الخميس، 2 يناير 2025

الزمن المنقذ، لماذا نعود ... أليس هناك مكان وراء الوجود



الزمن المنقذ، هو زمن ليس هو المستقبل و ليس هو الغد. الزمن المنقذ هو حلم او محاولة حلم بالعودة للطفولة و السير ناحية الأمس.

و مع ثقل هذا الأمس، و محاولة هروبنا منه، إلا أنه يبدو اخف وقعا من الغد، ذلك المجهول، الذي لا يطاق. انتظار الغد يعني التفكير في برودة الايام او النظر ناحية الحفر.

نحتاج فعلا للهروب من مستقبلنا أكثر من الهروب من ماضينا. هي دائرة من اللازمان و اللامكان، دائرة يسميها الشعراء يوتوبيا الدنيا. منطقة يتخذ فيها الكمال و الخلود موضعا، و يتوقف فيها الزمان عن التأثير. هي الأفق الأزلي، و المكان الذي فيه شمس و لكن يموت فيه كل الضوء.

بين الأمس الساخن و الغد البارد يقع هذا الحاضر الرهيب، منطقة الفراغ، مكان يعبر فيه الزمن البليد ببطئ. تمتد فيه الدقائق لساعات، و تمثل فيه الساعات كأنها بهلوان بغيض، ثقيل الدم، يتململ بكره و برود و سط ضحكات البراءة الصغيره.

تسمو عندي فكرة الخروج من هذا الإطار الميت، بركوب القطار. فسرعته تخرج الوقت من بطئه، فيسير أسرع من عقاربه. كم مرة ركبته هربا من الساعات و من ملاحقة الأفكار و من ثقل الإنتظار.

هل الحل الوحيد للتغلب على الحاضر هو السير المستمر في اللامكان؟ و لكن بدون الوصول، فالوصول يعني النهاية. فهل الحل هو السير في مكان يتجاهل عامل الزمن؟

و لكن من ينقذنا من الزمن، اذا كان هو الوحيد القادر على كشف الحقيقة امام اعيننا، هو الوحيد القادر على إعادتنا لواقعنا و لأيامنا التي مضت.

فهل هذا المكان موجود، فلماذا نعود أم أنه مكان وراء الوجود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق