#إدارة_نباتية
الشجر، زي أي كائن حي، ليه سياسة خارجية بيتعامل بيها مع العالم اللي حواليه. صحيح مش بيقعدوا في مؤتمرات قمة ولا بيصدروا بيانات رسمية، بس عندهم طرقهم الخاصة في التفاعل، التحالف، والمنافسة مع جيرانهم، سواء كانوا شجر تاني، بشر، أو حتى عوامل طبيعية زي الريح والمطر.
كل شجرة عندها حدودها الإقليمية، اللي هي جذورها وفروعها. الجذور بتمتد تحت الأرض علشان تمتص المياه والمعادن، وفي نفس الوقت بتتحارب مع جذور الأشجار التانية لو دخلت في نطاقها. الأشجار الكبيرة بتفرض سيادتها بظلها، تمنع الشمس عن النباتات الأصغر، وكأنها بتقول: "ده مجالي الجوي، ممنوع الاقتراب أو التصوير!"
مش كل حاجة صراع، بعض الأشجار بتكوّن تحالفات ذكية. مثلاً، في الغابات، الشجر بيتواصل تحت الأرض عن طريق الفطريات اللي بتربط جذورهم ببعض في شبكة أشبه بالإنترنت الطبيعي، بيتبادلوا فيها المغذيات والمعلومات، وكأنهم عندهم وزارة خارجية شغالة طول الوقت!
الأشجار مش سايبين نفسهم لأي خطر يهددهم. في شجر بيطلع مواد كيميائية لما يحس بالخطر علشان يحذر جيرانه، زي الأكاسيا اللي لما تحس إنها بتتاكل، بتبعت إشارات كيميائية تخلي الأشجار اللي حواليها تفرز مواد مرة علشان تحمي نفسها. ده غير إن بعض الأشجار بيكون عندها أشواك أو لحاء سميك يحميها من الهجمات.
زي ما في دول بتحب توسّع نفوذها، بعض الأشجار عندها نفس الفكرة! في أنواع بتنتشر بسرعة وبتسيطر على المساحات اللي حواليها، زي شجر الصفصاف اللي جذوره بتتمدد بسرعة، أو شجر الكافور اللي بيسيطر على الموارد المائية بقوة. ممكن تقول إنهم عندهم استراتيجية "السيطرة على الموارد" زي بعض الدول العظمى.
الشجر عنده نظام اقتصادي بردو، بيقدم خدمات مقابل حاجات تانية. زي مثلاً إنه بيدي ظل وسكن للطيور، وفي المقابل الطيور بتساعد في نشر بذوره. أو النحل اللي بياخد الرحيق وبيساعد في التلقيح، في علاقة أشبه بالتجارة الحرة بين الدول!
السياسة الخارجية للشجر معقدة أكتر مما كنا نتخيل، فيها دبلوماسية، تحالفات، صراعات، وحروب باردة.
سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف#الإنجازات_والتقدير#الشكر_والتقدير
الشعور بتقدير زملائك لمجهودك في الشغل هو من أكتر اللحظات اللي بتديك طاقة إيجابية. فاكر في مرة كنت شغال على مشروع كبير جدًا، والمواعيد كانت ضاغطة. كان فيه تفاصيل كتير لازم تتظبط، وكنت بحاول أشتغل بدقة عشان كل حاجة تطلع مظبوطة من غير أخطاء.
لما خلصنا المشروع، كنت حاسس إني عملت اللي عليا وخلاص. لكن المفاجأة كانت لما الزملاء عملوا وقفة صغيرة في المكتب، وشكروني قدام الكل. حسيت إن كل التعب والضغط اللي مرّيت بيه كان له قيمة، وإن زملائي فعلاً لاحظوا المجهود اللي بذلته.
لكن في وسط الجو الإيجابي ده، كان فيه زميل حاول يقلل من اللي عملته، وكأنه مجرد جزء بسيط في المشروع وما استحقش كل التقدير ده. بصراحة، في لحظة حسيت بضيق، لكن اللي حصل بعدها كان هو الأهم. باقي الزملاء عارضوه فورًا، وأكدوا إن المجهود اللي اتبذل كان واضح، وإن الشغل ماكنش هيتم بالشكل ده من غير مساهمتي.
اللحظة دي كانت درس مهم جدًا بالنسبة لي، إن مش كل الناس هتقدّر شغلك، لكن لو كنت فعلاً بتشتغل بإخلاص، الناس اللي بتحترم المجهود الحقيقي هتقف جنبك. التقدير مش بس بييجي من الإدارة أو الجوائز، لكنه كمان بييجي من زملائك اللي بيشوفوا تعبك يوميًا. ده اللي بيفرق بين بيئة عمل إيجابية وبين مكان بتحس فيه إن شغلك بيروح هدر.
هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://lnkd.in/d8siJEE4
و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://lnkd.in/dk7AvAwq
و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://lnkd.in/dwCbPDY2