الثلاثاء، 13 مايو 2025

الشجر لا يشعر بالتقصير


#إدارة_نباتية 


عُمرك شوفت شجرة بتقول "أنا آسفة، مقصّرة"؟ عُمرك سمعت نخلة بتعتذر عشان ما طرحتش بلح كفاية السنة دي؟ عُمرك شميت وردة بتقولك "أنا ريحتي مش قد كده، سامحني"؟


الشجر ما بيعتذرش، الشجر ما بيجلدش نفسه، الشجر ما بيقارنش نفسه بشجر تاني. الشجر بيقف، ويمد فروعه، ويدي على قد ما يقدر، وساعات في مواسم ضعفه بيهدئ شوية. ممكن يفقد شوية ورق، يبطل يطرح، بس عمره ما حس إنه أقل. ولا عمره قال "أنا فاشل".


الشجر فاهم، فاهم إن الحياة مواسم، فاهم إن فيه شتاء، ورياح، وجفاف، وفاهم إن اللي عليه بيعمله، واللي مش بإيده، يسلمه لربه.


وإحنا؟ إحنا بنجلد نفسنا لو تعبنا، بنحس بالذنب لو ما قدرناش نعطي، بنقارن نفسنا باللي حواليّنا طول الوقت، بننسى إننا بشر، مش آلات، بننسى إننا بنمر بمواسم، زي الشجر بالظبط، بس بننسى نرحم نفسنا.


يا ريت نتعلّم من الشجر نقف ثابتين، ونمد إيدينا للحياة، نعطي على قد ما نقدر، من غير ضغط و إجهاد. لما نعجز عن العطاء نفتكر إن دي فترة وهتعدي. زي ما الشتاء بيعدي، ويرجع الربيع والشجر يرجع يطرح من تاني من غير ما يلوم نفسه و من غير ما يحس بالتقصير.

لما لقيت فرصة نقلتني عشر سنين للأمام


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #التحديات_اليومية


فاكر اليوم اللي اتكلمت فيه مع صاحبي وقالّي: "فيه فرصة شغل في مكان تاني، بس محتاجة حد مجتهد وبيشتغل على نتايج." الكلام ده قلب دماغي، لأني كنت فعلاً حاسس إن مجهودي في شغلي وقتها مش بيترجم لحاجة. كنت بشتغل وبتعب، بس مفيش مردود حقيقي، لا مادي ولا حتى تقدير معنوي.


قررت أخد الخطوة، وقدّمت في المكان الجديد. بعد المقابلة وحوار شيق مع المدير هناك، فهمت إن النظام عندهم مختلف تمامًا. كل مجهود بيبان، كل فكرة بتتحسب، والنجاح بيتقاس بالأرقام. ولأول مرة، بقيت بشوف نتيجة تعبي في الأرباح بعد كل مشروع، و في الأرباح الربع السنوية، وفي البونص السنوي.


المشروع اللي كنت فيه كان بيحقق دخل واضح، وكل ما اشتغلت أكتر، كل ما شفت ده بيترجم لأرقام في حسابي. مش بس مادياً، لكن كمان في فرص للتطوير، حضور مؤتمرات، كورسات، ومساحة حقيقية إني أكون صانع قرار.


الخطوة دي فعلاً حسيت إنها نقلتني عشر سنين قدام. مش بس لأن المرتب زاد، لأ، عشان حسّيت بقيمتي. عرفت إن ساعات الفرصة الصح بتغيّر حياتك، بس محتاجة جرأة وقرار نابع من إيمانك بقدراتك.


الدرس الكبير؟ متقعدش في مكان مش شايفك، ومتحبسش نفسك في comfort zone خايف تخرج منها. التجديد مش دايمًا سهل، بس ساعات بيكون بوابة المستقبل اللي تستحقه.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الاثنين، 12 مايو 2025

بيت العالم بيقع قبل بيت العابد


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

السؤال اللي هبدأ به هنا: هل الست تحب تعيش مع راجل عالم و لا راجل عابد؟ 

الناس فاكرة إن العلم بيحمي البيوت. وإن اللي فاهم ودارس وعنده شهادات، أكيد بيعرف يعيش ويحب ويصون اللي حواليه. بس الحقيقة؟ بيت العالم ساعات بيقع أسرع من بيت العابد.

ليه؟ علشان العالم بيقع في أمراض صعبة: زي التنافسية، الغرور، حب إثبات النفس، حب السيطرة، الإحساس إنه دائمًا "أفهم من اللي حواليه"، وإن رأيه هو الصح ومفيش حد زيه. وده بيدمر البيت من غير ما يحس.

العالم ممكن يقعد يفصّل مشاعر اللي حواليه تحت الميكروسكوب، يحلل الكلمة، ويشوف الغلط، بس ينسى يطبطب. ينسى يقول "أنا آسف"، "أنا مشغول بس سامعك"، "أنا تعبان بس بحبك".

العالم ممكن يكون شايف الكون، بس مش شايف مراته، مش شايف عياله، مش شايف بيته.

أما العابد، حتى لو مش دارس كتير، قلبه لين، خاشع، متواضع. عارف يعني إيه يسمع، يعني إيه يشارك، يعني إيه يسامح. بيت العابد بيقف على أساس الرحمة، مش على أساس المعرفة. وده اللي بيخليه يعيش.

البيوت ما بتقفش بالعقول، بتقف بالقلوب. والعقل من غير قلب، يبني عمارة مافيهاش روح. العلم نعمة، بس لو دخل البيت من غير تواضع، بيقلب نقمة.

علشان كده، العالم اللي مش بيعالج نفسه من الغرور، بيته بيقع قبل أي حد تاني... حتى قبل العابد البسيط اللي بيحب من غير ما يتفلسف.

يوم عادي في العمل وما تعلمته منه


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #الخبرات_والمواقف_اليومية #التحديات_اليومية


فاكر كويس جدًا يوم من الأيام اللي مفيهاش حاجة كبيرة حصلت… يوم عادي جدًا، لا أزمة، ولا اجتماع مهم، ولا مدير مخنوق. لكن بالرغم من كده، اليوم ده علّمني درس كبير.


صحيت بدري كعادتي، رحت الشغل، بدأت أراجع الشغل اللي كان لازم يتسلم. قابلت زميل محتاج مساعدة بسيطة، سبت اللي في إيدي ووقفت معاه. بعدها قابلت واحد تايه شوية، وديته نصيحة صغيرة فتحتله طريق. وقبل ما أخرج من الشغل، لقيت حد كبير بيقولي: وجودك بيطمننا، حتى لو اليوم مش مضغوط، بس إنت بتخلي كل حاجة ماشية بنظام.


ساعتها فهمت إن القيم الكبيرة بتتخلق من التفاصيل الصغيرة. مش لازم أكون عملت إنجازعظيم في اليوم ده، لكن وجودي، استقراري، ومساعدتي للناس حواليا، كانت هي الفرق.


اليوم العادي ده فهمني إن الاستمرارية هي البطولة الحقيقية. إنك تبقى موجود، مسؤول، ثابت، دي حاجات بتبني ثقة الناس فيك، وبتخليهم يشوفوك نقطة اتزان. مش لازم تبقى سوبر هيرو علشان تبقى مؤثر، أوقات كتير بتبقى البطل الصامت اللي بيعرف يحافظ على الرتم، ويقوّي الفريق من غير ما يتكلم كتير.


واتعلمت كمان إن اليوم اللي بيعدي من غير مشاكل، مش يوم ممل، ده مكافأة. وبيعلّمني أقدّر الهدوء، وأستغل الوقت في تحسين التفاصيل اللي ممكن في الزحمة نطنشها. يعني حتى لو اليوم شكله عادي، بس اللي اتعلمته منه مكنش عادي خالص.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الأحد، 11 مايو 2025

لا تغلف علمك بالغرور


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

يا ابني، زمان وأنا صغير، كانوا دائمًا يقولوا لي: "اتعلّم علشان تبقى حاجة كبيرة"، بس لما كبرت، فهمت إن التعليم مش بس علشان تبقى دكتور ولا مهندس ولا عالم... التعليم الحقيقي هو اللي يخليك تنفع غيرك، مش بس تنفع نفسك.

يعني إيه؟ يعني كل معلومة تدخل دماغك، وكل مهارة تتعلّمها، وكل كتاب تقرأه، لازم تسأل نفسك: "هعمل بيه إيه؟ و هقدر أساعد بيه مين؟"

ولو ربنا كرمك وبقيت فاهم وناجح، أوعى الغرور يدخل قلبك. التعليم العالي مش لازم يغلّفك بغلاف مغرور، خليه يفتح قلبك مش يقفله عن الناس. خليك دايمًا فاكر إن العلم ما بيرفعش اللي بيتعالى، العلم بيرفع اللي يعرف يحنّ ويشارك ويحتوي.

ولو حد سألك عن حاجة تعرفها، جاوبه بحب وبصبر. حتى لو سأل بطريقة مش عاجباك، ممكن يكون مش قصده يقلّل منك، ممكن بس مش عارف يوصل سؤاله، أو مكسوف، أو متوتر. وإنت الكبير بعلمك، خليك كبير بردّك وسعة صدرك.

ولو لقيت نفسك بتنصح حد، انصحه بجد، بمعلومة تستاهل، مش بس علشان تبان إنك فاهم. ما تعملش نفسك بتنصح، وإنت من جواك مش فارق معاك. النصيحة أمانة، ولو مش ناوي تقولها بإخلاص، يبقى اسكت أكرملك.

ولو حد عارضك أو ما اقتنعش بكلامك، ما تتّهموش بالجهل، ولا تفتكر إنك دائمًا الصح. ممكن يكون عنده وجهة نظر، وممكن ربنا يعلّمك من خلاله حاجة جديدة.

العالم الحقيقي، كل ما يعرف أكتر، يتواضع أكتر. يتكلم بحنية، ويسمع الناس كويس، وما يتكبرش، ولا يشوف نفسه فوقهم. لأنه لو معملش كدا هيسقط في بئر من الهوى، و دا ملهوش آخر.

وخدها قاعدة مني: أجمل فرحة في الدنيا مش إنك تبقى الأذكى، و لا الأغنى، و لا اللي سبق، لكن إنك تبقى مصدر خير وأمان وعلم حقيقي للّي حواليك.

و دي دعوة مني لك، بظهر الغيب، يا رب يا وهّاب، هب لابني علم نافع، وقلب نقي، ونفس متواضعة، ونيّة صافية... وخليه دائمًا سبب في الخير وسند للي حواليه.

تأثير الحكمة المكتسبة من الخبرة على قراراتي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #نهاية_المسيرة_المهنية #الخبرة_والمعرفة


على مدار سنين شغلي، مكنتش باخد قراراتي بسرعة، ولا كنت بسيبها للظروف. يمكن في أول الطريق كنت أتهور أو أندفع أوقات، بس مع كل موقف، كل مشروع، وكل أزمة، كنت باتعلم. والخبرة مكنتش بس تراكم معلومات، لأ، دي كانت تراكم مشاعر، مواقف، ونتائج… ودي اللي صنعت الحكمة اللي بقيت باعتمد عليها.


الحكمة اللي بتيجي من الخبرة مش مجرد كلام بنقوله، دي بتعلّمك إمتى تقول لأ، وإمتى تسكت، وإمتى تاخد خطوة لقدام، وإمتى تقف مكانك وتستنى. بتخليك تبص على الصورة الكبيرة، مش بس على اللحظة. بتخليك تختار معاركك بعقل، وتحمي طاقتك من الاستنزاف.


فاكر مرة كان مطلوب مني أختار بين اتنين من زمايلي في فريق المشروع، واحد فيهم شاطر تقنيًا، والتاني علاقته بالفريق ممتازة. لو كنت لسه في أول شغلي، كنت اختارت اللي شاطر وخلاص. لكن الخبرة اللي اكتسبتها، اخترت اللي يعرف يشتغل بروح الفريق، والنتيجة كانت مشروع ناجح، و ثقافة مريحة بين كل أفراد القسم.


الحكمة كمان علمتني إن مش كل فرصة لازم تتاخد، ومش كل تحدي لازم أواجهه بنفسي. ساعات القوة إنك تسيب، مش تمسك. وإنك تختار الوقت الصح لكل حاجة.


وفي لحظة ما، بقيت واثق إن قراراتي مش جاية من خوف ولا اندفاع، لكن من عقل رايق وشايف الدنيا بنضج. وده خلى الناس تأخذ بكلامي، مش لأن عندي سلطة، لكن لأن عندي مصداقية.


والنهارده، لما الناس بتسألني إزاي بتعرف تاخد قرار سليم؟ بقولهم: لأن كل قرار غلط خدته زمان، علّمني دلوقتي آخد الصح من أول مرة.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/