، كنت أحتفل بنفسى وأشجع نفسي عشان أكمل باقي المهام.

كنت بحاول إضافة لمسة شخصية في المهام الروتينية، زي إضافة تحسينات بسيطة أو أفكار جديدة للمساعدة في تسريع العملية أو جعلها أكثر فاعلية. مثلا، لو كنت بكتب تقارير أو ملاحظات، كنت بحاول أضيف تفاصيل صغيرة تساعد زملائي على فهم الموضوع بشكل أسرع أو يكون أسهل للقراءة. دايمًا كنت بحاول ألاقي طرق جديدة لتجديد نفس المهام بشكل إيجابي.

في أوقات كنت بمرّ بيها بضغوط أو مهام كتير، كنت بعمل جدول مكافآت لنفسي. كلما أخلص جزء من المهمة، كنت أسمح لنفسي بقسط من الراحة أو أتعامل مع حاجة بحبها زي الاستماع لموسيقى مفضلة أو أخذ استراحة قصيرة. ده كان بيخليني أكمل وأحس إن عندي حافز يكملني في المهمة لغاية ما تخلص.

كنت دايمًا بحاول أفتكر ليه بدأت شغلي من الأساس. التذكير بالأهداف الكبيرة اللي كنت بحاول أوصل لها كان بيديني شعور بأهمية حتى المهام الروتينية. لما تفتكر الهدف اللي ورا كل مهمة، حتى المهام البسيطة أو المملة بتكون عندها معنى أكبر.

الشغف في العمل مش دايمًا بيجي لوحده، لازم تجتهد وتشتغل على تجديده بشكل مستمر. مش كل يوم هتحس بالحماس، لكن لما تغير طريقة تفكيرك وتبحث عن طرق لتحفيز نفسك، هتلاقي إن حتى المهام الروتينية ممكن تكون مصدر للإنجاز والمتعة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

تخمة جوع


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

عمرك حسيت إنك شبعان بس مش راضي؟ أو إنك وصلت لحاجة كنت بتحلم بيها بس لسه جواك نفس الإحساس بالفراغ؟ دي الحالة اللي بحب أسميها "تخمة جوع". حالة غريبة بتجمع بين الشعور بالشبع وبين رغبة ملحة مابتقفش.

زمان كنت فاكر إن الجوع ده معناه نقص حاجة مادية، زي الأكل، الفلوس، أو النجاح. بس مع الوقت، اكتشفت إن فيه جوع أعمق من كده بكتير، جوع مرتبط بالنفس والروح، مش بالجسم. جوع للحب، للتقدير، للمعنى، لحاجة تحسسك إنك عايش بجد، مش مجرد ماشي على روتين وخلاص.

أكبر مشكلة في الجوع ده إنه بيعمل لنا وهم إن فيه حاجات معينة لما نوصلها هنشبع ونرتاح. زي مثلاً، لما نقول "لما أخد الترقيه دي، كل حاجة هتبقى تمام" أو "لما أدخل في العلاقة دي، هبقى سعيد". وفعلاً، بنوصل، ونفرح شوية، وبعدين نلاقي نفسنا راجعين لنفس النقطة، ويمكن أصعب. ليه؟ لأننا بنكتشف إن الحاجة اللي كنا فاكرينها هتشبعنا، ماكانتش هي الحل.

الفرق بين الشبع الحقيقي والوهمي هو إن الأول بيجي من جواك، من فهمك لنفسك، ومن قدرتك على القبول والتصالح مع اللي عندك، حتى لو بسيط. أما الوهمي، فدايماً بيربطك بحاجات برة عنك، حاجات ممكن تيجي وممكن لأ، ولما تيجي غالباً مش هتديلك اللي كنت متوقعه.

"تخمة الجوع" بتعلمك إن السعادة مش حاجة بنشتريها أو بنستناها، دي حاجة بنبنيها من جوة. وقت ما تتصالح مع جوعك، وتفهم إنه جزء من رحلتك، مش نقص فيك، تبدأ تحس بطعم الحياة اللي كنت بتدور عليه.

الجوع مش دايماً وحش، هو اللي بيحركنا، بس لازم نفهمه ونوجهه صح، علشان مانفضلش عايشين في دوامة وهمية، ندور على حاجة تملانا واحنا أصلاً بنفقد اللي جوانا.

الأربعاء، 16 أبريل 2025

تأثير شغفي على زملائي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، ولما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #حب_العمل

الشغف بالعمل مش بس بيؤثر فيك شخصيًا، لكن كمان بينعكس بشكل قوي على الناس اللي حواليك، خصوصًا لو كنت جزء من فريق. أنا حسيت بوضوح قد إيه حماسي تجاه شغلي كان ليه تأثير إيجابي على زملائي.

لما كنت بحب شغلي، كنت دايمًا حريص أظهر حماسي لكل تفاصيله، حتى في أصعب اللحظات. وكنت دايمًا بحاول أكون موجود لدعم زمايلي وتشجيعهم، خصوصًا لما ألاحظ إن حد منهم مرهق أو تحت ضغط. حبيت أكون نموذج للطاقة الإيجابية، وده ساعد ناس كتير إنها تبدأ يومها بحماس أو تبص لمهامها بشكل مختلف.

ولاحظت كمان إن الشغف بيخلق تواصل مختلف. في ناس كان عندهم نفس الحماس ونفس الرغبة في التميز، وده خلى التواصل بينّا سهل وطبيعي، كأننا بنتكلم نفس اللغة. كنا بنشجع بعض، ونتبادل أفكار ونكبر سوا. لكن في نفس الوقت، كان في ناس تانية مش شايفة الشغل بنفس النظرة، أو مش مهتمة بنفس القدر. وده خلاهم بشكل تلقائي يبعدوا أو ميكونش فيه تواصل فعّال بينّا. مش لأن في مشكلة، لكن ببساطة لأن كل واحد كان بيشتغل بروح مختلفة.

في الأوقات اللي كنا بنواجه فيها تحديات كبيرة كفريق، كنت بحاول أظهر شغفي أكتر، وده كان بيأثر على اللي حواليّ. ناس كتير بدأت تتعامل مع المواقف الصعبة بنفس الروح. التعاون بينّا زاد، وكل واحد بقى عايز يساعد ويساهم بمجهوده.

الشغف مش بس بيخلي شغلك أسهل، لكنه بيغير البيئة حواليك. طريقة تواصلي مع زملائي، وتعاملاتي اليومية، وحتى ردود أفعالي، كانت دايمًا متأثرة بحبي للي بعمله. ده خلى الجو العام في الشغل أكتر إيجابية، وكان فيه نوع من الراحة والدعم المتبادل.

ولما كنت حريص على تطوير نفسي وتعلم كل جديد في مجالي، كنت دايمًا بشارك الفرص دي مع زمايلي. اللي كان عنده نفس الحماس كان بيستفيد، وده شجعنا نكبر ونتعلم مع بعض. وكل ما شفت حد بيبدأ يطور من نفسه، كنت بحس إن الشغف ممكن يكون معدي.

أكتر حاجة اتعلمتها من التجربة دي، إن الشغف مش لازم يعجب الكل، لكنه دايمًا بيخلق فرق. بيحفّز، ويدعم، ويقرّب ناس، ويمكن يبعد ناس تانية، بس في النهاية، هو اللي بيخلي الشغل له معنى.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

مش كل الشجر قابل للزرع


#إدارة_نباتية 

فيه شجر بيتزرع للزينة، وشجر للثمر، وشجر للظل. وكل واحد ليه دوره. بس الغلطة الكبيرة بتحصل لما تفتكر إن كل شجرة حوالينا لازم تدينا أكل… أو لما نحكم على الشجر من حجمه أو ورقه من غير ما ندوق ثمره.

أوقات كتير، اللي يلفت نظرنا هو الشجرة اللي واخدة حيز كبير، متفرعة، باينة من بعيد. نقول "دي أكيد مفيدة".

بس لما نقرب، نكتشف إن كل اللي عندها ورق، من غير طعم، ومن غير فايدة حقيقية. ويمكن كمان تستهلك من الأرض أكتر ما تدي، تظلل على غيرها، تمنع النور و المياه عن البذور التانية اللي كان ممكن تطلع.

وفي المقابل، فيه شجرة في الركن، بسيطة، سكتها هادئة، ما بتعملش دوشة، بس بتمد الأرض بخير، وبتمد اللي حواليها باللي يعيشهم ويقويهم. ودي ساعات ما بنشوفهاش غير لما نحتاج لها.

اللي فاهم في الأرض، عارف إن مش كل شجرة المفروض نسيبها تكبر، ومش كل فرع المفروض نسيبه على حاله. أوقات لازم يتقلم، وأوقات لازم تشيل الشجرة كلها من مكانها، وأوقات لازم تسيب الأرض ترتاح… لأن الاستمرار في الزرع مش دايمًا نجاح، أوقات بيبقى استنزاف.

وكل ده ما يتشافش بعين مستعجلة. عايز نظرة فيها صبر، وفهم للتوقيت، ووعي إن مش كل حاجة تنفع في كل أرض، ولا كل شجرة هتطرح في كل موسم.

اللي بيبني غابة صحية، مش اللي يزرع أسرع، ولا اللي يجيب أكبر شجرة. هو اللي يعرف إمتى يزرع، فين، وليه… واللي عنده استعداد يقول "لأ" لشجرة شكلها حلو، بس مش نافعه.

الثلاثاء، 15 أبريل 2025

شغلي مصدر سعادة لي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #حب_العمل

في بعض الأوقات في حياتنا المهنية، بيحس الواحد إن شغله مش مجرد وظيفة أو واجب يومي، لكن حاجة تانية بترتبط بالسعادة والراحة النفسية. وده بالضبط كان اللي حسيت بيه في فترة من فترات شغلي.

كنت في مرحلة من مراحل شغلي لما كنت متحمس جدًا لكل مهمة، كل مشروع كان بيشغل بالي، وكل تحدي كنت حاسس إنه فرصة. مش كنت بس بعمل شغلي عشان أخلص منه، لكن كنت بقدّر كل لحظة فيه. أوقات كنت أجي الشغل بدري عشان أبدأ يومي بحماسة، وأمشي آخر اليوم وأنا حاسس إني حققت حاجة كبيرة.

أكتر حاجة كانت بتخليني سعيد هي إنني كنت جزء من فريق متميز. كل واحد فينا كان بيبذل مجهود عشان نوصل لأفضل النتائج، وبنساعد بعض حتى لو في أصعب المواقف. الروح دي، الروح الجماعية، كانت محورية في السعادة اللي كنت بحس بيها. لما ننجح مع بعض، كان الإحساس بالإنجاز أكبر وأحلى.

في أوقات كثيرة كنت بنجز مهام كبيرة، مش عشان هي سهلة، لكن لأنني كنت بحب التحدي. لما كنت أخلص مشروع أو أكمل مهمة معقدة، كنت بحس بفخر مش بس لأنني أنجزت حاجة، لكن لأنني عملتها بحب، وكان عندي رغبة حقيقية في تحسين شغلي كل يوم.

السعادة دي كانت مش بس بتأثر عليّ شخصيًا، لكن كمان كانت بتنتقل لزملائي. لما تكون متحمس لعملك، ده بينعكس على المحيطين بيك، وده بيخلق بيئة عمل صحية ومشجعة. في أوقات كانت الضغوط بتزيد، لكن لما تشتغل بحب، بتلاقي حلول وأنت مش حاسس بعبء.

أكتر درس اتعلمته من الموقف ده هو إن السعادة في العمل مش لازم تكون بسبب عوامل خارجة عن إرادتك، لكن أنت ممكن تخلقها بنفسك. لما تحب شغلك، حتى أصعب اللحظات بتتحول لفرص للنمو والتعلم.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/