السبت، 4 يناير 2025

لا تنتقد من ستكون مثلهم يومًا


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

كلمة "تربية" دي كلمة كبيرة، ومش معناها بس اللي الأهل بيعملوه مع ولادهم، لأ دي طريقة حياة، وأسلوب تعامل مع الدنيا والناس. ومن أكتر الحاجات اللي ممكن نتعلّمها في التربية هي إننا ما ننتقدش الناس اللي ممكن نكون زيّهم يوم من الأيام.

تخيل إنك شاب صغير، كلّ اللي في دماغك إنك "مش عايز تبقى زي أهلك". بتحس إنهم مش فاهمينك، بتحس إنهم غلطانين في كل حاجة. بتكبر والانتقاد هو محور حياتك: "ليه أبويا بيعمل كده؟"، "ليه أمي بتفكّر بالطريقة دي؟".

بس بعد كام سنة، لما الزمن يدور والعُمر يجري، تلاقي نفسك بتقول نفس الكلام اللي هما قالوه، وبتعمل نفس التصرفات اللي كنت بتنتقدهم عليها. هنا تحس بحاجة غريبة: "أنا بقيت زيّهم!"

التربية بتقولك: مش معنى إنك شايف حد بيغلط دلوقتي، إنك أحسن منه. يمكن تجربته وظروفه هم اللي شكّلوه كده. وأهو الزمن ماشي، والدنيا بتعلّمنا إننا كلنا بنغلط، وكلنا بنتأثر باللي حوالينا.

قبل ما تنتقد حد، فكّر إنك في يوم ممكن تكون مكانه. الأب اللي بيتعصب على ولاده كان في يوم من الأيام زيك، شايف إن العصبية دي "مالهاش لازمة". الأم اللي بتحس إنها "مخنوقة" من بيتها كانت زمان بتحلم بالجواز والحب والبيت الدافي.

لما تبدأ تحس إنك عايز تنتقد حد، حاول الأول تفهم وجهة نظره. اسأله ليه بيعمل كده؟ إيه اللي وصله للمرحلة دي؟ يمكن تلاقي نفسك متعاطف معاه بدل ما تحكم عليه.

الحياة زي دائرة، وكلنا ماشيين فيها. ممكن النهارده تبقى برا الدائرة دي، بس بُكرة الزمن يخليك جوّاها. وعشان كده، خليك رحيم بالناس، زي ما تحب إنهم يكونوا رحماء بيك يوم ما تضعف أو تغلط.

كلامي مش مجرد نصيحة، دي فلسفة حياة. التواضع في حكمنا على الناس والتعاطف مع تجاربهم هما اللي بيخلونا نعيش في سلام أكتر. لأننا ببساطة.. بشر زيهم.

أول يوم عمل لي

أول يوم شغل لي كان زي بداية فيلم مليان أحداث وشخصيات جديدة، وكل مشهد فيه مخليني على أعصابي. قبل اليوم ده، كنت محضر كل حاجة بحرص شديد: اللبس، الكلام اللي ممكن أقوله، وحتى الابتسامة اللي لازم أظهر بيها. كنت عايز أسيب انطباع قوي من أول لحظة.
وصلت الشغل بدري جدًا، يمكن قبل معظم الموظفين، وقعدت في الاستقبال أستنى. الجو كان هادي جدًا، بس جوايا كان في عاصفة. كل حاجة حواليا كانت بتقول إني في مرحلة جديدة: ناس مختلفة، مكان مهيب بشكله الرسمي، ومكاتب مفيهاش مكان للتسيب.
لما المدير جالي وقال لي: "أهلا بيك، نتمنى تكون إضافة قوية للفريق"، حسيت بمزيج من الحماس والخوف. الكلمات بسيطة، بس وقعها كان تقيل عليّ. دي كانت لحظة الحقيقة.
أول مهمة استلمتها كانت تبدو سهلة: مراجعة بيانات في جدول وتسليمها. قلت لنفسي: "دي بداية لطيفة، أهو نبدأ بحاجة مش معقدة." بس وأنا شغال، التوتر لعب لعبته، ووقعت في غلطة بسيطة. نسيت أحفظ التعديلات اللي عملتها، ودي حاجة خلتني أعرق و أحس إن الأرض بتتهز تحت رجلي.
زميلي اللي كان قاعد جنبي لاحظ إني مرتبك، وجالي بابتسامة لطيفة وقال: "ما تقلقش، دا أول يوم، عادي جدًا تغلط. المهم إنك تاخد بالك المرة الجاية." الكلمة دي كانت كأنها حبل إنقاذ في بحر من التوتر. شكرته وكملت شغلي بحماس أكبر، مع وعد لنفسي إني أتعلم من كل تفصيلة.
في نهاية اليوم، وأنا ماشي، كان إحساسي مختلف. كنت فخور إن أول خطوة في مشواري المهني اتحققت، حتى لو كان فيها شوية تعثر. البدايات عمرها ما بتكون مثالية، لكنها بتكون مليانة دروس وأمل.
أول يوم شغل بيكون بداية الحلم، الخطوة الأولى على طريق طويل مليان تحديات ونجاحات. أول يوم شغل متخلهوش يعدي من غير إحتفال.
هتلاقي كل المقالات في صفحتي في لينكدان
و في صفحتي في الفيسبوك
و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي

الجمعة، 3 يناير 2025

مقابلة العمل الأولى


#لما_كنت_موظف #الحياة_المهنية #البدايات_الوظيفية


أول مقابلة عمل، دي اللحظة اللي بتحدد فيها أول خطوة في مسيرتك المهنية. فاكر اليوم ده بكل تفاصيله كأنه كان مبارح. كنت متوتر جدًا، وكل حاجة حواليّ كانت محسوبة. لبست لبس رسمي، متأكد إن كل حاجة فيه مظبوطة، وربطت الكرافتة كأنها سر النجاح.


وصلت قبل الموعد بربع ساعة زي ما كل النصايح بتقول. قعدت في الاستقبال، وبقيت أراقب الناس حواليّ: الموظفين رايحين جايين، وشايلين ملفات، كأنهم جزء من نظام كبير وأنا لسه برة. كل شوية أبص على الساعة، أحاول أرتب الكلام اللي ممكن أقوله لو اتسألت. بس كل ما أرتب فكرة، ألاقيها تطير من دماغي مع أول نبضة توتر.


لما نادوا اسمي، حسيت قلبي بيدق أسرع. دخلت المكتب، وكان قدامي لجنة صغيرة من 3 أشخاص. بدأوا بابتسامات خفيفة، لكن ده ما شالش الرهبة اللي جوايا. أول سؤال كان: "عرفنا بنفسك." يمكن أبسط سؤال، لكن حسيت إن كل كلمة بتطلع مني لازم تكون دقيقة. بدأت أتكلم، ومشيت على الخط الفاصل بين الحماس والتوتر.


بعدها بدأوا يسألوا أسئلة أصعب. "ليه اخترت الوظيفة دي؟" و"إزاي ممكن تضيف قيمة لفريق العمل؟" كل سؤال كان كأنه امتحان مفاجئ، وأنا بحاول أجاوب بثقة حتى لو جوايا مش متأكد. لما سألوه عن تحدي واجهني وازاي إتعاملت معاه، حكيت عن موقف حصل معايا في الكلية، وكان واضح إنهم مهتمين يشوفوا إزاي بحل المشاكل.


في لحظة، حسيت إن المقابلة مش مجرد اختبار، لكنها فرصة. بدأت أتكلم براحة أكتر، وأركز على إن كلامي يبين شخصيتي بصدق. ولما قربت المقابلة تخلص، سألتهم عن تفاصيل أكتر عن طبيعة الشغل والمهام اليومية. ده خلاني أظهر اهتمام فعلي، وكان واضح إنهم قدروا النقطة دي.


خرجت من المكتب بحس متناقض: شوية توتر، شوية رضا، وشوية خوف من النتيجة. فضلت مستني الرد كأنه نتيجة امتحان ثانوية عامة. ولما وصلني الرد الإيجابي، الفرحة اللي حسيت بيها ما تتوصفش. حسيت إن أول خطوة في مسيرتي المهنية بقت حقيقة.


مقابلة العمل الأولى علمتني حاجات كتير: إنك مش لازم تكون مثالي، لكن لازم تكون صادق وواثق في نفسك. هي تجربة بتكسر حاجز الخوف وبتفتح الباب لفرص أكبر.


هتلاقي كل المقالات في صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الخميس، 2 يناير 2025

الزمن المنقذ، لماذا نعود ... أليس هناك مكان وراء الوجود



الزمن المنقذ، هو زمن ليس هو المستقبل و ليس هو الغد. الزمن المنقذ هو حلم او محاولة حلم بالعودة للطفولة و السير ناحية الأمس.

و مع ثقل هذا الأمس، و محاولة هروبنا منه، إلا أنه يبدو اخف وقعا من الغد، ذلك المجهول، الذي لا يطاق. انتظار الغد يعني التفكير في برودة الايام او النظر ناحية الحفر.

نحتاج فعلا للهروب من مستقبلنا أكثر من الهروب من ماضينا. هي دائرة من اللازمان و اللامكان، دائرة يسميها الشعراء يوتوبيا الدنيا. منطقة يتخذ فيها الكمال و الخلود موضعا، و يتوقف فيها الزمان عن التأثير. هي الأفق الأزلي، و المكان الذي فيه شمس و لكن يموت فيه كل الضوء.

بين الأمس الساخن و الغد البارد يقع هذا الحاضر الرهيب، منطقة الفراغ، مكان يعبر فيه الزمن البليد ببطئ. تمتد فيه الدقائق لساعات، و تمثل فيه الساعات كأنها بهلوان بغيض، ثقيل الدم، يتململ بكره و برود و سط ضحكات البراءة الصغيره.

تسمو عندي فكرة الخروج من هذا الإطار الميت، بركوب القطار. فسرعته تخرج الوقت من بطئه، فيسير أسرع من عقاربه. كم مرة ركبته هربا من الساعات و من ملاحقة الأفكار و من ثقل الإنتظار.

هل الحل الوحيد للتغلب على الحاضر هو السير المستمر في اللامكان؟ و لكن بدون الوصول، فالوصول يعني النهاية. فهل الحل هو السير في مكان يتجاهل عامل الزمن؟

و لكن من ينقذنا من الزمن، اذا كان هو الوحيد القادر على كشف الحقيقة امام اعيننا، هو الوحيد القادر على إعادتنا لواقعنا و لأيامنا التي مضت.

فهل هذا المكان موجود، فلماذا نعود أم أنه مكان وراء الوجود.

سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل


في حياتنا المهنية بنمر بمراحل كتير، كل مرحلة لها تحدياتها ولحظاتها اللي بتفضل محفورة في الذاكرة. قررت أبدأ سلسلة مقالات جديدة أحكي فيها عن رحلتي الشخصية، من يوم ما إتخرجت من الجامعة و كنت موظف (صيدلي)، لحد ما بقيت مدير، وبعدها لما قررت أخد الخطوة الكبيرة وأبدأ شغلي الخاص. هتلاقي الكلام و الأحداث و الذكريات متبوعة بهشتاغات تمثل تسلسلها.

هكتب التجارب على ثلاث أجزاء:

الجزء الأول: لما كنت موظف
في البداية، كنت زي أي حد لسه داخل سوق العمل. كل يوم كان مليان دروس جديدة، من أول إزاي تتأقلم مع زمايلك، وتتعامل مع مديرينك، وتبني لنفسك اسم و سمعة في شغلك. و هحكي في المقالات دي عن المواقف اللي اتعلمت منها، واللحظات اللي أخدت فيها قرارات صح، وكمان الغلطات اللي وقعت فيها واتعلمت منها كتير.

الجزء التاني: لما بقيت مدير
لما بقيت مدير، الدنيا اختلفت تمامًا. المسئولية كبرت، والتحديات بقت أكتر. بقيت مش مسئول بس عن شغلي، لأ كمان عن فريق كامل، وعن تحقيق أهداف كبيرة. هشارككم قصص عن قرارات صعبة، مواقف مع الفريق، وتعلمت إزاي أكون إنسان قبل ما يكون مدير و يحفّز الناس ويحقق النجاح.

الجزء التالت: لما بقيت صاحب شغل
أكبر مغامرة في حياتي كانت لما قررت أسيب أمان الوظيفة وأبدأ مشروعي الخاص. الرحلة دي مليانة تحديات، من فكرة المشروع الأولانية، للتخطيط والتنفيذ، للتعامل مع السوق. هنا هحكي عن الفشل اللي كان بداية لنجاحات، وعن الدروس اللي أخدتها من المغامرة دي.

ليه بكتب السلسلة دي؟
لإني مؤمن إننا بنتعلم من تجارب بعض أكتر من أي حاجة تانية. عايز الناس اللي بتقرا المقالات دي تلاقي إلهام، نصيحة تفيدهم، أو حتى إحساس إنهم مش لوحدهم في رحلة الشغل والحياة.

المقال الأول هيكون بعنوان "مقابلة العمل الأولى".
كل يوم هكتب في موضوع و أحب أسمع تجاربكم كمان، لو عدّيتوا بمواقف مشابهة، شاركوني في التعليقات. الرحلة دي لنا كلنا!

المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و على صفحتي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar 

و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

الأربعاء، 1 يناير 2025

الكبريت ... إدارة و رؤية


 

الكبريت عنصر حيوي للنبات، فهو يشارك في تكوين البروتينات والكلوروفيل، ويمثل جزءًا أساسيًا من العمليات الفسيولوجية التي تحافظ على نمو النبات وصحته. عندما يحدث نقص في الكبريت، يتعامل النبات مع هذا النقص بطريقة داخلية دقيقة ومدروسة لضمان استمراريته.

أول ما يتأثر بهذا النقص هي الأوراق الجديدة والفروع الصغيرة، لأنها الأجزاء الأكثر احتياجًا للكبريت. في هذه الحالة، يبدأ النبات في إعادة توزيع الكبريت من الأنسجة الأقل نشاطًا إلى الأجزاء الحيوية. هذه العملية الفسيولوجية تجعل الأوراق الجديدة تتحول إلى اللون الأصفر الفاقع، بينما تظل عروقها خضراء، حيث يتم تفكيك الكلوروفيل لإعادة استخدام الكبريت.

الإدارة الداخلية للنبات خلال نقص الكبريت تعتمد على ترتيب الأولويات. يتم توجيه الكبريت إلى الأجزاء التي تضمن استمرار العمليات الحيوية مثل التمثيل الضوئي ونقل العناصر الغذائية. ومع ذلك، يؤدي هذا التكيف إلى تأثير سلبي على إنتاج البروتينات، حيث يقل إنتاج الأحماض الأمينية التي تحتوي على الكبريت، مما يضعف النمو العام للنبات.

لحل هذه المشكلة، يجب التدخل باستخدام أسمدة غنية بالكبريت القابل للذوبان مثل الجبس الزراعي أو البيرات. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الكبريت لا يستقر في التربة لفترات طويلة لأنه يتحرك مع مياه الري. لذلك، تحتاج إدارة الري إلى متابعة دقيقة لضمان وصول الكبريت إلى جذور النبات بشكل مستمر.

إدارة نقص الكبريت ليست مجرد عملية إضافة أسمدة، بل هي نهج متكامل يعتمد على فهم التغيرات الداخلية في النبات وتلبية احتياجاته بشكل دوري. المتابعة المستمرة لتحليل التربة والنبات ضرورية لضمان استقرار العناصر الغذائية وإعادة التوازن، مما يساعد على الحفاظ على صحة النبات وإنتاجيته بأفضل شكل ممكن.