الثلاثاء، 1 أبريل 2025

حبس السرطان ... معركة قضائية ضد المرض


#شغل_سرطان 

حبس السرطان فكرة في ظاهرها غريبة، لكن لما نتمعن فيها بنلاقي إنها أقرب لوصف رحلة العلاج الطويلة والصعبة. السرطان زي السجين اللي لازم يتحبس عشان ما يدمرش باقي الجسم. الخلايا اللي بتخرج عن السيطرة وتبدأ تتكاثر بشكل غير طبيعي بتكون أشبه بمجرم داخل الجسم، والجسم نفسه بيحاول بكل قوته إنه يقاوم ويعالج نفسه، لكن في بعض الأوقات بيحتاج مساعدة من بره زي الأدوية أو الجراحة.

لما المريض يعرف إنه عنده سرطان، بيبقى زي ما يكون اتفتح عليه باب سجن مفاجئ. بيكون في حالة من الصدمة والارتباك، مش مستوعب إزاي حاجة زي كده ممكن تحصل له. السرطان بيجي من غير مقدمات واضحة، وأحيانًا من غير أسباب، وده بيعلمنا إن صحتنا كنز حقيقي مش دايمًا بنقدر قيمته.

السرطان مش مجرد مرض بيمس الجسم، هو معركة حقيقية بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس. رحلة العلاج بتبدأ بمجرد تشخيص المرض، وبيبقى الهدف الأساسي هو حبس الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار. الطبيب بيكون زي القاضي اللي بيوجه العلاج، والمريض بيكون السجين اللي بيحاول يقاوم ويستعيد حياته.

العلاج الكيميائي أو الإشعاعي زي السجن اللي بيحبس الخلايا السرطانية، بيحاول يوقف تكاثرها ويحد من انتشارها في باقي الجسم. لكن العلاج ده في حد ذاته سلاح ذو حدين؛ هو بيتعب الجسم وبيضعفه، لكن في نفس الوقت هو اللي بيدي فرصة للحياة. المريض في اللحظات دي بيعيش تحديات نفسية وجسدية كبيرة، وأحيانًا الحبس ده مش للسرطان بس، لكن كمان بيحبس المريض في أفكاره وخوفه من المستقبل.

ورغم كده، الحبس ده مش دايمًا حاجة وحشة. أوقات كتير بيكون هو الحل الوحيد اللي بيمنع السرطان من السيطرة. وبيجي معاه درس كبير في الحياة، بيعلم المريض حاجات كتير عن نفسه وعن اللي حواليه. بيعرف مين اللي بيقف جنبه بجد في وقت الشدة، وبيكتشف إنه عنده قوة داخلية كان مش واخد باله منها.

مع الوقت والتحدي، المريض بيلقى جوانب إيجابية في الرحلة الصعبة دي. بيظهر الأمل في العلاج، الأمل إن الجسم يستجيب، وإن السرطان يتحبس فعلاً والجسم يلاقي طريقه للشفاء. الرحلة دي بتسيب أثر كبير، بتخلي المريض شخص مختلف، أقوى، ومقدّر لكل لحظة في حياته أكتر من الأول.

حبس السرطان مش مجرد معركة ضد المرض، لكنه رحلة مليانة اكتشافات وصبر وشجاعة. هو فرصة جديدة للحياة، حتى لو كان الطريق طويل وصعب.

الاثنين، 31 مارس 2025

لما استرجعت خبرة قديمة في حل مشكلة جديدة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #التعلم_والتطوير #الخبرات_السابقة

في يوم من الأيام وأنا في شغلي، حصلت مشكلة معقدة في المشروع اللي كنا شغالين عليه. الموضوع كان شكله جديد تمامًا ومافيش حد من الفريق عارف يبدأ منين. الكل كان قاعد يفكر بصوت عالي ويقترح حلول، بس كلها كانت مش كاملة أو بعيدة عن المشكلة الأساسية.

وقتها، افتكرت موقف شبيه حصل لي في شغل قديم. كانت المشكلة مختلفة في تفاصيلها، لكن المبدأ واحد: لازم نعمل كدا و كدا. افتكرت إني وقتها قسّمت المشكلة لخطوات زي ما إتعلمت من قبل، وحلّيت كل خطوة لوحدها لحد ما الصورة الكبيرة بقت واضحة.

بدأت أشرح لزمايلي الفكرة وقلتلهم: "إحنا ممكن نبدأ بتجزئة المشكلة لخطوات بسيطة، وبدل ما نحاول نحل كل حاجة مرة واحدة، نركز على أول جزء ونتأكد إنه مضبوط." الفريق تجاوب مع الفكرة، وبدأنا نشتغل عليها خطوة بخطوة.

كل ما كنا نحل جزء من المشكلة، الأمور كانت بتوضح أكتر. وفي النهاية، لقينا إن الحل اللي وصلنا له مش بس حل المشكلة، لكنه كمان وفر علينا وقت ومجهود كان ممكن يضيع لو حاولنا نحل الموضوع كله مرة واحدة.

اللي اتعلمته وقتها إن الخبرات القديمة عمرها ما بتضيع. حتى لو كنت فاكر إن موقف معين انتهى، الحقيقة إنك دايمًا بتاخد منه حاجة بتفيدك قدام. ومهم جدًا إنك تكون مفتوح لفكرة إن الحلول مش لازم تكون مثالية من البداية، المهم إنك تبدأ بخطوة وتكمّل عليها.

الموقف ده علّمني كمان إن كل خبرة بتمر بيها في شغلك، سواء كبيرة أو صغيرة، بتكون زي أدوات في صندوقك المهني. وكل ما تواجه تحدي جديد، بتلاقي نفسك بتفتح الصندوق ده وتستخدم منه اللي يناسب الموقف.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

لسانه مليان وجيوبه فاضية


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في حاجات كتير بتخلّي أي علاقة ما بين الناس تنجح أو تفشل، ومن أهمها التوازن بين الكلمة الحلوة والتصرف اللي يعكسها. بس المشكلة بتظهر لما حد يكون "لسانه مليان وجيوبه فاضية".
يعني إيه؟ خليني أوضح أكتر من وجهة نظري الأسرية.

في العلاقات الزوجية أو العائلية عمومًا، الكلمة الطيبة لها تأثير سحري. ممكن جملة زي "بحبك"، أو "ربنا يخليك ليا"، تهدي النفوس، وتقرّب المسافات. بس إيه اللي بيحصل لما الكلام ده يفضل كلام بس؟ لما الطرف اللي دايمًا يقول كلام حلو، ميعملش أي حاجة عملية تثبت اللي بيقوله؟

في كتير من البيوت، الراجل هو المسؤول عن توفير احتياجات الأسرة، ومش بس ماديًا، لكن كمان نفسيًا وعاطفيًا. لما يكون راجل بلسان عذب وبيعرف يختار كلامه، ده شيء جميل، لكن لو جيوبه فاضية بمعنى إنه مش بيقدر يوفر اللي بيحتاجه البيت، أو مش بيسعى يحل المشاكل، بتبدأ تظهر المشاكل اللي حتى أحلى كلام ميقدرش يحلها.

وعلى الجانب الآخر، في ستات بتقابل الكلام الحلو ده بفرحة في البداية، بس لما تكتشف إنه مش وراه فعل أو مسؤولية، بتحس بخيبة أمل كبيرة. الكلام الحلو مهم، لكن من غير عمل واجتهاد من الطرفين، الكلام لوحده مش هيكفي.

الموضوع مش مادي بس، يعني مش شرط جيوبه الفاضية تكون بمعنى "مافيش فلوس"، لكن ممكن تكون خالية من العطاء، من المسؤولية، ومن الأفعال اللي تترجم الكلام الحلو ده لواقع.

الراجل اللي بيقول لمراته كلام حلو لازم يدعمه بأفعال تثبت إنه مش مجرد كلام. والست كمان لازم تفهم إن العلاقة مش بتقوم على الكلام المعسول بس، لكن على المشاركة والاحترام المتبادل.

الجملة دي بتخليني أفكر: هل ممكن نعيش على الكلمة الحلوة لوحدها؟ الإجابة بالنسبالي: لأ. الكلام الحلو زي الزينة، يجمّل العلاقة، لكن الأساس دايمًا بيكون التصرفات اللي تعكس صدق الكلام ده.

الأحد، 30 مارس 2025

متخفش، في المدرسة سرك في بير(كل الناس بتشرب منه)

 

#طريقتي_في_تربية_أولادي 

في المدرسة، كل طفل عنده أسرار صغيرة، حاجات بيحسها ومواقف بيمر بيها، ودايماً بيدور على حد يحكيله. بس المشكلة إن مش كل الأسرار ينفع تتحكي، ومش كل الآذان أمينة!

المدرسة زي مجتمع صغير، فيها الصحاب، وفيها اللي بيتصنعوا الصحوبية، وفيها اللي بيحبوا يلموا الأخبار وينشروها. لما طفل يحكي لصاحبه عن خوفه من الامتحان، أو عن مشكلة مع مدرس، أو حتى عن موقف محرج حصله، ممكن صاحبه يسمعه ويتفهمه، أو ممكن ينقل الكلام لحد تاني، وتبدأ الحكاية تكبر زي كرة التلج.

كتير من الولاد والبنات بيلاقوا نفسهم في موقف صعب لما حد يضحك على سرهم قدام باقي الفصل. ممكن حد يكون حكى عن حاجة بيحبها، فيتحول الكلام لسخرية. أو حد يكون قال إنه خايف من حاجة، فيتقال عليه "خواف". والنتيجة؟ الطفل بيتعلم إنه مفيش أمان، وبيبدأ يقفل على نفسه ومايحكيش حاجة لحد.

مش كل أصحابنا ينفع نحكيلهم أسرارنا. لازم كل طفل يتعلم يميز بين الصديق اللي بيحفظ السر، والصديق اللي أول ما يسمع حاجة، يروح ينشرها كأنها خبر عاجل. والأهم، إن فيه حاجات مكانها مش ودن صاحب، لكن ودن أب أو أم، أو مدرس ثقة يقدر يساعد.

السر زي المية، لو نزل في بير مقفول، هيفضل آمن، لكن لو البير مفتوح، كل الناس هتشرب منه. علّم ولادك يحكوا أسرارهم للناس الصح، ويتعلموا إن مش كل حاجة ينفع تتحكي في الفصل، لإن الكلام اللي بيخرج... عمره ما بيرجع تاني!

أكبر درس اتعلمته من شغلي السابق


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #التعلم_والتطوير #الخبرات_السابقة

أكبر درس اتعلمته من شغلي السابق هو إن الشغل مش بس مكان بنحقق فيه دخل أو ننجز مهام، لكنه مدرسة للحياة. التجارب، التحديات، والناس اللي بنتعامل معاهم كل يوم بيشكلوا شخصياتنا، ويخلونا نشوف الدنيا بشكل أعمق وأوضح.

في شغلي السابق، اكتشفت إن الصبر هو المفتاح. أول ما بدأت، كنت متحمس جدًا وعايز كل حاجة تحصل بسرعة: الترقية، التقدير، والنجاح. لكن الدنيا مش بتمشي كده. شوية بشوية، فهمت إن النجاح بييجي مع الوقت، وإن المجهود الصادق لازم ياخد وقته عشان يبان أثره.

كمان اتعلمت إن الفشل مش النهاية. فيه مرات كتير غلطت، وكنت فاكر إن الغلط ده هيوقفني عند نقطة معينة. لكن الحقيقة، الغلطات دي كانت دروس أكتر منها عثرات. كل مرة كنت بواجه فيها مشكلة، كنت برجع أفكر: "طيب، إيه اللي أقدر أتعلمه عشان ما يتكررش؟" وبمرور الوقت، بقى عندي ثقة في إن الفشل مش عيب، العيب هو إنك ما تتعلمش منه.

من الحاجات اللي عمري ما هنساها كمان هي أهمية الفريق. في الأول، كنت فاكر إن الشغل بيعتمد على الفرد، وإن كل واحد مسؤول عن نفسه. لكن لما اشتغلت مع فريق متعاون، اكتشفت إن الإنجاز الحقيقي بيحصل لما كلنا نشتغل مع بعض. كل حد في الفريق ليه دور مهم، ولما بنشتغل بروح واحدة، النتيجة بتكون مبهرة.

وأكبر درس أخيرًا هو إن الاحترام والإنسانية أهم من أي شغل. مهما كانت ضغوطات العمل، ومهما كانت المنافسة، التعامل باحترام مع زملائك هو اللي بيفرق في النهاية. لما بتسيب مكان، الناس ما بتفتكرش شغلك قد ما بتفتكر طريقة تعاملك معاهم.

دي الدروس اللي اتعلمتها من شغلي السابق، واللي بحس إنها أثرت على حياتي كلها مش بس على حياتي المهنية.

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/

السبت، 29 مارس 2025

فرصة ثانية


#بقايا_أفكاري 

مرض الرجل مرضا شديدا، وقف الطب و الأطباء عاجزين عن مساعدته. المرض أهلكه و فتك بحياته. و عند النهاية و عند طلوع روحه، سمع أحد يهمس في أذنه و يقول : هل تريد فرصة ثانية؟ هل تريد أن تعود لأولادك و زوجتك؟ رد الرجل نعم، نعم أريد.

شعر الرجل بأن حياته تنساب من بين أرجله و تخرج من حلقه و لكنها تكومت على شكل كره في فمه ثم قذفت في فم ناموسه كانت واقفه بجانب فمه.

أصبحت روحه في الناموسه، طار الرجل سريعا ليرى جثته على الفراش و ذهب سريعا ليلقى أولاده و يقول لهم أنه أخذ فرصة ثانية، فرصة ليعيش معهم.

وقف الرجل عند أذن أحد أولاده و قال بصوت عالي جدا سمعه كل الناموس في الغرفه، أنا أبوك هل تسمعني يا بني. سمع الطفل الصغير صوت الناموسه بجانب أذنه و لكنه لم يفسره، فذهب لأمه ليقول لها أنه يشعر بوجود أبيه بجانبه.

فرح الرجل بشدة لإحساس إبنه ثم ذهب ليقف على أذن زوجته ليقول لها نفس الكلام فتشعر بوجوده. قال بأعلى صوت ناموسي عنده و أصبح يصرخ بشدة بجانب أذنها.

فما أن رأت الزوجه الناموسه الزنانة واقفه على أذنها، حتى قربت يدها منها ببطء شديد و طاااااااااخ.