أنا المسؤول عن لون بطيختي

يجزم الجميع تقريبا على تشبيه الزواج كشراء بطيخه، هل ستكون حمراء مسكرة أم بيضاء ماسخه. هنا الرجل يعتبر زوجته بطيخة و أيضا المرأة تعتبر زوجها بطيخه. طبعا هذا ضرب من الحماقه

هذا التشبيه يدل على جهلي الشديد بشريك حياتي و عدم مرافقته وقت صداقتنا و خطبتنا و وقت تعارفنا و عدم معرفتي بشخصيته و بما يحبه و بما يكرهه

نعم يوجد لكل شكل خريطة و لكل شخصية دليلا، فأنا إنسان كامل و تام، لي رأي و نظرة و مشاعر، أحب و أكره، أخاف و أحلم، و لي إختيارات و سقطات و نجاحات

المهم قبل معرفة بطيخة شريكي يجب أن أكون مسؤلا عن بطيختي. فيجب أن أكتشف نفسي و أعرفها قبل أن أجعل الآخر يكتشفني و يعرفني. فلو عرفت نفسي جيدا سأختار شريكا يسهل عليه معرفتني جيدا. و سأكون سعيدا معه إذا ما أحب بطيختي كما لونتها لنفسي

لغة طفولية خاصة وسط العشوائية

يولد الأطفال بمحدودية كبيرة في الشعور بحواسهم و فهم أو إدراك رد فعل هذه الحواس فلا يفهموا ما يروه أو يسمعوه أو يتذوقوه أو يشموه و يستجيبوا لهذه المؤثرات بالخوف و البكاء ما عدا اللمس فإنهم يستجيبوا له بالهدوء و الإطمئنان

عملية إدراك الحواس و فهم ما وراءها من سمع أو رؤية أو شم أو تذوق أو حتى لمس تعتبر معقده عند الأطفال و تحتاج إلى وقت طويل لجعل الطفل يفهم طبيعة جسمه و متطلباته

المختلف و الجميل في الموضوع أن الأب و الأم يستطيعوا إستخراج أنواع ثابتة من ردات الفعل العشوائية عند طفلهم مع المؤثرات المختلفه و يستطيعوا بشئ من التركيز إنتاج مفردات أو حتى حركات تلفت إنتباه طفلهم و يقوم بالإستجابة لها. طبعا توجد فروق فردية بين الأطفال و بعضها و لكنها تظل لغة جميلة و خاصة جدا

الفكرة هنا أن شخصية الطفل تتشكل و تنتظم نتيجة عوامل مثل سرعة إدراكه لهذه الحواس و دقة الأب و الأم في إستخراجها من عشوائية أفعاله و ملاحظة ردات الفعل و ربطها مع المؤثرات المختلفه و إستخدامها يوميا و بصورة متكررة فيدركها الطفل بسهولة و يعتمد عليها في تعامله معهم

و ستظل طوال سنتين من عمره هي اللغه الخاصه التي يتكلم بها مع والديه ويط عشوائيات ردود أفعاله

رفض التغير و تطويع الطاعة ... هذا ما وجدنا عليه أبناءنا

الإنسان بطبيعته كائن مفطور على الطاعة و الإستسلام للمحافظة على الموروثاث، فالإنسان يندرج في العادة داخل جماعة و ينتمي إليها و يقبل بأوضاعها و يسلم بها راضيا أو كارها و على الرغم من كثرة شكواه إلا أنه ينتهي بالطاعة و بالتسليم. و هو دائما يتخوف من كل تغيير فيعتبر أن الشر المعروف له مطمئن أكثر من الخير الغير معروف فلا يرضى أن يتحرك أو يتغير

طبعا ممكن أن يكون هذا التطويع و الإستسلام مفروض من الطبقات الحاكمة سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو حتى دينية. فأي تغير في الأوضاع القائمة لابد أن يحدث أثر و يمس الإمتيازات

الفكرة هنا أن معظم أو قل الغالبية العظمى تحافظ على هذا النظام و هذه العادات و الموروثات حتى تصبح جزءا من نظام الحياة و بالتالي أي تغير فيه سيعطي إنطباع أن المجتمع سينهار

هنا الناس تم تطويعهم على الإستسلام و قبول أوضاعهم لدرجة الدفاع عن النظام القائم و خدمة الحكام حتى لو كانت ظالمة لأنهم آمنوا بأنهم أعلى منهم شئنا و أفضل منهم فكرا فيجب طاعتهم

ويصل الأمر في حياة الناس إلا أنه يفرض على الأولاد توارث صناعة و حرفة العائلة نظرا لإستقرار وضعها و لضمان كسب معيشتها حتى لو كانت سيئه. فيطوع الرجل أبنائه على مهنته و يوَرثهم وضعهم الإجتماعي المستقر فينشأ الأولاد على ما وجدوا عليه الأباء و بالتالي يرفضوا التغير

النمو في المؤسسة النباتية

في عالم النباتات النمو بيكون بشكلين حسب درجة الحراره و عمر النبتة . يعني في الأول تلاقي الزرع بيعمل ساق رفيع و صغير مع جذر رفيع و صغير . و بعد حوالي 3 سنوات من النمو تلاقي الساق أصبح أسمك و الجذر أصبح أكبر و أعمق

في الأول النمو بيكون طولي سواء لأعلى أو لأسفل. و بعد مرور السنين يبدأ النبات في السماكه فيكون النمو عرضي - أو دائري يعني - فتتكون طبقة أخرى من الخلايا تحت الموجوده و يكون لونها مائل للإصفرار و عند إضافة الطبقات الجديدة تصبح الطبقة القديمة أكثر دكانة فيقترب لونها إلى البني و يقل فيها اللون الأخضر، كدليل على الخبرة

الفكره هنا أن النمو الطولي و كمان النمو الدائري بيبدأ من نقطة واحدة و هي أعلى نقطه في الساق (المركز الرئيسي للزرعه كلها) فيزداد سماكة من أعلى الزرعة أولا ثم تتجه للأسفل. و لكن إنتاج الطبقة الجديدة يزداد كلما زاد الضغط على الساق علشان كدا تلاقي أن الزرعه أكثر سماكة عند الجذع القريب من الأرض

توم كوران و الفيسموجديب

توم كوران هو أستاذ باثولوجي يعمل في إحدى المستشفيات التي تعالج الأورام السرطانية وكانت إهتماماته تنحصر في تتبع الجينات المسؤولة عن نمو الدماغ الطبيعية بشكل صحيح . ثم إنتقل للعمل في مستشفى سرطان للأطفال و أصبح يهتم بسرطان المخ عند الأطفال

و مع الوقت بدأ يتابع الحالة الصحية للأطفال مع العلاجات الكيمائية و الإشعاعية و كانت النتائج تأتي مبشرة فنسبة الشفاء تقترب من ال 80%. و لكن النسبة تقل جدا جدا عند إرتداد المرض و وقتها تكون المحاولات كلها تبوء بالفشل

فبدأ كوران بالبحث عن دواء يمكنه ضرب السرطان في قلبه . و قد وجد أمامه بحث يتحدث عن عيون السايكلوبامين - و هو ماده عندما أكلتها الخرفان و هي حامل ولدت خرفان بعين واحده و دماغ غير منفصلة - و لمعت في عيونه تجربة الماده الجديده

و نظرا لأن مادة السايكلوبامين تعتبر سامة و مكلفة لتصنيعها ، فقد أعاد النظر فيها و لكنه إستطاع بعد بحث مضني إستمر لسنوات عن شركة أدوية تصنع مادة تستطيع إعطاء نفس التأثير

و بالفعل تمكن من إيجادها و إجراء عدة أبحاث على فئران مصابة بسرطان المخ و نتيجة إستخدام الماده الجديده ، تقلص حجم الورم بدرجة كبيرة جدا في وقت قصير و لكن كان لها عرض جانبي شديد و هي منع العظام من النمو . و كان السؤال الصعب بالنسبة إليه هل ممكن أن يعالج السرطان الفعلي عند الأطفال و لكن نمنع نمو عظامهم

و بالفعل إستطاع إدخالها لمرحلة التجارب السريرية و لكن مع الأطفال الذين يعانون من إرتداد المرض فهم يواجهون خطر الموت المبكر فلن تكون مشكلة نمو العظام عائقا أمام قبول ذويهم الدخول في التجربة

و بحلول الوقت و إنتهاء التجربة ظهر الدواء الجديد لجميع الأطفال المصابة بسرطان المخ من نوع ال medulloblastoma و أصبح إسمه الفيسموجديب . وكمان بقى يستخدم لعلاج أنواع تانيه زي سرطان القولون و البنكرياس و الرئة

و يبقى الأمل

لما تيجي تختاري راجل

لما تيجي تختاري راجل علشان يكون لك زوج و لأطفالك أب، إختاري الراجل إلي بيهتم بالقيم الأخلاقية زي الصدق و الأمانة و الشرف و كمان بيهتم بالقيم الإنسانية زي الرحمة و الإيثار و التعاون

الراجل من النوع ده بيعيش الحياة الزوجية بكل معانيها و إحساساتها و كمان يهب حياته لأسرته و يخلص تماما لزوجته. الراجل ده لا يرى السعادة الحقيقية إلا من خلال حياة الأسرة و البيت. هو يرى الحب في معناه الأسمى و الأعمق من المودة و الرحمه

الراجل ده مش هيكتمل إلا مع زوجة عندها طاقة من الأمل و الإقبال على الحياة و مليانه نشاط و حيوية و مشاعر. و دائما خليكي ذكية في التعامل معاه و في كل الأوقات أكديله على إكتمال رجولته و إمنحيه الطمأنينة و الثقه