دائما بنقول و بنردد كلمات كالبقاء للأقوى و لكننا لا نفسر القوة نفسها . فهل هي قوة الجسد فالأسد مثلا أقوى من الثور فهل الأسد أحق بالبقاء حيا منه، أم قوة الصراع فالدفتريا مثلا أقوى من الإنسان فهل هي أحق بالبقاء من الإنسان، أم قوة العزيمة فالتسماح أحق بالحياة من كل الكائنات. و بالتالي فوصف القوة يعتبر ناقص
و إذا أخذنا البقاء يكون للأصلح فهل قتل الأسد للثور هو أصلح للأسد أو العكس إذا إستطاع الثور قتل الأسد فهل هو أصلح للحياة، و هل الدفتريا أصلح من الإنسان للحياة أو الإنسان أصلح منها. و هل التمساح أصلح للحياة من كل الكائنات نتيجة عزيمته و صبره الشديد. و بالتالي فوصف صالح يعتبر وصف ناقص
الفكره هنا أن البقاء على قيد الحياة يعتمد كليا على صفة أخرى غير القوة و الصلاحية - بخلاف أهميتهم - و لكن ترتيبهم يأتي تباعية. أما البقاء يأتي دائما للأقدر، القدرة هنا هي القدرة على المحافظة على النفس و النوع ككل
فإذا قدر الأسد المحافظة على نوعه و تمكنه في كل مره من قتل الثور فهو أقدر عليه و بالتالي هو المستحق للحياة - لكنه لا يستطيع - و بالمثل قدرة الدفتريا على قتل الإنسان أصبحت محدوده و أصبح الإنسان قادرا على مجابهة الدفتريا - و لكنه مازال غير قادر عليها تمام - و نفس الكلام ينطبق على التمساح فعزيمته تنقلب ضده إذا زادت عن حدها
البقاء للحياة ليس دائما للأقوى و لا للأصلح و لا للأقدر و إنما هو صراع دائم بينهم - [و تلك الأيام نداولها ] - و الدائرة دائما تدور. فالقوة تفقد و الصلاحية تفقد و القدرة تفقد. و لا يبقى عليها إلا من خلقها فالبقاء دائما و أبدا لله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق