#طريقتي_في_تربية_أولادي
إحنا كآباء وأمهات بنحب ولادنا أكتر من نفسنا، ودايماً عايزين ليهم أحسن حاجة، بس ساعات بدون ما نحس، بنبقى إحنا أول ناس بنحط السلاسل في رجليهم ونمنعهم من الطيران. مش بنقصد طبعاً، بس من كتر خوفنا عليهم، بنحاول نحطهم في "الطريق الصح" اللي إحنا شايفينه، حتى لو مش هو الطريق اللي هما نفسهم فيه.
فاكر لما كنت صغير وكان عندك حلم؟ كنت عايز تبقى رائد فضاء، رسام، مخترع، أو حتى بطل رساضي؟ وفاكر لما حد ضحك على حلمك وقالك: "كبر دماغك، دا كلام عيال"؟ إحساس وحش، مش كده؟ طب ليه نكرره مع ولادنا؟
الطفل اللي بيقولك إنه عايز يبقى رسام أو طيار مش مستني منك تقوله "الحاجات دي مش بتأكل عيش"، هو مستني تشجعه وتسأله: "طب ناوي تعمل إيه عشان تحقق حلمك؟" يمكن يكون عنده موهبة بجد، ويمكن يكون مجرد شغف مؤقت، بس في كل الأحوال، حلمه ده هو اللي بيخليه مبسوط.
مشكلتنا إننا ساعات بنقيس الأحلام بمعاييرنا إحنا، بنشوف إيه اللي نافع في الدنيا ونحاول نضغط ولادنا في القالب اللي إحنا عايزينه، بس في الحقيقة، النجاح مالوش شكل واحد.
فيه دكاترة كثيرة بيكرهوا الطب، ومهندسين شغلهم بيخنقهم، وفيه رسامين وموسيقيين بيكسبوا أكتر من أي حد تاني، والأهم من الفلوس، إنهم عايشين حياتهم مبسوطين.
مش بقول نسيب ولادنا للضياع أو نوافق على أي حاجة بدون تفكير، بس بدل ما نكون العقبة اللي بتقف في طريقهم، نبقى الداعم الأول ليهم. نخليهم يجربوا، يغلطوا، يتعلموا، ويحلموا براحهم. لإن الحلم اللي بيتولد جوا الطفل هو اللي بيحدد مستقبله، ولو كسرناه بدري، هيفضل تايه طول عمره.
فكر قبل ما تسرق أحلام إبنك و تقوله "استحالة" أو "إنت عبيط"، لإن ممكن تكون اللحظة دي هي اللي هتحدد حياته كلها.