الخميس، 24 أبريل 2025

أول مرة توليت مسؤولية قيادة فريق


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الإدارة_والقيادة #القيادة_والإلهام

أول مرة توليت فيها مسؤولية قيادة فريق كانت تجربة مليانة تحديات، خوف، وفي نفس الوقت حماس كبير. كنت لسه جديد في الدور ده، وكل حاجة كانت جديدة عليّ: من تنظيم العمل لقيادة الأفراد، والتأكد من أن كل حاجة ماشية بشكل سليم.

أول ما عرفت إني هقود فريق، مشاعري كانت متضاربة. كنت متحمس جدًا لأنني أخيرًا هكون في موقع القيادة، لكن في نفس الوقت كنت خايف من المسؤولية الكبيرة دي. كنت عارف إن دور القائد مش بس إنه يحدد المهام، لكن كمان يكون قدوة ويلهم فريقه، ويواجه التحديات بسرعة وكفاءة.

واحدة من أولى الحاجات اللي حاولت أركز عليها كانت بناء الثقة مع فريقي. كنت فاهم إن القيادة مش مجرد إعطاء أوامر، لكن الشغف والاحترام المتبادل. كنت أبدأ الاجتماعات بسماع آرائهم، وأتأكد إن كل فرد في الفريق يشعر إنه جزء من العملية، وإنه مش لوحده في التحديات.

القيادة مش سهلة، وفي البداية كنت بحاول أفهم كل عضو في الفريق و أعرف أسلوب العمل المناسب ليه. كان عندي بعض القرارات الصعبة اللي لازم أتخذها في توزيع المهام، وضمان إن كل واحد بيشتغل على الحاجات اللي تناسبه وتظهر أفضل ما عنده. أحيانًا كنت بواجه صعوبة في التعامل مع بعض الأفراد، لكن مع الوقت بدأت أتعلم كيف أكون مرن وأتفهم كل شخص على حدة.

أدركت إن واحدة من أهم مهامي كانت تحفيز الفريق. كنت بحاول دايمًا ألهمهم لتحقيق أفضل ما عندهم. لما كان في تحديات، كنت بشجعهم وأقول لهم إننا كفريق ممكن نحقق أي حاجة مع بعض. وده كان بيخليني أشوف تطور مستمر في الأداء، وكلما كان الفريق يشعر بالدعم، كان بيقدم أفضل.

واحدة من اللحظات اللي افتكرتها كويس كانت لما نجحنا في تحقيق هدف صعب معًا كفريق. كنت فخور بفريق العمل، لأن النجاح كان نتيجة لتعاوننا ومثابرتنا جميعًا. وكان أهم شيء بالنسبة لي هو إني كنت جزء من هذا النجاح، والقيادة لم تكن مجرد توجيه، ولكن مشاركة قبل التوجيه.

كل يوم كنت بتعلم حاجة جديدة عن القيادة. كنت أكتشف إن القيادة مش دائمًا عن اتخاذ القرارات الصحيحة، ولكن كمان عن كيفية التعلم من القرارات الخاطئة والنمو. وكل تحدي كان بيعلمني إزاي أكون أفضل في المستقبل.

تجربة القيادة لأول مرة كانت صعبة، لكنها كانت غنية جدًا. علمتني أهمية الثقة، الإلهام، والتحفيز في إدارة الفريق. بالإضافة إلى إن القيادة مش بس دور تنظيمي، لكنها حاجة بتتطلب فهم ومرونة دائمًا. وإذا كنت قادر على قيادة فريق بنجاح، فده معناه إنك قادرعلى تحقيق نجاح أكبر سواء على المستوى المهني أو الشخصي.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

ليه الأثرياء بيحبوا يأكلوا النودلز؟


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

السؤال ده بيخلي ناس كتير تندهش: إزاي واحد ثري، عايش في قصر فخم، لابس ساعة تمنها يشتري بيه شقة، ممكن يختار ياكل نودلز؟ مش المفروض الأثرياء دول ليهم أكل مخصوص، وشيف خاص بيطبخلهم وجبات مالهاش اسم؟

بس الحقيقة إن النودلز مش بس موجودة في عالمهم… دي محبوبة جدًا هناك.

أول سبب، ويمكن أغربهم، هو النوستالجيا. كتير من الأثرياء بدأوا حياتهم من تحت، و طبق النودلز كان صديقهم المخلص في أيام الوحدة، الشغل الكتير، والسهر. فلما بياكلوها دلوقتي، بيحسوا إنهم لسه على الأرض، لسه فاكرين أصلهم، وده بالنسبا لهم نوع من التوازن النفسي وسط عالم مليان رفاهية.

لكن خلينا نكون صُرحاء… النودلز اللي بيأكلها الأثرياء مش اللي إحنا بنغليها في الحلة. لأ، دي نودلز ممكن تكون معمولة بمرقة جمبري مستورد، فيها شرايح ترافل، مرشوشة بكافيار، ومقدّمة في طبق شكله متصور أكتر من العريس في الفرح. يعني النودلز نفسها اترقت وبقت نجمة في عالمهم.

كمان، الأثرياء دايمًا بيحبوا يكسروا التوقعات. يحبوا يورونا إنهم "بيعملوا اللي على مزاجهم"، وإنهم فوق القواعد. فـلما واحد ثري يقعد ياكل نودلز قدام الكاميرا أو وسط اجتماع، بيكون بيبعِت رسالة:
"أنا عندي كل حاجة، وباختار أبسط حاجة… لأن القيمة مش في الأكل، القيمة في اللي بيأكله."

وما ننساش نقطة السرعة والراحة. الأثرياء وقتهم غالي، والنودلز بتتعمل في دقايق. يعني وجبة سريعة، مرنة، ممكن يزودوا عليها اللي نفسهم فيه، ومش بتعطّلهم عن اجتماعاتهم أو سفرهم أو حتى تمارين اليوغا في البيت الزجاجي.

وفي الآخر، سواء أكلها بملعقة بلاستيك أو في طبق دهب، النودلز بالنسباله مش أكلة… دي لحظة. لحظة فيها توازن بين البساطة والفخامة، بين الذكرى والذوق، بين الإنسان العادي والثري اللي بيفكر بطريقته.

الأربعاء، 23 أبريل 2025

حسيت بفخر في تحقيق إنجاز مهم


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #الشغف_والمثابرة

في بعض اللحظات في الشغل، بتحس إن كل تعبك وجهدك بيستاهل كل لحظة. لما تحقّق إنجاز مهم في شغلك، بتشعر بفخر ما بيشبهش أي حاجة تانية. اللحظة دي بتكون مليانة بمشاعر مختلطة بين السعادة، التقدير لذاتك، والاعتراف بقدراتك. يمكن تكون عملت شغل شاق لمدة شهور، أو حليت مشكلة معقدة، أو قدّمت فكرة مميزة أثرت بشكل إيجابي في الشغل، وكل ده بيخليك تحس إنك حققت حاجة مهمة.

أول ما بتحقق هدف كبير بعد ما مريت بتحديات وصعوبات، بيكون شعور مش سهل. تذكر أيام كنت بتواجه عقبات، وتحاول تلاقي حلول، وكل خطوة كنت بتتحرك فيها كان فيها ضغط. ولما توصل للنتيجة، بتحس إن كل التعب ده كان ليه قيمة.

لما تحقق إنجاز مهم، بتشعر بمدى تأثير تعبك وجهدك الشخصي. سواء كان مشروع معين، أو تطويرعملية معينة في الشغل، الإحساس إنك قدمت حاجة جديدة ومؤثرة بيخليك تشعر بالفخر. ده مش بس إنك فخور بالنتيجة، لكن كمان بالفترة اللي قضيتها في السعي وراء الهدف.

الإنجازات الكبيرة مش بتيجي من أول محاولة، لكنها نتيجة للشغف والمثابرة. لما تكون شغوف بشغلك، قدرت تتحدى نفسك وتستمر حتى في أصعب الظروف. الشغف ده كان السبب الرئيسي في إنك تبذل أقصى جهدك وتواجه التحديات، وبالتالي كان له دور كبير في تحقيق الإنجاز.

وأكتر حاجة بتزيد الفخر هي مشاركة الإنجاز مع زملائك. لما تكون فخور بمشروع حققت فيه إنجاز كبير، ومشاركتك لزملائك اللحظة دي، بتشعر إنك مش لوحدك في النجاح. الفريق كله بيساهم في النتائج، والاحتفال مع بعض بيكون مصدر إلهام ودافع للاستمرار في الإبداع والتطور.

أحيانًا بيجي من الناس اللي حواليك تقدير للإنجاز، سواء كان من مديرك أو زملائك أو حتى العملاء. كلمات التقدير دي بتخليك تحس إن كل العمل اللي قمت بيه كان مهم ومؤثر، وده بيزيد شعورك بالفخر والاعتزاز.

الشعور بالفخر في تحقيق إنجاز مهم في شغلك بيكون لحظة فارقة. هو نتيجة للشغف، والمثابرة، والتعب المستمر. اللحظة دي بتكون تذكير قوي بقدرتك على تحقيق أي هدف تعمله، وبتكون دافع للاستمرار في السعي وراء المزيد من الإنجازات.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

التكيف مع الفصول


#إدارة_نباتية 

الشجر كائن صبور وذكي، بيعرف يتعامل مع كل فصل بطريقته الخاصة، كأنه فاهم الدنيا وبيتكيف معاها بحكمة وسكون.

في الصيف، الشجر بيكون في عز نشاطه. الورق أخضر و بيلمع، بيظلل علينا حرارة الشمس، وبيشرب المية من الجذور بسرعة علشان يعوض اللي بيفقده من التبخر. تحس كأنه واقف بيحمينا، ومبسوط بحركة الهواء وضوء النهار.

أما في الخريف، الشجر بيهدى شوية. الورق يبتدي يتغير لونه، بين الأصفر أوالبرتقاني والأحمر، وكأنها لوحة فنية ربانية. الشجر بيقرر يخفف الحمل، يوقع الورق علشان يستعد للبرد.

وفي الشتاء، تلاقيه واقف ساكت، من غير ورق، لكن مش ميت. لأ، ده في حالة انتظار. جذوره شغالة تحت الأرض، بتحوش الغذاء وبتستعد للربيع. كأنه بيقول: أنا كويس، بس مستني الوقت المناسب علشان أرجع أتفتح من تاني.

يجي بقى الربيع، وتبدأ الحكاية من جديد. الورق يطلع، الزهور تتفتح، و الرائحة الحلوة تملأ الجو من تاني. و كأن كل حاجة فيه تبقى نابضة بالحياة.

الشجر بيعلمنا إن كل وقت له طبيعته، وله تصرفاته المناسبة. ماينفعش نفضل في عز النشاط طول الوقت، ولا نموت نفسنا في الشتا. الحياة دائرة، والشاطر هو اللي يعرف يتكيف مع فصولها، زي الشجر بالظبط.

الثلاثاء، 22 أبريل 2025

أكتر مرة حسيت إن شغلي رسالة مش وظيفة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الشغف_بالعمل #الشغف_والمثابرة

في لحظات معينة في حياتنا المهنية، بنحس إن الشغل اللي بنعمله مش مجرد وظيفة بنقضي فيها ساعات، لكن رسالة كبيرة وأكبر من مجرد راتب في آخر الشهر. وأنا مرّيت بتجربة زي دي، المرة دي كانت نقطة فارقة في مسيرتي المهنية، وخلتني أراجع إزاي بشوف شغلي.

كنت شغال في مكان تقديم خدمات للرعاية الصحية، وكان كل يوم في شغلي مليان تحديات كبيرة، بس في يوم من الأيام، جالي مريض كان في حالة صعبة جدًا، وكل الأطباء مش قادرين يساعدوه. كانت حالته في تطور سريع، وكان في حالة من القلق بين كل الفريق الطبي.

في اللحظة دي، كانت عندي فرصة إني أقدم المساعدة على مستوى نفسي أكثر من مستوى مهني. كنت مش بس بشتغل عشان أكمل مهامي، لكن كان عندي إحساس عميق إن في حد محتاج مني أكتر من مجرد أداء واجب. بدأت أتكلم مع المريض بشكل شخصي، أسمعه وأشجعه، وحاولت أقدم له الراحة النفسية حتى لو كان العلاج الجسدي معقد. لحظتها، حسيت إن شغلي مش مجرد وظيفة لكن رسالة: رسالة حب، دعم، ورغبة في مساعدة الآخرين في أصعب اللحظات.

بعد كدا، بدأت أغير طريقة تفكيري في شغلي تمامًا. حسيت إن كل مريض، وكل حالة صعبة، وكل تحدي هو فرصة علشان أسيب تأثير حقيقي. مش بس شغل بيحقق هدف مادي أو وظيفي، لكن شغلي في تلك اللحظات أصبح أكثر من مجرد التزام. كنت بحس إني جزء من شيء أكبر، وده دفعني لبذل أقصى جهد ممكن عشان أقدم الأفضل في كل لحظة.

فالدرس الكبير كان إن الشغف الحقيقي في العمل مش لازم يكون مرتبط بالراتب أو الترقيات. الشغف بييجي لما تبقى متأكد إنك مش بس بتؤدي وظيفة، لكن بتسعى لتحقيق رسالة أعمق وأكبر. حسيت إن دوري في تلك اللحظات كان مش بس خدمة مريض، لكن أيضًا دعم الروح الإنسانية، والحفاظ على الأمل.

الشغف بيكبر لما نربط شغلنا بهدف أكبر من الذات، وعشان كده المرة دي كانت أكتر مرة حسيت فيها إن شغلي هو رسالة مش مجرد وظيفة.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

مزاج السرطان


#شغل_سرطان 

السرطان مرض له مزاج...
مش دايمًا بييجي فجأة، ولا دايمًا بيمشي بسهولة.
ساعات بييجي بهدوء، وساعات بيخبط على الجسم كأنه عايز يعلن وجوده بصوت عالي.

له أيام بيبقى ساكت، وأيام تانية بيصرخ جوه الخلايا.
ليه أوقات بينام، وأوقات تانية بيصحى بوش تاني، وش متقلب، مرهق، ومايطمنش.

مزاجه بيظهر في التحاليل والأشعة فأوقات يقرر يظهر و أوقات يقرر يستخبى... مزاجه كمان في نفسية المريض، في خوفه، في أمله، في تعبه وهو بيقاوم، وفي ابتسامته اللي أوقات بتطلع بالعافية.

السرطان مش دايمًا عنيف، بس دايمًا مقلق. محتاج متابعة، ومحتاج ناس حواليك فاهمة إن الحرب في الجسم أولا، و في الروح ثانيا.

المريض بيصحى الصبح يسأل جسمه: النهارده أنت معايا ولا ضدي؟، ويسأل العلاج: هتتعبني قد إيه؟ وهتساعدني فعلاً ولا لأ؟، ويسأل نفسه: هفضل صامد لحد إمتى؟

بس وسط كل ده، في لمحات نور، في دكتور بيطبطب بكلمة، في ممرضة بتفهم التعب من غير ما المريض يتكلم، وفي حضن بيطمن، وضحكة بتطلع رغم الوجع.

السرطان ليه مزاج؟ آه، بس الإنسان اللي جواه قوة... ليه إرادة تِكسَر أي مزاج.