الأحد، 2 فبراير 2025

لا تسرق أحلام طفلك


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

إحنا كآباء وأمهات بنحب ولادنا أكتر من نفسنا، ودايماً عايزين ليهم أحسن حاجة، بس ساعات بدون ما نحس، بنبقى إحنا أول ناس بنحط السلاسل في رجليهم ونمنعهم من الطيران. مش بنقصد طبعاً، بس من كتر خوفنا عليهم، بنحاول نحطهم في "الطريق الصح" اللي إحنا شايفينه، حتى لو مش هو الطريق اللي هما نفسهم فيه.

فاكر لما كنت صغير وكان عندك حلم؟ كنت عايز تبقى رائد فضاء، رسام، مخترع، أو حتى بطل رساضي؟ وفاكر لما حد ضحك على حلمك وقالك: "كبر دماغك، دا كلام عيال"؟ إحساس وحش، مش كده؟ طب ليه نكرره مع ولادنا؟

الطفل اللي بيقولك إنه عايز يبقى رسام أو طيار مش مستني منك تقوله "الحاجات دي مش بتأكل عيش"، هو مستني تشجعه وتسأله: "طب ناوي تعمل إيه عشان تحقق حلمك؟" يمكن يكون عنده موهبة بجد، ويمكن يكون مجرد شغف مؤقت، بس في كل الأحوال، حلمه ده هو اللي بيخليه مبسوط.

مشكلتنا إننا ساعات بنقيس الأحلام بمعاييرنا إحنا، بنشوف إيه اللي نافع في الدنيا ونحاول نضغط ولادنا في القالب اللي إحنا عايزينه، بس في الحقيقة، النجاح مالوش شكل واحد. 

فيه دكاترة كثيرة بيكرهوا الطب، ومهندسين شغلهم بيخنقهم، وفيه رسامين وموسيقيين بيكسبوا أكتر من أي حد تاني، والأهم من الفلوس، إنهم عايشين حياتهم مبسوطين.

مش بقول نسيب ولادنا للضياع أو نوافق على أي حاجة بدون تفكير، بس بدل ما نكون العقبة اللي بتقف في طريقهم، نبقى الداعم الأول ليهم. نخليهم يجربوا، يغلطوا، يتعلموا، ويحلموا براحهم. لإن الحلم اللي بيتولد جوا الطفل هو اللي بيحدد مستقبله، ولو كسرناه بدري، هيفضل تايه طول عمره.

فكر قبل ما تسرق أحلام إبنك و تقوله "استحالة" أو "إنت عبيط"، لإن ممكن تكون اللحظة دي هي اللي هتحدد حياته كلها.

دور التحفيز في تحسين أداء الفريق


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #التعاون_والعمل_الجماعي

فاكر مرة كنت جزء من فريق شغال على مشروع كبير وضاغط جدًا. مع الوقت، التعب بدأ يظهرعلى الكل، والحماس قل شوية. الجو العام كان متوتر، وكل واحد مننا كان مركز على إنه يخلص شغله وخلاص.

في يوم، زميلي اللي معايا في الفريق قرر يعمل حاجة بسيطة بس كان ليها تأثير كبير جدًا. بدأ يشاركنا بكلام إيجابي عن شغلنا، زي "شغلك في الجزء ده كان ممتاز" أو "الحركة اللي عملتها النهارده سهلت الشغل علينا كلنا." كلماته كانت بسيطة، بس كانت بتدي دفعة معنوية لينا كلنا.

كمان، في لحظات معينة، لما الشغل كان بيكون صعب، كنا نلاقيه بيقترح إننا ناخد بريك قصير أو حتى يحاول يضحكنا بحاجات بسيطة. ده خلق جو أكتر راحة وسط التوتر.

لاحظت إن الحماس بدأ يرجع لينا كفريق، وكل واحد فينا حس إن مجهوده مش ضايع وإن شغله متقدر. ده خلاني أفهم قد إيه الكلمة الحلوة والتحفيز البسيط بيعمل فرق كبير، حتى لو مش من المدير.

الموقف ده علمني إن التحفيز مش شرط ييجي من مسؤول أو من فوق، ممكن كمان ييجي من زمايلك، ويكون ليه تأثير إيجابي على الكل. التحفيز البسيط، خاصة لما ييجي في وقت صعب، ممكن يحسن مزاجنا ويوصل الفريق لنجاح أكبر.

التحفيز هو المفتاح لأي فريق ناجح. لما كل واحد يحس إن شغله ليه قيمة وإن مجهوده بيتقدر، ده بينعكس على أداء الفريق كله.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 1 فبراير 2025

تأثير دعم الزملاء على نجاحي


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل 
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #التعاون_والعمل_الجماعي

الدعم اللي بيجي من الزملاء هو حاجة مش بتتقدر بثمن، خاصة لما تكون في بداية مشوارك المهني أو في لحظات بتحتاج فيها لمساندة. فاكر موقف معين في شغلي الأول، كنت مكلف بمهمة كبيرة ومعقدة عليا وقتها، وحسيت إنها أكبر من إمكانياتي. بصراحة، كنت حاسس إن ده ممكن يكون اختبار، ولو فشلت، ممكن يأثر على صورتي أمام الإدارة.

اللي حصل إن زمايلي كانوا دايمًا جنبي. منهم اللي كان بيشجع بالكلام، ومنهم اللي كان بيعرض مساعدته العمليّة، سواء بشرح حاجة معقدة أو حتى بمشاركة جزء من الشغل. وجودهم حسّسني إن الحمل ما بقاش تقيل زي ما كنت متخيل، وإننا كلنا في مركب واحدة.

الدعم ده ساعدني أعدي المهمة بنجاح، و زوّد ثقتي في نفسي وفيهم كمان. بعدها بدأت أفهم إن النجاح الفردي في بيئة العمل، دايمًا وراءه زملاء متماسكة ومتعاونة. الفريق هو العمود الفقري لأي إنجاز، والناس اللي بتكون جنبي مش مجرد ناس، هم شركاء في كل نجاح بنحققه سوا.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/


أبو لبن ... صريع اللبن


فكر في أن يجرب شيئا غير مألوف، شيئا لم يفعله أحد، شيئا يجعله معروفا بين الناس، فحلم حياته أن يكون مشهورا يتهافت عليه الناس في أي مكان يذهب إليه.

حاول أن يجد طريقة للفت الإنتباه إليه فلم يجد طريقة إلا وقد جربها أحدهم، فكر في تصوير نفسه و هو يأكل، و هو يرقص، و هو يخلع ملابسه، فوجد الرجال و النساء و الأطفال يفعلون نفس الأفعال. فالكل يأكل و يرقص و يخلع ثيابه. و لكن هذه الأمور أصبحت عادية، لا تجذب إنتباه أي أحد.

جلس كثيرا يفكر كيف يخطف أنظار الناس إليه حتى توصل لفكرة لم يجربها أحد، فكرة غير مألوفه. سيسعد بها و سيسعد غيره لما يراها و ستكون المشاهدات بالملايين.

قال في نفسه أنه سيجرب جميع أنواع الألبان و لكن الفكره ليست عظيمه، العظيم فيها أنه سيأخذه مباشره من ضروع الحيوانات.

جهز لنفسه قناة على جميع مواقع التواصل و أسماهم قناة أبو لبن و قال سأتذوق اللبن من الضرع مباشرة و التحدي يكمن في أن أشبع.

بدأ بمعزة صغيره و كانت هادئة و تم التحدي و نجح. إنتشر الفيديو كالنار في الهشيم. إنظروا لهذا الرجل، ماذا يفعل. فيديو واحد فقط و مع معزة و لكنه إستطاع أن يتغلب على نفسه و أوصل فمه إلى ضرع المعزة. ثم تهافتت عليه الطلبات كالمعتاد و أصبح يتابع طلبات متابعيه بحرص شديد.

فيكتب على الفيديو الجديد، من تحداه و متى. و أصبح حديث السوشيال ميديا، رجل اللبن أو أبو لبن، نزل تحت البقر و الجاموس و إتجه تحت الحمير و الخيول و الجمال، شرب منهم جميعا لبنا من الضروع مباشرة. و كانت بعض التحديات أكثر غرابة و خطورة فهناك من تحداه أن يشرب لبن الزرافات و لبن الفيلة و لبن اللبؤات و النمور.

و لكن الأغرب على الإطلاق هو من طلب منه أن يشرب لبن الخنازير. و لكنه إستنكر بشدة أن يشرب من ضرع الخنزير لبنا و قال في فيديو لمتابعيه أنه لن يستطيع أن ينزل تحت الخنزير و يشرب لبنه.

و لكنها لعنة الشهرة فقد وجد المتابعون لأنفسهم طريقا ليضغطوا عليه أو لينتقموا منه. فأخيرا وجدوا ضرعا لن يستطيع أن يشرب منه و أنه هُزم. و وصل الأمر بالإستهزاء به عن طريق رسمه و هو بضرع كبير و الخنزير يشرب منه و منهم من تمادى و رسمه كأنه ضرع عملاق و الخنازير تجري وراءه لتشرب منه و أن واحدا إستطاع أن يفقئ جزء منه و أصبح يُسرب اللبن. و قام آخر برسمه كمن علقه خنزير من ضروعه و أخذ يجلده على ظهره بالسياط.

و مع الأيام أصبحت شهرته تزداد و صورته تسوء و ظهرت قنوات تصوره بأشكل جعتله يكره نفسه أكثر و يكره حياته و دنياه و لكنه لم يستطع الهروب حتى أنهى حياته بنفسه. و لكنهم لم يكتفوا بذلك و أطلقوا عليه إسم صريع الضروع و فقيد اللبن.

الجمعة، 31 يناير 2025

حل مشكلة صعبة مع الفريق


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #التعاون_والعمل_الجماعي

في مرة، واجهنا مشكلة كبيرة في تسليم مشروع مهم جدًا، والوقت كان ضيق جدًا. كان عندنا تعارض في البيانات بين الأقسام المختلفة، وكل قسم شايف إن رؤيته هي الصح. في البداية، كل واحد في الفريق كان متمسك برأيه، وحسينا إننا مش هنوصل لحل قريب.

الخطوة الأولى اللي عملناها إننا قررنا نقعد مع بعض ونسمع كل واحد بوضوح. كنا محتاجين نعرف أصل المشكلة، بدل ما نلوم بعض. بدأت النقاش بطرح السؤال: "إيه الهدف النهائي اللي كلنا عاوزين نحققه؟" السؤال ده خلانا نركز على النتيجة بدل من الخلافات.

بعدها، وزعنا الأدوار بشكل جديد يناسب الموقف، مع وضع خطة واضحة بزمن محدد. قررنا نعتمد على نقطة التلاقي بين الآراء بدل من نقاط الخلاف. كمان شغلنا كان معتمد على التحديثات المستمرة، بحيث كل واحد يعرف إحنا وصلنا لإيه وما يحصلش تأخير أو تضارب.

اللحظة اللي سلمنا فيها المشروع في وقته، بعد كل التوتر ده، كانت لحظة فخر كبيرة. المشكلة اللي كانت تبدو مستحيلة في البداية اتحولت لفرصة علّمتنا إزاي نحترم آراء بعض ونتعاون بشكل أفضل.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الخميس، 30 يناير 2025

شهوة السلطة لمن لا يعرف طعم السعادة


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

في ناس بتفكر إن السلطة هي المفتاح للسعادة، وإنهم لما يوصلوا لمركز قوة، هيكونوا أخيرًا حققوا كل اللي نفسهم فيه. بس الحقيقة غير كده تمامًا. السلطة ممكن تكون فخ كبير، بتديك إحساس مؤقت بالسيطرة، لكن في نفس الوقت بتبعدك عن السعادة الحقيقية.

لما تلاقي نفسك بتسعى ورا السلطة، بتركض ورا المناصب، وبتحاول بأي طريقة تبقى الشخص اللي الكل بيخاف منه وبيحترمه، افتكر إن دي مجرد وهم. السلطة مش دايمًا بتجيب السعادة، بالعكس، أحيانًا بتخليك تشعر بالعزلة والوحدة، لإنك ممكن تلاقي الناس حواليك بتعاملك بمصلحة أو بخوف، مش بحب أو احترام حقيقي.

السعادة الحقيقية بتيجي من الرضا عن النفس، من العلاقات الطيبة اللي بتبنيها مع الناس، ومن البساطة في الحياة. السعادة إنك تلاقي شغفك في الحاجة اللي بتحبها، مش إنك تكون دايمًا قلقان وتفكر في الخطوة الجاية علشان تحافظ على مركزك.

شهوة السلطة بتخلي الشخص يفقد قيمته الحقيقية، لأنه بيبدأ يشوف الدنيا من زاوية ضيقة. بدل ما يبني نجاحه على الاحترام المتبادل والحب، بيبنيه على الخوف والسيطرة. وده مش طريق السعادة، ده طريق الوحدة.

اللي بيسعى للسلطة علشان يعوض نقص أو فراغ جواه، مش هيلاقي اللي بيدور عليه. السعادة مش في إنك تبقى فوق الكل، السعادة إنك تبقى مرتاح مع نفسك ومبسوط بالعلاقات اللي حواليك. السلطة ممكن تديك حاجات كتير، لكن مش هتديك السعادة اللي بتيجي من قلب مرتاح وضمير راضي.

كلنا لازم نسعى نحقق أهدافنا، لكن مهم نبقى فاهمين إن السلطة مش هي الغاية. لازم نفتكر إن السعادة هي اللي بتخلينا نقدر نستمتع بكل حاجة حوالينا. لو قدرت تلاقي السعادة جوا نفسك، هتلاقي الدنيا بقت أجمل وأبسط، وهتعرف تقدر كل لحظة فيها.