الاثنين، 7 أبريل 2025

أكتر لحظة شعرت فيها إن عملي له تأثير إنساني


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الذكريات_والمناسبات_في_العمل #اللحظات_الإنسانية

في رحلة الشغل، فيه لحظات بتحسسك إن اللي بتعمله مش مجرد وظيفة، لكنه رسالة لها معنى وتأثير على الناس. فاكر موقف محدد حسيت فيه بقيمة عملي وتأثيره الإنساني بشكل عميق.

كنت شغال في مستشفى متخصصة في علاج مرض عصبي، وكان جزء من شغلي يتعلق بتوجيه ومساعدة المرضى في رحلتهم العلاجية. في يوم، جالي مريض كبير في السن كان بيعاني من مشكلة صحية متداخله مع تشخيصه، وكان واضح عليه التوتر والقلق. حاولت أسمع منه بهدوء، وكان بيحكي عن الأعراض اللي بيشعر بيها والمشاكل اللي واجهها في علاجه.

كنت حاسس إنه فقد الأمل في تحسن حالته، وده كان مأثر عليه نفسيًا بشكل كبير. حاولت أطمنه وأشرحلّه الخطة العلاجية بشكل بسيط ومريح، وأكدت له إن العلاج هيساعده يتحسن خطوة بخطوة.

في النهاية ، قال لي: "شكرًا ليك يا ابني، مش قادر أصدق إن في حد لسه يهتم بحالتي كده. كلامك طمني وأعطاني أمل." الكلمة دي كانت بالنسبة لي أهم من أي شيء مادي. حسيت إن شغلي مش بس مجرد إجراءات طبية، لكن كمان هو فرصة لإعطاء الناس الأمل في أوقاتهم الصعبة.

من اليوم ده، تغيرت نظرتي للشغل. بقى عندي وعي كامل إن العمل في المجال الصحي مش بس تقديم العلاج الجسدي، لكن كمان تقديم دعم نفسي وعاطفي للمرضى. شعورهم إن في حد بيسمعهم وبيشجعهم بيكون له تأثير قوي في تحسين حالتهم النفسية والعلاجية.

العمل في مجال الرعاية الصحية فرصة لترك أثر إنساني حقيقي. اللحظات اللي بتقدر فيها تقدم دعم حقيقي وتمنح أمل لمرضى في أصعب فترات حياتهم هي اللي بتخلي شغلك له قيمة ومعنى.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 6 أبريل 2025

بابا.. انت حبيت كام بنت في حياتك؟


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

السؤال ده اتوجهلي من ابني ببراءة و هو ماشي في الشارع معايا. بصيتله و مسكت أيده و ضغط عليها و قولتله: أيوا بقى! و غمزتله ...

جه في بالي علطول أن السؤال ده بسيط لكنه مش سهل، لأنه بيحط الأب في موقف حساس بين الصراحة والتربية، بين الذكريات والقيم اللي عايز يزرعها في ولاده. 

الطفل لما بيسأل السؤال ده مش بيكون هدفه إنه يحاسبك، هو بس بيحاول يفهم الحب من خلالك، وبيشوفك كمصدر للمعرفة والتجربة. فإزاي تجاوب بشكل صادق، وفي نفس الوقت تدي درس مفيد من غير ما تدخل في تفاصيل مش مناسبة؟

الحقيقة إن الأطفال عندهم ذكاء فطري، وعارفين إن الحياة مش لونها أبيض وأسود، وإن أي حد قبل ما يتجوز أكيد مر بتجارب، سواء كانت إعجاب أو ارتباط أو حتى حب حقيقي. 

فبدل ما ترد بإنكار أو بالمثالية المفرطة، ممكن تشرح لهم ببساطة إن الإنسان في مراحل حياته بيقابل ناس كتير، وكل تجربة بتعلمه حاجة جديدة، لكن المهم هو ازاي نعرف نفرق بين الإعجاب اللحظي، والمشاعر الحقيقية، والقرار اللي بيتبني على العشرة والتفاهم.

لما ابنك يسل السؤال دع فهو مش مستني رقم، هو مستني يفهم فكرة الحب بشكل عام، وإزاي بيحصل، وإزاي بنختار شريك لحياتنا. 

ممكن تجاوبه بحاجة زي: "أكيد قابلت ناس حسيت ناحيتهم بمشاعر، بس الحب الحقيقي مش مجرد إحساس لحظي، ده اختيار وعشرة واحترام. 

والمهم إن كل اللي فات كان خطوة علشان ألاقي شريكة حياتي الحقيقية." كده أنت مشيت بين الصراحة والحكمة، وما وقعتش في فخ الحكايات اللي ممكن تدي انطباع مش مناسب.

كمان لازم توضح إن اختيار شريك الحياة مش مجرد قصة رومانسية، لكنه قرار ناضج بييجي بعد ما الواحد يفهم نفسه ويعرف هو محتاج إيه في الشخص اللي هيكمل معاه المشوار. ودي فرصة إنك توضح لابنك أو بنتك إن العلاقات مش مجرد مغامرات أو أرقام، لكنها تجارب بنتعلم منها عشان نوصل للاختيار الصح.

السؤال ده، رغم بساطته، أنا اعتبرتها فرصة ذهبية عشان أعلم ولادي معنى الحب الحقيقي، بعيد عن الصورة اللي بيرسمها لهم الإعلام والأفلام. أعلمهم إن الحب مش بس مشاعر، لكنه التزام واحترام وعشرة حقيقية. 

ودايماً خلي عندك حكمة إنك تجاوب بصدق من غير ما تدخل في تفاصيل مش هتفيدهم، ومن غير ما تديهم صورة مثالية بعيدة عن الواقع.

ساعدت زميل في موقف صعب


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الذكريات_والمناسبات_في_العمل #اللحظات_الإنسانية

الشغل مليان مواقف بتبين معدن الناس، وفيه لحظات لما تمد إيدك لحد بيكون لها أثر كبير، مش بس عليه، لكن كمان عليا. فاكر موقف حصللي مع زميل، علّمني قد إيه المساندة بتفرق في وقت الشدة.

كان عندنا مشروع كبير والشغل عليه كان ضغطه عالي جدًا. زميلي كان مسؤول عن جزء مهم جدًا في المشروع، لكنه فجأة واجه ظرف عائلي صعب: والدته تعبت بشكل مفاجئ واضطر يغيّب يومين. لما رجع، لقي الشغل متراكم جدًا والموعد النهائي للمشروع قرب.

واضح عليه كان التوتر والتعب. جه قالي بصراحة: "مش عارف أخلص الجزء اللي عليا في الوقت ده." شفت فيه خليط من القلق والإحباط. قررت على طول إني ما أسيبوش لوحده في الموقف ده.

مسكت الشغل بتاعه وقسمناه مع بعض. اشتغلنا بعد ساعات العمل الرسمية يومين متواصلين، كل واحد فينا كان بيركز على جزء. حتى زمايلنا التانيين، لما شافوا الوضع، بدأوا يشاركوا بأمور صغيرة عشان يخففوا الحمل، زي حد يعملنا شاي أو يجيب أكل. زميلي كان ممتن جدًا، ولما خلصنا الشغل وسلمنا المشروع في الوقت المحدد، فرحته كانت أكبر بكتير من مجرد نجاح في الشغل.

بعد الموقف ده، علاقتي به اتحسنت جدًا. فضل يقولي: "عمري ما هنسى وقفتك معايا." ومن وقتها، بقيت متأكد إن الشغل لازمله روح فريق ودعم متبادل.

إنك تساعد زميل في وقت صعب مش بس بتساعده هو، لكن بتبني علاقة إنسانية قوية، وبتخلق بيئة عمل إيجابية مليانة تعاون ومحبة. الشغل مش مجرد سباق، هو رحلة بنعديها مع بعض.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 5 أبريل 2025

قلب شجرة


#بقايا_أفكاري 

في طرف الغابة، كانت فيه شجرة كبيرة، جزعها تقيل وفروعها ممدودة للسماء، عاشت سنين بتشوف الطيور تيجي وتطير… لكن عمرها ما تعلّقت بحد، لحد ما جات "هي"… عصفورة صغيرة، صوتها حلو وبتحب تغني، وكانت كل يوم تيجي وتقعد على فرع من فروعها، تغنّي، وتتكلم، وتضحك.

الشجرة حبتها من غير ما تقول. كانت كل ورقة فيها بتهز من الفرح وهي على فروعها.
بس في يوم… العصفورة ما جتش. ولا تاني يوم. ولا اللي بعده.

الشجرة استنتها بالأيام… أوراقها وقعت واحدة واحدة، مش من الخريف، من الزعل.

وبعد كام أسبوع، رجعت العصفورة، عينيها فيها خجل، وريشها متبهدل.

قالت:
– "أنا عارفة إني بعدت من غير ما أقول، وعارفة إنك كنتي مستنياني… بس أنا خفت. خفت أحبك قوي، وأتعود، وابقى ضعيفة… فهربت."

الشجرة ما اتكلمتش في الأول… بس بعدها، اتكلمت بلُغة النسيم:

– "أنا ما زعلتش إنك طرتي… الطيور عمرها ما بتتربط. بس اللي وجعني… إنك خفتِ من حبي. خفتِ من حضني، رغم إني كنت أمانك."

العصفورة نزلت راسها وقالت:
– "أنا جرحتك…"

الشجرة ردت:
– "آه… بس سكينة القلب مبتدبحش. أنا قلبي اتفتحلك، ومهما طرتي ورجعتي، قلبي مش هيقفل فـ وشك… بس المرة دي، لو هتقعدي، اقعدي بحب مش بخوف."

العصفورة دمعت وقالت:
– "أنا عايزة أقعد… وأغني… وأداوي اللي كسرته."

فردت الشجرة فرعها، وقالت بهدوء:
– "غني… والريح هيحمل صوتك لقلبي."

موقف إنساني أثر فيا جدًا


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الذكريات_والمناسبات_في_العمل #اللحظات_الإنسانية

في الشغل، بنقابل ناس كتير ومواقف كتير، لكن في مواقف معينة بتفضل محفورة في القلب لأنها بتمس الإنسانية فينا. فاكر موقف حصل معايا، لحد النهارده لما بفتكره بحس بمزيج من الامتنان والفخر.

كان في زميل جديد لسه متعيّن في القسم، واضح عليه إنه خجول ومتوتر.كنت أنا المسؤول عن تعليمه، و كنت شايف إنه مش قادر يتأقلم بسرعة مع الفريق، وكل ما حد يطلب منه حاجة، يحس إنه مضغوط ومش عارف يبدأ منين. في يوم، كنت بخلص شغل متأخر ولاحظت إنه قاعد لوحده، ماسك راسه وبيحاول يخلص حاجة، شكله كان مضغوط جدًا.

قررت أروحله وأسأله: "محتاج مساعدة؟" رد بتردد وقال: "بصراحة، مش عارف أنظم الشغل ده، وكل ما أحاول أحله، بيتعقد أكتر." قعدت جنبه، وبدأت أشرحله إزاي ممكن يقسم المهام خطوة بخطوة. اشتغلنا مع بعض في الموضوع لحد ما بدأ يفهم ويشعر بالثقة.

بعد الموقف ده، الزميل ده جه شكرني بطريقة أثرت فيا جدًا. قالي: "كنت حاسس إني مش هقدر أستمر هنا، لكن طريقتك وإحساسك بي شجعني أكمل." الكلمة دي حسستني إننا كفريق مش مجرد زملاء، إحنا بشر بنساند بعض ونساعد بعض.

المواقف الإنسانية في الشغل هي اللي بتعمل فرق حقيقي. يمكن كلمة بسيطة أو مساعدة صغيرة تخلي حد يتجاوز أزمة كان شايفها جبل. الشغل مش بس أرقام ومهام، هو كمان علاقات ودعم إنساني بيخلي المكان أفضل.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/



الجمعة، 4 أبريل 2025

لما اكتشفت إن تجربة فاشلة أفادتني بشكل غير متوقع


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #التعلم_والتطوير #الخبرات_السابقة

كلنا مرينا بمواقف حسينا فيها إننا فشلنا، وإن الدنيا وقفت عند النقطة دي. بس مع الوقت، بتكتشف إن اللحظة اللي اعتبرتها فشل كانت في الحقيقة درس كبير أفادك بطريقة ما كنتش تتخيلها.

التجربة اللي ما توقعتهاش
في يوم من الأيام، كنت مكلف بمشروع مهم. اشتغلت عليه بكل طاقتي، وكنت حاسس إني ماشي في الاتجاه الصح. لكن فجأة، الأمور بدأت تتعقد، وواجهت مشاكل ما خطرتش على بالي. حاولت أعدل المسار، لكن المشروع في النهاية ما حققش النتائج المتوقعة.

وقتها، حسيت بخيبة أمل كبيرة. كنت شايف نفسي فشلت، وكل اللي حواليّ كانوا بيبصوا عليّ كإني السبب. بس بدل ما أستسلم للإحباط، قررت أواجه الفشل ده وأسأل نفسي: "إيه اللي حصل؟ وليه؟"

وأنا بمراجعة اللي حصل، اكتشفت حاجات ما كنتش شايفها وقتها: كنت بضيّع وقتي في تفاصيل صغيرة بدل ما أركز على الأولويات. ما كنتش بأشارك زمايلي في التحديات اللي كنت بواجهها، فكنت شايل كل الحمل لوحدي. كنت بحاول أعمل كل حاجة بنفسي بدل ما أطلب مساعدة أو أستغل الأدوات المتاحة.

بعد ما استوعبت الأخطاء دي، بدأت أشتغل على نفسي. المرة اللي بعدها، لما واجهت مشروع مشابه، كنت أكثر وعيًا، ركزت على التخطيط، تعاونت مع فريقي، واستغليت كل الموارد المتاحة. النتيجة؟ المشروع نجح، وحققت إنجاز كنت فاكر إنه صعب.

الفشل الأولاني كان زي "جرس إنذار" خلاني أتعلم مهارات وتكتيكات جديدة، وبطريقة غير مباشرة، جهزني للتحديات الأصعب اللي كانت مستنياني.

الفشل مش نهاية الطريق، بالعكس، هو أحيانًا بداية لنجاح أكبر. المهم إنك تكون مستعد تتعلم منه وتواجهه بجرأة. التجارب الفاشلة بتديك خبرة، والخبرة دي بتبنيك وتخليك أقوى وأذكى في المرات الجاية.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/