الاثنين، 29 مايو 2023

مودة و رحمة حكمة إجتماع


الودود و الرحيم أسماء من أسماء الله الحسنى، يعني المودة و الرحمه صفتان من صفات الله تعالى و علشان كدا مش هيكون لهم حدود لمعانيهم. و لما ربنا إستخدمهم في الزواج فمعنى كدا إنهم يعلوا على كل الصفات

الموده مطلوبه في السراء و الرحمه في الضراء و هنا حكمة إجتماع الصفتين مع بعض و هي إشارة إلى ضرورة مواجهة بعض صعوبات الزواج و الحياة مع بعض. هيكون في أيام سهلة محتاجه موده و أيام صعبة محتاجه رحمه

الموده يدخل في معناها اللين و البشاشه و المؤانسه و البساطه و الصفاء و الرقه و الألفه و الإنجذاب و الإشتياق و السرور و الإنشراح و البهجة. و الرحمة يدخل في معناها التسامح و المغفرة و سعة الصدر و التفهم و الإحتواء و الصبر و الحماية و العطاء

الفكره هنا ان حكمة الإجتماع هي تفسير لسر الاستقرار الأسري و الطمأنينة داخل البيوت

الأحد، 28 مايو 2023

السمات ... وراثة و تربية و دراسة


يعتمد تصرف الطفل في أي وقت على عوامل دافعية تأتي من داخله يعني تربيته و عوامل موقفية تأتي من البيئة المحيط به و مشاعره المتحكمه فيه. مثلا لو الطفل تربى على العنف و الأذى هيكون سلوكه العام ماشي يضرب في كل الناس و لو تربى على الكبت و الخوف تلاقيه بيخاف يجرب كل حاجه و معندوش ثقه في نفسه خالص

في رأي آخر بيقول إن الطفل بيورث من والديه و من قبلهم الأجداد سلوكيات أو دوافع للسلوكيات ممكن أن تكون إندثرت و إختفت في الأجيال الحديثه مثلا تجد طفلك يتصرف بكرم فتقول إنه طالع زي فلان من عائلته و تجد أخوه بيتصرف بتحايل و خبث فتقول أنه طالع زي فلان آخر

طبعا في دراسات كثيره بتحاول جاهدة إظهار الإرتباط بين الوراثة و التربية و تحاول إبتكار معادلة تتنبأ بالسلوك بناء على الدوافع الذاتية للتصرف مع إختلاف البيئات الخارجية و لكن دائما ما تجد صعوبة في إظهار أي ترابط

الفكره هنا إن دور الأب و الأم في تكوين أسرة و إنجاب أطفال يأتي بإهتمام و بذل جهد في كشف ملابسات التصرفات عند أولادهم و محاولتهم لفهم طبيعة شخصياتهم و تعليمهم سمات الخير و طرق إستخراجها من المصادر الحياتية المختلفه من غير ما تعتمد على أن العوامل الوراثة هي السبب و إن تغير سلوك الأولاد ملهوش حل

الخميس، 25 مايو 2023

البقاء لل.....


دائما بنقول و بنردد كلمات كالبقاء للأقوى و لكننا لا نفسر القوة نفسها . فهل هي قوة الجسد فالأسد مثلا أقوى من الثور فهل الأسد أحق بالبقاء حيا منه، أم قوة الصراع فالدفتريا مثلا أقوى من الإنسان فهل هي أحق بالبقاء من الإنسان، أم قوة العزيمة فالتسماح أحق بالحياة من كل الكائنات. و بالتالي فوصف القوة يعتبر ناقص

و إذا أخذنا البقاء يكون للأصلح فهل قتل الأسد للثور هو أصلح للأسد أو العكس إذا إستطاع الثور قتل الأسد فهل هو أصلح للحياة، و هل الدفتريا أصلح من الإنسان للحياة أو الإنسان أصلح منها. و هل التمساح أصلح للحياة من كل الكائنات نتيجة عزيمته و صبره الشديد. و بالتالي فوصف صالح يعتبر وصف ناقص

الفكره هنا أن البقاء على قيد الحياة يعتمد كليا على صفة أخرى غير القوة و الصلاحية - بخلاف أهميتهم - و لكن ترتيبهم يأتي تباعية. أما البقاء يأتي دائما للأقدر، القدرة هنا هي القدرة على المحافظة على النفس و النوع ككل

فإذا قدر الأسد المحافظة على نوعه و تمكنه في كل مره من قتل الثور فهو أقدر عليه و بالتالي هو المستحق للحياة - لكنه لا يستطيع - و بالمثل قدرة الدفتريا على قتل الإنسان أصبحت محدوده و أصبح الإنسان قادرا على مجابهة الدفتريا - و لكنه مازال غير قادر عليها تمام - و نفس الكلام ينطبق على التمساح فعزيمته تنقلب ضده إذا زادت عن حدها

البقاء للحياة ليس دائما للأقوى و لا للأصلح و لا للأقدر و إنما هو صراع دائم بينهم - [و تلك الأيام نداولها ] - و الدائرة دائما تدور. فالقوة تفقد و الصلاحية تفقد و القدرة تفقد. و لا يبقى عليها إلا من خلقها فالبقاء دائما و أبدا لله

الأربعاء، 24 مايو 2023

العلاج بالعزل


في عالم النباتات تلاقي الشجر بيعرف يعالج نفسه بطريقة ديناميكية و تشريحية و بيقدر يستغل قدرته على إنتاج خلايا جديدة لو أصيب بمرض و مش قادر على مواجهته

الشجر بيقوم بعزل الخلايا المصابه عن بقية الخلايا فتلاقيه بيبني جدار عازل و سميك حول الإصابة لمنعها من التغلغل بداخل الشجرة و بيفرز مواد بين الخلايا وظيفتها تقيد حركة الغازي من فطر أو بكتريا أو فيروس و الجميل إنه بيقدر يحول الخلايا الحية الملاصقة للغازي إلى خلايا ميتة ممتلئة بمواد يكرهها الغازي لتوجيه لمنطقة أخرى حية و لكنها محدده سلفا لتحجيمه و السيطرة على تغلغله

طبعا الخلايا المعزولة بتفقد وظيفتها و حتى لا تتأثر باقي الخلايا تقوم الشجرة بإعادة تكوينها من جديد بصورة صحيحة من الصفر أو من تحويل خلايا أخرى من نوع آخر إلى النوع المصاب لتمارس وظيفتها سريعا

الجميل في الموضوع إن الشجر يستطيع معرفة طريقة الغازي في التغلغل و بالتالي ينتج مواد كيميائية لمقاومته و الأجمل أنه يغير من تركيبة جدار الخلية و يزيد من حموضية الخلايا الداخلية لجعل البيئة غير مناسبة للغازي و يغلق الطريق أمامه
إستمرار الشجرة في المقاومة و في قدرتها على عزل الإصابة و تكوين خلايا جديدة و صحيحة سريعا هو في الحقيقة يعتمد على إستمرار حياتها

الثلاثاء، 23 مايو 2023

واحد ... مئة ... ألف ... عشرة ألاف


في جسم الإنسان تقريبا موجود حوالي ٢٥ ألف جين في الجينوم كله. كل واحد منهم مسؤول عن حاجه واحده و بيتفاعلوا مع بعض بطريقه منظمه جدا حسب المكان و الزمان و المؤثرات

لحد دلوقتي إتحدد تقريبا ٣٥٠ منهم على الأقل كجينات سرطانية محتمله. و طبعا وفق بعض التغيرات ممكن يرتفع العدد للألاف و كمان عشرات الألاف من الجينات

و بما أن كل مرض بيكون له توقيعه الجيني الخاص به، فكل نوع من السرطان بيكون له توقيعه الجيني الخاص به جدا جدا. يعني كدا هل السرطان مرض واحد ولا مئات الأمراض ولا حتى عشرات ألاف من الأمراض

زمان كان بيتم تصنيف السرطانات على أنها حميدة أو خبيثة، هرمونية أو غير هرمونيه، حادة أو مزمنه. بس دلوقتي بقت التصنيفات معقدة أكثر و بقت على حسب الجينات السرطانيه و التوليفات المختلفه. و كان سرطان الدم بس مثلا نوعين و مع الوقت بقى عشر أنواع و دلوقتي بيوصل لأقل قليلا من مئة نوع و في المستقبل هيوصل لألف نوع

الفكره هنا ان كلما تعلمنا أكثر و تعمقنا أكثر في عالم السرطان، كلما إكتشفناه أكثر، و عرفتا أننا لا نتعامل مع مرض واحد بشكل واحد كبقية الأمراض و لكننا نتعامل مع مرض عنده القدره على إنشاء عشرات و مئات و حتى ألاف الأنواع منه، تكون موجوده داخل السرطان نفسه. و لعلاجه علينا أن نعالج جميع هذه الأنواع في نفس الوقت

و يبقى الأمل

الاثنين، 22 مايو 2023

لتسكنوا بينكم


الأصل في الحياة أن يكون هناك زواج. رجل مؤهل أن يكون زوجا و أيضا إمرأة مؤهلة أن تكون زوجة. و يذهب الرجل للمرأة لتكون زوجته و سكنه و تذهب المرأة للرجل ليكون زوجها و سكناها

ربنا بيقول [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة]

هنا ربنا إستخدم كلمة أزواجا مش نساء ، معنى كدا إن السكن لن يتحقق إلا بعلاقه زواج و حلال، يعني لازم المرأة تتحول إلى زوجة و الرجل إلى زوج، ولا يمكن أن ينعموا مع بعض بالسكن إلا بالزواج

و كمان ربنا قدم السكن على المودة و الرحمه فإذا قام السكن ظهرت المودة و الرحمه بينهم . وقال [بينكم] يعني المودة و الرحمه مشاعر متبادلة ولن تظهر إلا من خلال تبادل الطرفين

و المقصود بالسكن هو شعور السكينة. و السكينة هي الطمأنينه و الشبع و الستر و الراحة و السرور. فهو ليس حوائط و أرضيات و لا تشطيب و عفش و ديكور و لكنه طيب معشر و تفاهم و رحمة، فخير متاع الدنيا هو الزواج الصالح