السبت، 28 يونيو 2025

بيتين واقفين جنب بعض


#بقايا_أفكاري 

كنت واقف في هدوء ببُص على عمارة شيك جدًا… ألوانها هادئة ومتناسقة، شبابيكها زي البراويز، والبلكونات معمولة بذوق، والتشطيب نظيف و شيك، كأنها لابسة لبس خروج مخصوص لمناسبة رومانسية. فيها أناقة كده، و فيها احترام لنفسها ولللي حواليها.

جنبها على طول… عمارة تانية، أقدم شوية. من بعيد تحس عندها زي كِرش، يعني في بروز كده مش محسوب، و شوية ألوان غامقه حوالين الشبابيك شبه الهالات السودا، ودهانها متقشر كأنها لسه صاحيه من النوم، و السطح مليان حاجات مرمية ومش متوضبة كأن له شعر منكوش.

وقفت أتخيل: يا ترى لو البيتين اتعودوا على شكل بعض وحبوا بعض بجد؟ هيبقى الحب ده عامل إزاي؟

متهيألي هيكون حب صادق… حب مش بيحكم على المظاهر، حب ناضج زي الناس اللي عاشوا كتير وفهموا إن الجمال مش في الشكل بس، إنما في الحياة اللي جوا.

العمارة الشيك ممكن تكون علمت العمارة التانية يعني إيه تتهتم بنفسها، تهوي أوضها، و تصلح الحاجات البايظة فيها. والعمارة القديمة ممكن تكون علمتها إن الراحة مش بس في المنظر، لكن في الحكايات اللي متخزنة في الحيطان، والدفا اللي بيطلع من القلب حتى لو الدهانات مش بتلمع.

وساعتها… الحب بينهم مش هيبان في شكلهم، لكن في نظرة كل بيت للتاني. في لمعة الإزاز اللي اتغسل مخصوص علشان يشوفها بوضوح. في وردة شالها الهواء من بلكونة للتانية. في لمبة نورت زي بغمزة في نص الليل، من غير مناسبة… بس علشان تقول: أنا شايفاك… و بسلم عليك.

الحب اللي بين البيوت عمره ما بيتقال، بس بيتشاف… وساعات بيتحس من غير ولا كلمة.

دور الإنجازات الصغيرة في بناء سمعتك المهنية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #النمو_المهني #التقدم_والترقيات


طول ما انا بشتغل، كنت فاهم كويس إن الإنجازات الكبيرة مش بتيجي مرة واحدة، دي بتتبني على حاجات صغيرة… قرارات صغيرة، مجهود يومي، وتفاصيل الناس ممكن ما تاخدش بالها منها، بس هي اللي بتفرق.


أنا ماستنيتش مشروع ضخم علشان أبان، ولا لحظة بطولية علشان الناس تقول اسمي. كنت بشتغل في كل حاجة، حتى لو بسيطة، وكأني بشتغل في أهم ملف في الشركة. وده اللي عمل فرق.


الناس بدأت تاخد بالها، مش من الشو، لكن من الاستمرارية. من إن كل مرة بيتطلب مني حاجة، بتتعمل مظبوطة. من إن اللي بيتسند عليّا، بيطمن. من إنِّي مش بس بشتغل… لأ، أنا بحل، وبضيف، وبكمّل اللي ناقص من غير ما أدوّر على الشكر.


كل إنجاز صغير عملته، حط طوبة في سمعتي المهنية. الطوبة دي كانت احترام، ثقة، واعتماد. وكل ده هو اللي فتح لي باب الشغل، وباب الفرص، وباب الكلام الكويس اللي بيتقال عنك في غيابك قبل حضورك.


الناس بتفتكر الإنجاز الكبير، بس الحقيقة؟ النجاح الحقيقي بيتبني من التفاصيل الصغيرة اللي بتكررها كل يوم… بحب، وبضمير، وبصبر.


فاللي عايز يسيب بصمة، يركّز في التفاصيل. واللي بيفكر في السمعة، يبدأ من الحاجات اللي الناس بتستصغرها… لأن هي دي اللي بتبني اسمك.


أنا اتبنيت من الصغير… وعشان كده وقفت كبير.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الجمعة، 27 يونيو 2025

نصيحة أقدمها لزملائي عن التقدم المهني


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #النمو_المهني #التقدم_والترقيات


لو هقدّم نصيحة لزمايلي عن التقدم المهني، فهي ببساطة: ابنوا نفسكم قبل ما تستنوا حد يبنيكم.


كنت فاهم من بدري إن مفيش ترقية بتيجي بالحظ، ومفيش حد هياخد بإيدك طول الطريق. النجاح محتاج مجهود، ومجهود ثابت، مش ضربة حظ ولا مجاملة من مدير.


كنت دائما بقول لنفسي: اعمل شغلك كأنك المدير، وكأن مفيش حد بيقيمك غير ضميرك. ماكنتش بشتغل عشان أرضي حد، كنت بشتغل علشان أرضى عن نفسي. وبالطريقة دي. الناس بدأت تاخد بالها، والفرص بدأت تيجي، بس بعد ما كنت أنا جاهز ليها.


الترقية مش بس بتحتاج شغل كويس، بتحتاج استمرارية، وأخلاق شغل، ووعي بنفسك. خليك عارف نقاط قوتك، واشتغل على ضعفك من غير ما حد يطلب. ما تستناش مدير يعلمك كل حاجة… اسبق، دور، اتعلم، وساعد اللي حواليك من غير مصلحة.


وأهم حاجة: ما تبقاش نسخة من غيرك. خليك نفسك، وامشي على طريقتك، لكن بخطوة ثابتة وقلب صادق. كل واحد ليه طريق، والتقدم مش سباق. دي رحلة، واللي ماشي فيها بوعي، بيوصل حتى لو متأخر شوية.


نصيحتي؟ كن شاطر. بس كن نضيف. كن طموح. بس كن محترم. كن نفسك. بس بأفضل نسخة منها.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/



الخميس، 26 يونيو 2025

التاريخ آثار و كلمات لماض مات و مستقبل آت

التاريخ هو سجلٌ لآثار الماضي وأحداثه، وهو مرآة تعكس الحاضر وتنبئ بالمستقبل. عندما نقرأ في كتب التاريخ، نجد إشارات إلى دول وتنظيمات وأنظمة اقتصادية واجتماعية وحربية. هذه الإشارات تتحدث عن أمم وشعوب رحلت، لكنها تُبعث من جديد من خلال ذِكرها وتدوين آثارها، بغض النظر عن مدى دقة أو صدق تلك الروايات.
لو لم تترك بعض الأمم آثارًا تُذكر، لاندثرت من الذاكرة كما حدث مع المغول وقائدهم جنكيز خان، الذين تلاشت آثارهم بعد هزيمتهم ولم يبقَ من ذكراهم سوى ما كُتب في الكتب. أو كما حدث مع الدولة الإخشيدية في مصر، حيث نادرًا ما نجد آثارًا تذكرهم سوى ما دُوّن من تاريخهم على الورق.
كما أن الحضارات تنتقل بين الأمم، كذلك العلوم والتاريخ ينتقلان بين الشعوب، فنرى التراث المعماري للمصريين القدماء داخل الآثار الرومانية، ونجد الأفكار الإغريقية متداخلة في الأوساط الإسلامية. لذلك، فإن أية أمة مرت دون أن تخلف أثرًا حضاريًا، تُعتبر كأنها لم توجد إلا في عقول الباحثين الذين يغوصون في أعماق التاريخ بحثًا عن تلك الآثار.
ويقال إن التاريخ هو عين الحاضر، لذا فإن قراءة التاريخ ليست مجرد وسيلة لمعرفة الماضي، بل هي أداة لفهم الحاضر و قراءة المستقبل. عند قراءة كتاب عن التاريخ، يجب اختيار كتاب يستطيع أن يعيد إحياء أثر حقيقي يمكن لمسه ورؤيته، والأهم من ذلك هو استخلاص العبر من تلك القراءة والإتعاظ بما فيها.
وعلى هذا النحو، يكون التاريخ درسًا نستفيد منه في حاضرنا، ودليلًا نهتدي به نحو مستقبلنا، فهو ليس مجرد سرد لأحداث مضت، بل هو تجسيد لتجارب إنسانية تعيش في ذاكرتنا.

تأثير الترقيات على ثقتك بنفسك


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #النمو_المهني #التقدم_والترقيات


طول عمري كنت دائما بشتغل من قلبي. مش علشان حد شايفني، لكن علشان أنا شايف نفسي. كنت بدي من وقتي، ومن مجهودي، وبعمل كل حاجة بإتقان كأني صاحب المكان، مش موظف فيه.


وأول مرة اتكرمت بترقية، حسيت بحاجة جوايا بتتعدل. مش غرور، لأ، لكن ثقة نضجت. الترقية بالنسبالي ماكنتش بس زيادة في المرتب أو كرسي أكبر، كانت رسالة بتقولي: كمل، إنت ماشي صح.


كل ترقية كانت علامة إن الطريق اللي اخترته مش سهل، لكنه مظبوط. كانت دليل إن الشغل بيتشاف، وإن التعب بيعمل صدى. والثقة؟ زادت مش لأن الناس قالتلي برافو، لكن لأني بقيت شايف نفسي في مراية أوضح.


الترقيات علمتني إني أصدق نفسي أكتر، وأكمل في طريق البناء، مش بس لنفسي، لكن كمان للي حواليا. بقيت أشارك اللي اتعلمته، أمد إيدي للي لسه بادئ، وأفتح الباب لغيري زي ما أنا لقيت باب اتفتحلي.


والأجمل؟ إني بقيت أعرف إن التقدير الحقيقي مش بس بييجي من مدير أو نظام. التقدير بيبدأ من جواك. ولما تبقى واثق من نفسك، الدنيا بترد لك الثقة دي على طريقتها.


أنا اتكرمت أكتر من مرة، لكن كل مرة كانت بتأكدلي نفس المعنى: اثبت… إنت تستاهل.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الأربعاء، 25 يونيو 2025

ضحك عليك اللي قال: الشجر (مش) بيقف على حد


#إدارة_نباتية 

اللي بيقولك الشغل مش بيقف على حد غالبًا بيكون يا بياع شعارات، يا حد عايز يطمن نفسه إنه يقدر يكمل من غيرك، وده كلام ممكن يبقى حلو في الكتب، بس في الواقع؟ لأ، مش دائما صح.

الشغل بيقف، وبيتهز، وبيتبهدل كمان لما الناس الصح تمشي.

الناس اللي بتشتغل بضمير، اللي قلبها على الشغل كأنه بتاعها، اللي بتفكر وتخطط وتصلح من غير ما حد يقولهم. الناس دي بقت عملة نادرة، ومش أي حد بيعرف يعوضهم.

الناس الأمينة اللي مش بتشتغل لمجرد القبض، لكن بتشتغل علشان بتحب تسيب أثر حلو، الناس اللي اتربت على الأصول، بقت تقلّ، ولما بتسيب مكان، سابوا وراهم فراغ صعب يتسد.

يعني الشجرة فعلاً مش بتكبر لوحدها. الشجرة محتاجة اللي يرويها، اللي يسندها وقت العواصف، اللي يوافق على التغير و يشيل فرعها اليابس، اللي يشوف فيها أمل ويفضل يسمدها و يراعيها لحد ما تطرح.

فـلما الناس دي تمشي، الشجرة ممكن تفضل واقفة شوية، بس مش هتطرح تاني بنفس الطعم ولا بنفس الغزارة.

واللي ييجي بعدهم، لو مفهمش قيمتها، ممكن يرويها زيادة فتعفن، أو يسيبها تنشف من غير ما يحس.

فبلاش نضحك على نفسنا، ونقول الشغل مش بيقف على حد. الشغل الحقيقي مش ماكينه، دا حياة، وشراكة، وقيم، والناس اللي بتعرف تحافظ عليه وتكبره. دول مش أي حد.

ولو لقيت حد شاطر، محترم، أمين، و متربي، حافظ عليه علشان هو اللي هيحافظ على الشجر عندك و يخليه يكبر.